تقرير إخباري: انفجار الحافلة السياحية بجنوب سيناء يزيد معاناة قطاع السياحة المتأزم بمصر

/مصدر: شينخوا/  08:42, February 17, 2014

القاهرة 16 فبراير 2014/ انفجرت حافلة سياحية بمحافظة جنوب سيناء المصرية يوم الأحد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة سائحين من كوريا الجنوبية وسائق الحافلة المصري، في هجوم يزيد معاناة قطاع السياحة المتأزم أصلا في مصر.

وقعت عدة هجمات في شبه جزيرة سيناء المضطربة في الأشهر القليلة الماضية مستهدفة قوات ومنشآت الأمن، لكن انفجار الحافلة السياحية الذي وقع في مدينة طابا الحدودية، يعد أول هجوم يستهدف سائحين من يوليو 2005، عندما وقعت عدة تفجيرات أسفرت عن مقتل 88 مصريا وأجنبيا في مدية شرم الشيخ المنتجع.

وفي هذا الصدد، قال وزير السياحة المصري هشام زعزوع للتليفزيون الرسمي إن انفجار طالبا "يستهدف السياحة في مصر" في وقت بدأت تشهد انتعاشا طفيفا.

وأضاف زعزوع أن وزارة السياحة تعتزم مراجعة خطط الأمن مع وزارة الداخلية.

وتعد السياحة أحد المصادر الرئيسية للدخل في مصر، وكان نحو 4 ملايين مصري يعملون بالقطاع قبل اندلاع حالة الاضطرابات منذ 3 سنوات إثر سقوط النظامي الحكم السابقين.

وفي عام 2010، جلبت السياحة وحدها لمصر قرابة 13 مليار دولار أمريكي، حين زارها أكثر من 14.7 مليون سائح.

وفي هذا الصدد، أكد عادل الجندي، مدير إدارة العلاقات الدولية والتخطيط الإستراتيجي بوزارة السياحة المصرية، أن الوزارة صاغت خططا بديلة لتعزيز القطاع، معترفا بأن انفجار الحافلة سوف يلقي بظلاله بالتأكيد على القطاع.

وأضاف الجندي لوكالة الأنباء ((شينخوا)) قائلا "سوف نعزز وجودنا في سيناء وسوف ننظم قريبا احتفالات وندوات في طابا لإزالة الآثار السلبية للحادث الدامي".

ويرى خبراء في مجال الأمن أن الانفجار "قفزة نوعية" في نشاطات الإرهابيين بمصر، وبخاصة بعد الإطاحة بالرئيس ذي التوجه الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013.

وقال اللواء عبد اللطيف البديني، الخبير الأمن والمساعد السابق لوزير الداخلية، لـ((شينخوا))، إن "انفجار طالبا يمثل قفزة نوعية خطيرة في نشاطات الإرهابيين في مصر".

وأضاف البديني أن "الانفجار يستهدف قطاع السياحة بمصر، والذي يمر بمعاناة أصلا. كما يمثل حربا على الاقتصاد المصري"، مشيرا إلى أن الدولة بحاجة إلى التصرف بحزم وحسم بقدر المستطاع مع مثل هذه الأعمال..

وأرجع البديني العنف الجاري في مصر إلى الانقسام المتزايد بالبلاد منذ الإطاحة بمرسي، مشيرا إلى التظاهرات المناهضة للحكومة المستمرة من جانب أنصار مرسي والحملة الأمنية التي تستهدفهم.

ومنذ الإطاحة بمرسي، اتخذ متطرفون إسلاميون سيناء كمعقل لشن هجمات على قوات الأمن، واصفين عزل مرسي بـ"انقلاب عسكري". وفي رد على هذا، تشن قوات الأمن عمليات واسعة النطاق على مخابئ "الإرهابيين" في شبه الجزيرة.

وفي هذا السياق، أوصى البديني، وهو أيضا أستاذ في إدارة الأزمات، بحل سياسي لإنهاء الصراع، قائلا إن "الحلول الأمنية وحدها ليست فعالة بما يكفي في هذه المرحلة ... يجب على الأطراف المتصارعة عقد حوارات والتوصل إلى حل سياسي من أجل مصلحة البلد".

ولأسباب أمنية، أغلقت السلطات شبكات الاتصالات والانترنت في طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء، كما أغلقت معبر طابا الحدودي مع إسرائيل حتى إشعار آخر.