تقرير اخباري : مشاركة إيران في "جنيف2" خطوة بالاتجاه الصحيح .. وتعليق الائتلاف مشاركته " مناورة سياسية "

دمشق 20 يناير2014/ اعتبر خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم ( الأثنين ) أن دعوة الامم المتحدة لإيران للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا هي " خطوة بالاتجاه الصحيح " ، مؤكدين أن لإيران دور مؤثر وفاعل في حلحلة الأزمة التي تشهدها سوريا ، خصوصا والمنطقة عموما ، مشيرين إلى أن تعليق الائتلاف مشاركته في المؤتمر بسبب دعوة ايران هي " مناورة سياسية لا أكثر ولا أقل".

وقال الكاتب والاعلامي عصام هلالي في تصريحات لوكالة انباء ( شينخوا ) بدمشق إن توجيه الدعوة للحكومة الايرانية لحضور مؤتمر "جنيف2 " خطوة بالاتجاه الصحيح ، مؤكدا أن إيران هي أحد الاطرف المؤثرة في الوضع بالمنطقة ولها وزن وحضور إقليمي .

واعتبر الكاتب هلالي أنه " بمجرد أن يتم دعوة إيران لحضور هذا المؤتمر سوف يزيد من حظوظ التفاؤل بالنسبة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجّه، في وقت متأخر من ليلة أمس (الأحد)، دعوة إلى إيران وتسع دول أخرى للمشاركة إلى جانب الدول المدعوة مسبقا في مؤتمر "جنيف2" المقرر عقده اعتبارا من الأربعاء المقبل، تلا ذلك إعلان أعضاء في الائتلاف المعارض تعليق المشاركة في حال لم يتم سحب الدعوة الموجهة إلى إيران.

كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية للصحفيين أن "دعوة (الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون) تنص صراحة على أن المشاركة في (جنيف 2) رهن بالالتزام الصريح ببيان مؤتمر جنيف في يونيو .2012

وكانت الولايات المتحدة رأت في بيان لها أن دعوة الأمين العام لإيران للمشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب، مشروطة بـ "الدعم الإيراني الواضح والعلني لتنفيذ بيان جنيف بشكل كامل بما في ذلك إقامة جسم انتقالي حاكم لديه كل السلطات التنفيذية في سوريا".

واعتبر الكاتب هلالي أن تهديد الائتلاف بتعليق مشاركته في المؤتمر في حال حضرت ايران أنها " مناورة سياسية لا أكثر ولا أقل " ، مؤكدا أن الائتلاف "سيذهب للمشاركة لا محال".

قال عضو "الائتلاف الوطني" المعارض، أنس العبدة، اليوم (الاثنين) إن الائتلاف أمهل الأمم المتحدة ساعات لسحب دعوة إيران إلى "جنيف2" وإلا فإنه لن يحضر.

وأوضح، العبدة، في تصريحات صحفية نشرتها وكالات أنباء، أن "الائتلاف يمهل الأمم المتحدة حتى الساعة 9 بتوقيت دمشق، الـ 7 بتوقيت جرينتش، من اليوم لسحب الدعوة لإيران".

وأعلن "الائتلاف الوطني" المعارض، في وقت سابق ، أنه سيسحب مشاركته في مؤتمر "جنيف2" حول سوريا المقرر عقده الأربعاء المقبل ، في حال لم يتراجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن دعوة إيران.

واعرب هلالي عن تفاؤله بانعقاد مؤتمر جنيف " لانه هو الخطوة الأولى في اتجاه طريق الألف ميل".

ومن جانبه أكد حسام شعيب الباحث في الشؤون السياسية أن لدى الامم المتحدة رغبة حقيقة في مشاركة إيران بالمؤتمر ولهذا وجهت لها الدعوة ، معتبرا أن إيران هي " جزء من حلحلة المشكلة ليس في سوريا وإنما في المنطقة لدورها الهام والبارز على الساحتين الدولية والاقليمية".

وقال شعيب في تصريحات لوكالة انباء ( شينخوا ) بدمشق إن " إيران عبرت أكثر من مرة في حال وجهت لها الدعوة ستلبي واليوم اعلن رسميا انها ستحضر دون شروط مسبقة " ، مبينا أن الاعلان عن الحضور " اربك حلفاء امريكا في المنطقة".

وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قبول بلادها الدعوة التي وجهت إليها للمشاركة في مؤتمر "جنيف2" ، مضيفة أن "إيران ستشارك في المؤتمر من دون أي شرط مسبق".

وكان قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، أعلن في وقت سابق اليوم أن بلاده تسلمت دعوة للمشاركة في مؤتمر"جنيف2". وطالبت كل من بريطانيا وفرنسا، اليوم إيران بالموافقة على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا كشرط لمشاركتها في مؤتمر "جنيف2"، في وقت أعلنت السعودية أن إيران غير مؤهلة لحضور "جنيف2" لعدم موافقتها تشكيل حكومة انتقالية في سوريا ولأن لها قوة عسكرية تحارب إلى جانب النظام في سوريا.

وحول تعليق الائتلاف السوري مشاركته في مؤتمر "جنيف2" في حال حضرت إيران، قال الباحث السياسي شعيب إن " تعليق الائتلاف مشاركته بسبب إيران هو انعكاس لرؤية الدول التي تدير هذه الشخصيات وليس انعكاس لهذه الشخصيات في الخارج " ، مؤكد أن هذه الشخصيات في النهاية هي " أدوات".

واشارشعيب إلى أن جنيف لن يكون نهاية الحرب على سوريا ، وإنما هو بداية الحل السياسي ، لافتا إلى أن هذا الحل السياسي لعله ينتهي في ايام ولعله ينتهي في اعوام ، ولكن ما يريده الشعب السوري هو الوصول إلى آلية حقيقية لوقف الإرهاب على سوريا وعلى المنطقة برمتها .

وتعتبر إيران من أكثر الدول الداعمة للسلطات السورية خلال فترة الأزمة، سياسيا وماليا، في حين تتهمها دول وأطياف معارضة بدعمها سوريا عسكريا ولوجستيا أيضا، الأمر الذي تنفيه طهران، داعية طرفي النزاع للجلوس على طاولة الحوار.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري قد اقترح، مؤخراً أنه لا يزال بالإمكان لإيران أن تلعب دورا في ايجاد حل للصراع في سوريا على هامش مؤتمر "جنيف 2"، دون المشاركة فيه، في حين أعلنت الخارجية الإيرانية، في ردها على اقتراح كيري أن إيران توافق على المقترحات التي تنطبق مع عزة وكرامة إيران فقط.

/مصدر: شينخوا/