تقرير إخباري: هيئة التنسيق تعلن عدم مشاركتها في "جنيف 2" وقوى معارضة داخل سوريا ترفض تمثيل الائتلاف لها

دمشق 15 يناير 2014 / أعلنت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة السورية يوم الأربعاء عدم مشاركتها في مؤتمر "جنيف 2"، رافضة المشاركة تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري المعارض، في حين رأت قوى وتيارات سياسية معارضة في الداخل أيضا أن موقف الهيئة بعدم المشاركة يعود لعدم توجيه دعوة رسمية لها للمشاركة في المؤتمر، ومطالبتها بالمشاركة ضمن وفد يرأسه الائتلاف ، في وقت أعلنت تلك القوى المعارضة رفضها لأن يكون الائتلاف السوري ممثلا لها بالخارج.

وقال صفوان عكاشة، عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "الهيئة قررت عدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 يناير الحالي"، لافتا إلى أن الهيئة أكدت مرارا وتكرار أنها لن تشارك تحت مظلة الائتلاف السوري المعارض.

وأصدرت الهيئة الأربعاء بيانا تلقت وكالة ((شينخوا)) بدمشق نسخة منه، قالت إنه موجه للشعب السوري، وأوضحت فيه أسباب اتخاذها القرار بعدم المشاركة بمؤتمر "جنيف 2".

وقالت الهيئة في بيانها "انتهت اجتماعات باريس الدولية والإقليمية في الأيام الماضية إلى التأكيد على ضرورة عقد مؤتمر جنيف حول سوريا في موعده المحدد ... وطالبت الأمم المتحدة والدولتان الراعيتان الائتلاف بتشكيل وفد متوازن للمعارضة السورية في جنيف تحت مظلة الائتلاف".

وأضاف البيان أن "الجميع يعلم بأن قرار الطرف المكلف بالعمل لتشكيل وفد المعارضة لم يحسم بعد، فقد وضعت كل فصائل المعارضة السورية أمام سياسة الأمر الواقع ويطلب منها اليوم فعل ما تستطيع لإنجاح هذه المهمة الصعبة والمعقدة في أربعة أيام تفصل بين قرار الائتلاف وافتتاح المؤتمر".

وشهدت باريس اجتماعات يوم الاثنين الماضي بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف مع المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، للتحضير لـ"جنيف2"، فضلا عن اجتماعات بين الوزيرين مع نظرائهما في دول إقليمية.

وأجل الائتلاف الوطني المعارض البت في موضوع مشاركته وتشكيل وفده في حال إقرار المشاركة بالمؤتمر إلى 17 من الشهر الجاري، حيث تشهد أطياف المعارضة انقساما بخصوص مشاركتها في "جنيف2"، في ظل مطالبات دولية لها بالدخول للمؤتمر بوفد موحد.

واختتمت الهيئة بيانها بالقول "لهذا قرر المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية رفض حضور مؤتمر جنيف بالشروط والمعطيات التي يتم انعقاده بها، والمبادرة لاجتماعات تشاورية مع أكبر عدد من القوى السياسية داخل وخارج سوريا، من أجل عقد مؤتمر وطني ديمقراطي سوري جامع يعيد للمعارضة مكانتها ودورها في العملية السياسية ويشكل قوة مدافعة عن مصالح وطموحات الشعب السوري".

وقال محمود مرعي، أمين عام تيار "سوريون من أجل الديمقراطية" المعارض في الداخل السوري، إن "هيئة التنسيق الوطنية بالأصل غير مدعوة لحضور مؤتمر جنيف 2، وإنما طلب منها أن تنسق مع الائتلاف السوري لتسمية ممثلين عنها ليكونوا ضمن وفد المعارضة برئاسة الائتلا ف لحضور مؤتمر جنيف 2 " ، مؤكدا أن الائتلاف السوري لا يحق له أن يمثل المعارضة السورية في الداخل بمؤتمر جنيف2 .

وطالب مرعي في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق بضرورة الإعداد الجيد للمؤتمر قبل عقده، وأن يتم اختيار قوى المعارضة الوطنية التي يجب أن تشارك في هذا المؤتمر، لا أن يتم اختزال قوى المعارضة بشخصيات من الائتلاف فقط.

وأضاف مرعي أنه لا بد من دعوة كل أطياف المعارضة في الداخل والخارج التي تقف مع الحل السياسي للأزمة السورية، من أجل المشاركة في مؤتمر جنيف 2، مشيرا إلى أن المعارضة السورية متنوعة ومتساوية ولا يجب التمييز والتفريق فيما بينها.

وأشار مرعي إلى أن الأزمة السورية ستطول ولن تحل عبر اجتماع يعقد في جنيف خلال أيام ، ولابد من التنسيق والإعداد الجيد لمثل هذا المؤتمر، " لأننا لا نريد له أن يفشل"، على حد قوله.

وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي - مون وجه دعوات المشاركة بـ "جنيف2" إلى 3 منظمات و30 دولة، حيث أتى ذلك بعد أن تم تحديد موعد عقده في 22 يناير الجاري في مدينة مونتيرو السويسرية، وذلك بعد أن تأجل مرارا بسبب خلافات حول دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وخلافات أيضا حول المشاركين بالمؤتمر.

واتفق ماهر مرهج، أمين عام "الشباب الوطني السوري" المعارض، على أن هيئة التنسيق لم توجه لها دعوة رسمية لحضور "جنيف 2"، مؤكدا أن المؤتمر الدولي حول سوريا سيعقد لأن الدعوات وجهت من قبل الأمم المتحدة إلى الجهات التي ستشارك .

وقال مرهج في تصريحات مماثلة لـ((شينخوا)) بدمشق إن " المؤتمر الدولي سينجح في حل الملفات الدولية كالإرهاب والدعم والتسليح وإنهاء الملف النووي الإيراني. أما على المستوى الداخلي فلن يكتب له النجاح، لأن البند الأول في إقامة حكومة انتقالية هو أمر مستحيل بالنسبة للحكومة، ولن تقبل بشرط تنحي الرئيس الأسد ، وهذا الشرط سيعيد الأزمة السورية إلى المربع الأول، وهو القتال والحل الأمني" .

وأوضح مرهج أن المؤتمر سيعقد بمقولة "سيكتفي بمن حضر" ، مشيرا إلى أن الراعي الأمريكي يريد أن يبزر الائتلاف السوري على أنه لاعب أساسي وممثل للمعارضة السورية في هذا المؤتمر، معلنا رفضه القاطع لأن ي كون "ائتلاف الدوحة" ممثلا للشعب السوري في "جنيف 2" .

وكشف مرهج عن نية الائتلاف السلمي لقوى التغيير عقد مؤتمر مع بعض أحزاب منضوية تحت لواء هيئة التنسيق الوطنية وبعض قوى المعارضة في الداخل بهدف توحيد الصفوف والرؤية حول الأزمة السورية.

ويأتي التحضير للمؤتمر في وقت تتصاعد أعمال العنف والعمليات العسكرية والمواجهات بين الجيش ومقاتلين معارضين في مناطق عدة من البلاد، في حين تغيب الحلول السياسية، وتتبادل كل من السلطات والمعارضة المسؤولية عن أحداث العنف وعرقلة الحل السياسي .

/مصدر: شينخوا/