خبراء سوريون: "جنيف 2" لم يفشل وكشف للشعب السوري أن وفد الائتلاف قادم فقط لاستلام السلطة

دمشق 15 فبراير 2014 / أكد خبراء وباحثون ومحللون سياسيون سوريون يوم السبت أن المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا، والذي عقد في جنيف بنسخته الثانية، "لم يفشل على الإطلاق "، مشيرين إلى أن هذه الجولة الثانية من المفاوضات كشفت للشعب السوري أن وفد المعارضة السورية الممثل بالائتلاف السوري المعارض "جاء بهدف واحد هو استلام السلطة وليس لديه هم وطني آخر".

واعتبر المحللون والخبراء السوريون أن مؤتمر "جنيف 2" في الجولة الثانية من المفاوضات كان بمثابة "حوار عن قرب بين طرفي النزاع في سوريا، ما جعله بارقة أمل في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية"، داعين الراعيين الرئيسيين للمؤتمر، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إلى الاتفاق على وجود حوار حقيقي من أجل تذليل العقبات التي تعترض سير المفاوضات.

وقال جورج جبور، الخبير في الشؤون الدولية والقانون الدولي، في تصريحات لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق، إن "مفاوضات جنيف 2 بنسختها الثانية لم تفشل، ولكنها لم تحرز تقدما عما سبقها من مفاوضات مباشرة بين الطرفين"، مشيرا إلى أن جنيف 2 " كان حوارا عن قرب رغم أنه لم يحرز التقدم المطلوب،" معربا عن تفاؤله بمسارات جنيف 2 التفاوضية رغم النتيجة غير المرضية.

ودعا جبور "الدولتين الراعيتين للمؤتمر للاتفاق ، ومعهم الصين، على حوار حقيقي من أجل تذليل العقبات التي تعترض تقدم مسار جنيف 2".

وكان فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، قد أعلن في مؤتمر صحفي الجمعة أن الجولة الثانية من مفاوضات جنيف "لم تحرز أي تقدم"، مشيرا إلى أن وفد المعارضة جاء بأجندة "مختلفة وغير واقعية" وهي ذات بند واحد وتتعامل بشكل "انتقائي" مع وثيقة جنيف.

وقال المقداد إن "الطرف الآخر لا يريد التحدث بأي شيء غير الحكومة الانتقالية، ونحن نصر على البدء ببند وقف العنف ومكافحة الإرهاب ... وبعد التوصل إلى اتفاق حول ذلك، فإننا على استعداد لبحث موضوع الحكومة الانتقالية".

وأكد الكاتب والباحث السوري فايز عز الدين، في تصريحات مماثلة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق، أن "مؤتمر جنيف 2 لم يفشل على الإطلاق "، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي "نجح فيه الوفد السوري بأكثر من عشر نقاط ... والوفد القادم للتفاوض (المعارض) مأمور ويرفض كلمة إرهاب ومكافحته كأولوية" .

وأضاف عز الدين، وهو محلل سياسي مقرب من النظام، أن " جنيف 2 عرى من يسمون أنفسهم معارضة أمام الشعب السوري بأنهم ليس لديهم أي هم سوى استلام السلطة".

وبين الكاتب السوري أن الوفد الرسمي السوري وجه "ضربة قاضية " لوفد الائتلاف عندما وافق على جدول الأعمال الذي قدمه الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، مكررا قوله إن " الائتلاف لم يوافق على جدول الأعمال " ، متهما إياه بأنه "عطل كل عمل يهدف إلى إيجاد حل سياسي" ، مؤكدا أنهم " لا يريدون أن تدخل العملية السلمية في إطارها السليم".

وأشار عز الدين إلى أن الوفد الرسمي السوري شارك في المؤتمر " لإثبات حسن النية لتنفيذ بنود جنيف 1 المقررة في يونيو 2012 حزمة واحدة وليس القفز فوق البنود "، مبينا أن اللعبة في جنيف هي "لعبة أممية وليست مفاوضات بين الوفد الرسمي السوري ووفد الائتلاف " .

واتفق المحلل السياسي معين العماطوري مع من سبق بالحديث أن مؤتمر "جنيف 2" لم يفشل كما يروج له وفد لائتلاف ، بل حقق عدة نقاط إيجابية منها " الانخراط في حوار، وإن كان في غرفتين منفصلتين"، داعيا إلى ضرورة توسيع قاعدة المعارضة لتكون "أعم وأشمل، وبالتالي هذا يخدم الحل السياسي للأزمة السورية".

وأضاف العماطوري في تصريحات لـ((شينخوا)) بدمشق، أن " مؤتمر جنيف 2 سيستمر لعدة جولات . ولابد في النهاية من إيجاد صيغة مناسبة لإنهاء الأزمة السورية، خاصة وأن الروس وبعض الدول الصديقة تؤيد فكرة الحل السياسي عبر التفاوض"، مشترطا حسن النية من كلا الطرفين للعمل على إيجاد حل سياسي .

وأعلن الإبراهيمي، يوم السبت، عقب انتهاء جولة التفاوض الثانية بين الوفدين الرسمي والمعارض بجنيف، أن "جولتي التفاوض لم تأتيا بأي فائدة"، مشيرا إلى أن "الوفدين اتفقا على عقد جولة ثالثة من المفاوضات ... ولا موعدا زمنيا لها".

وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحفي، إن الجولتين الأوليين من محادثات جنيف لم تحرزا أي تقدم يذكر، لكنه لفت إلى أن الوفدين الرسمي والمعارض اتفقا على جدول أعمال الجولة الثالثة دون تحديد موعد لها.

وأردف الإبراهيمي "طلبت من الوفدين أن يراجعا مواقفهما ويعيدا التفكير بجدوى المفاوضات"، مشيرا إلى أن "رسالتي إلى الجميع هي التفكير بالشعب السوري والمعاناة الهائلة التي يتحملها".

واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، يوم السبت، أن فشل المفاوضات بين الوفدين الرسمي والمعارض في جنيف يشكل "انتكاسة خطيرة"، محملا النظام السوري المسؤولية، في وقت اعتبر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن "موقف النظام السوري عرقل أي تقدم بالمفاوضات".

وانتهت جلسة تفاوض صباحية قصيرة، يوم السبت، وهي الأخيرة من الجولة الثانية للمفاوضات، وسط خلافات بين الوفدين على كيفية التعامل مع ملفي الإرهاب وهيئة الحكم الانتقالي.

بدأت الاثنين الماضي جلسات الجولة الثانية من مفاوضات جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية، من خلال لقاءات مع الإبراهيمي للوفدين الرسمي والمعارض كل على حدة، فيما استؤنفت المحادثات الثلاثاء والأربعاء والجمعة بين الوفدين في جلسة مشتركة مع الإبراهيمي، فيما لم تجر لقاءات مباشرة بين الطرفين الخميس.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/