الحريري يؤكد على التصدي لاستدراج لبنان الى محرقة مذهبية

بيروت 14 فبراير 2014/ اكد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري وزعيم (تيار المستقبل) هنا اليوم (الجمعة) على "التصدي للتحريض والدعوات المشبوهة لزج اللبنانيين والطائفة السنية في حروب وظيفتها استدراج لبنان الى محرقة مذهبية".

جاء ذلك في كلمة للحريري عبر شاشة عملاقة ألقاها الحريري في احتفال بمناسبة الذكرى التاسعة لاغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير من العام 2005 .

وأكد الحريري أن "(تيار المستقبل) ومن خلفه السنة في لبنان ليسوا حاضنة لأي تنظيم إرهابي" مشددا على حماية البلاد والاستقرار الوطني رافضا الكلام عن عزل أي طائفة.

وأعلن الحريري رفضه اقحام (تيار المستقبل) والطائفة السنية في لبنان ب"الحرب الدائرة بين (حزب الله) وتنظيم القاعدة" مؤكدا ان تياره "ليس على صورة (حزب الله) او (داعش) و(جبهة النصرة)".

وكان لبنان الذي يعاني من انقسامات سياسية ومذهبية على خلفية الأزمة في سوريا قد شهد في الأشهر السبعة الأخيرة ثمانية تفجيرات استهدفت معاقل ل(حزب الله) تبنى بعضها (جبهة النصرة) و(كتائب عبد الله عزام) ردا على مشاركة (حزب الله) في القتال الدائر في سوريا.

كذلك يشهد لبنان توترا سنيا/شيعيا وأعمال عنف مذهبية ناجمة عن انعكاسات الصراع في سوريا ، كما يشهد انقساما سياسيا بشأن الوضع في سوريا، حيث تؤيد (قوى 14 مارس) المعارضة السورية ، فيما تؤيد (قوى 8 مارس) وقطبها (حزب الله) النظام السوري.

وشدد الحريري على "رفض حمل السلاح والخروج عن الاجماع الوطني خدمة لمصالح ذاتية" متهما (حزب الله) بأنه "صدع الحياة الوطنية واستدرج البلاد الى الحروب الخارجية".

وقال ان "(حزب الله) لا يريد أن يستمع إلى أحد، وهو يتعامل مع الدولة بصفتها ساحة لمشروع إقليمي خاص، ويزج بلبنان في حروب لن تعود بغير الخراب".

واشار الى ان "حماية لبنان والاستقرار الوطني أهم من الجميع" معتبرا ان "اي كلام عن عزل الطائفة الشيعية هو كلام باطل هدفه اختزال الطائفة بالحزب والسلاح".

وتوجه الى من أسماهم "الحكماء في الطائفة الشيعية" محذرا من أن "مشاركة (حزب الله) في الحرب السورية باتت تشكل الخطر الأكبر على الاستقرار الوطني، وعلى أسس الحياة المشتركة بين الطوائف الاسلامية خصوصا".

وأضاف "هناك آلاف المقاتلين من (حزب الله) في سوريا، وهناك العشرات ممن يلتحقون عبر الحدود بتنظيم (القاعدة) وغيره، وهناك موجة غير مسبوقة من الانتحاريين تتسلل الى مناطق تواجد (حزب الله)" مشيرا الى "خطورة الأبعاد المذهبية المتنامية لانخراط اللبنانيين في هذه الحرب".

وشدد على "السعي لتحييد لبنان عن التورط العسكري في المسألة السورية، وتجنيب اللبنانيين خطر انتقال الحريق السوري إليهم".

واعتبر ان "مكافحة الإرهاب تحتاج الى تكاتف وطني واسع يعيد الاعتبار ل(إعلان بعبدا) وتحتاج الى جيش قادر على حماية الحدود وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر اضافة الى خروج (حزب الله) من سوريا".

وينص (اعلان بعبدا) الصادر عن (هيئة الحوار الوطني) في العام 2012 على تحييد لبنان عن الأحداث السورية والأزمات الاقليمية.

ودعا الحريري الى "قيام الدولة، وحصرية السلطة في يد المؤسسات الشرعية" ، وشدد على "اننا نريد الحكومة على طريق الاستحقاق الرئاسي لأن الدولة التي يرأسها الفراغ هي دولة برسم الانهيار".

وقال "لن نقبل إلا برئيس يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين ويرفض كل وصاية إلا وصاية الدستور".

ويشهد لبنان أزمة سياسية كانت أدت الى تعذر اجراء الانتخابات النيابية في العام الماضي مما ادى الى تمديد ولاية البرلمان ، كما يتعثر تشكيل حكومة جديدة في البلاد منذ نحو 10 أشهر بعد استقالة الحكومة مما يهدد بعدم اجراء الانتخابات الرئاسية مع نهاية ولاية الرئيس سليمان في شهر مايو المقبل.

وقال الحريري "ان دوي العدالة في لاهاي كان أقوى من دوي الانفجار في عام 2005 وان ثورة الارز عطلت مفعول ثلاثة أطنان من المواد المتفجرة زرعت في قلب بيروت لاقتلاع أمل اللبنانيين بالحرية والاستقلال".

ويتزامن الاحتفال بذكرى اغتيال الحريري هذا العام مع جلسات المحاكمة في المحكمة الخاصة بلبنان التي كانت انطلقت منتصف الشهر الماضي في لاهاي لمحاكمة 5 عناصر من (حزب الله) تتهمهم المحكمة بالتورط في اغتيال الحريري.

وكان الحريري قد اغتيل مع 22 شخصا في تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في بيروت في 14 فبراير من عام 2005.

/مصدر: شينخوا/