الرئيس اللبناني يدعو القيادات السياسية لتبني خيارات صائبة لا تورط البلاد في لعبة الأمم

بيروت 7 نوفمبر 2013 /دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم (الخميس) القيادات السياسية إلى "تبني خيارات سياسية صائبة على أساس (اعلان بعبدا) بما يمنع الذرائع لتنامي البيئات الحاضنة للارهاب والتكفير ولا يورط لبنان في لعبة الامم وصراعاتها."

وينص (اعلان بعبدا) الصادر عن (هيئة الحوار الوطني) العام الماضي على تحييد لبنان عن الأزمة السورية والمحاور الاقليمية.

ورأى سليمان، في كلمة بمناسبة إطلاق "خطة العمل الوطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمل الاطفال في لبنان بحلول العام 2016"، وجوب "اعادة علاقات لبنان الدولية الى سابق عهدها واستعادة تدفق الاستثمارات والسياح، ووضع حد للفساد والدستوري."

ورأى أن الخيارات السياسية للمسئولين اللبنانيين يجب أن تؤدي إلى "تجميع عناصر القوة والقدرات الوطنية في استراتيجية وطنية واحدة للدفاع عن لبنان ومنع خروقات العدو بكل اشكالها ولا سيما منها اعمال التجسس التي يقوم بها."

وشدد على "وضع حد للفساد والتعطيل الاداري والدستوري وتجميع القدرات الوطنية في استراتيجية واحدة للدفاع عن لبنان ولعدم توريطه بالصراعات المحيطة به وتحييده عن صراعات المحاور ووضع خطة إنمائية شاملة."

وأشار إلى أن "الحوار الوطني تعثر فيما عجزت السياسة عن إيجاد الحلول"، مضيفا أن "الامر اشتد سوءا بعدما سيطرت الفوضى وعدم الإستقرار في محيطنا العربي، وبعدما أشتد الصراع العالمي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب في خضم أزمات إقتصادية ومالية هزت دول العالم بأسره."

وأكد على ضرورة "تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية واستيعاب الحركات المطلبية والعمل على تعديل قانون الأحداث وإيجاد برامج دعم لذوي الاحتياجات الخاصة."

وأشار إلى أن "مشاكل الاطفال لم تكن وليدة ذاتها وانما نتيجة حتمية للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والامنية والسياسية. "

وتحدث عن "معاناة الأطفال من الخوف والإصابات في الصراعات المسلحة ومن التشرد أو تعاطي أقسى الأعمال وأرذلها وأسوأها الاشتراك في قتال الشوارع."

وقال إن أطفال لبنان "يريدون منع القنص على ملاعبهم في محلتي جبل محسن وباب التبانة في طرابلس بشمال لبنان ومعاقبة من وضع المتفجرات في طريقهم في محلة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية وفي مسجدي التقوى والسلام في طرابلس".

وتشهد محلة باب التبانة السنية المؤيدة للمعارضة السورية ومحلة جبل محسن العلوية المؤيدة للنظام السوري من حين إلى آخر، تكرارا لتبادل أعمال اطلاق النار على خلفية الانقسامات السياسية والمذهبية في لبنان من الأحداث في سوريا.

وكانت ضاحية بيروت الجنوبية ذات الغالبية الشيعية قد شهدت تفجير سيارتين مفخختين في شهري أغسطس ويوليو الماضيين، كما شهدت طرابلس كبرى مدن الشمال ذات الغالبية السنية تفجير سيارتين مفخختين في شهر اغسطس الماضي.

وأوقعت هذه التفجيرات أكثر من 70 ضحية ومئات الجرحى واضرارا كبيرة ووضعت البلاد على حافة فتنة مذهبية وحرب أهلية.

وقال سليمان "أطفالنا يريدون قادة يحترمون الدستور والقانون ويضعون مصلحة لبنان أولا وليس مصلحة الآخرين في بلدان أخرى والرهان على إنتصار هذا المحور أو ذاك في تلك البلدان، ويحلمون بوطن يجتمع أبناؤه متعاضدين متكافلين، لكن واقع الامر بعيد كل البعد عن حلمهم".

وأضاف إن "أحداثا يعانون وأطفال أبرياء في لبنان يعانون إما بسبب الفقر والجهل والتخلف أو جراء التقاتل العبثي أو تفشي الرذيلة وتردي الأخلاق".

وطالب مؤسسات الدولة ب"العمل الدؤوب لتحقيق التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية"، داعيا الطبقة السياسية لأجل تحقيق ذلك إلى "تخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الأزمات والمحاور، رحمة بأطفال بلادي ومستقبلهم".

ويشهد لبنان ازمة سياسية أدت إلى تعثر تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من 7 أشهر بسبب انقسام القوى السياسية حول طبيعة ومهام الحكومة، حيث تعارض (قوى 14 مارس) مشاركة (حزب الله) في الحكومة قبل اعلانه سحب عناصره التي تشارك في القتال بسوريا، في حين ان (قوى 8 مارس) وعلى رأسها (حزب الله) تطالب بحكومة سياسية بحسب حجم القوى في البرلمان.

يذكر أن خطة العمل للقضاء على أسوأ اشكال عمل الاطفال في لبنان بحلول العام 2016 هي من اعداد اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الاطفال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.

وتجيء الخطة ضمن اتفاقيتي المنظمة (الحد الأدنى لسن العمل) و (مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال) علما ان لبنان كان صادق على كل الإتفاقات الدولية والعربية المتعلقة بحقوق الطفل ومكافحة عمالة الأطفال وتعهد إصدار التشريعات اللازمة لتطبيقها.

/مصدر: شينخوا/