عباس: لم يتم مناقشة تمديد المفاوضات مع إسرائيل ولم تطرح علينا

بيت لحم 13 مارس 2014 / أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الخميس)، أن مسألة تمديد المفاوضات مع إسرائيل لم يتم نقاشها ولم تطرح على الجانب الفلسطيني. وقال عباس خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب اجتماعهما في قصر الضيافة الفلسطيني في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، "نحن اتفقنا على تسعة أشهر للمفاوضات ولدينا أمل كبير أن نكون قد وصلنا إلى شيء ملموس ومحسوس في هذه الفترة ولذلك لم نناقش اطلاقا مسألة التمديد ولم تطرح علينا".

وفيما يتعلق باتفاق إطار المفاوضات الذي جرى الحديث عن نية الولايات المتحدة الأمريكية طرحه على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قال عباس، "إلى الآن لم نستلم وربما هذا في المستقبل القريب الإطار الذي وعدنا به لنطلع عليه ونقول موقفنا". وأضاف أنه " لا يمكن أن نحدد موقفا من اتفاق الإطار قبل تسلمه رسميا مع تأكيده على ضرورة أن يكون منسجما ومتوافقا تماما مع الشرعية الدولية". وأشار عباس، إلى أن زيارته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأتي "في إطار البحث الحثيث عن الحل السياسي الذي تقوم به الولايات المتحدة". ومن المقرر أن يلتقي عباس أوباما يوم (الأثنين) المقبل لبحث مصير مفاوضات السلام مع إسرائيل التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي على أن تنهي في 29 أبريل المقبل. وبهذا الصدد أكد عباس، على مواصلته الجهود للتوصل إلى حل سلمي وسياسي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة وينهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 وصولا إلى قيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية "التي نريدها مدينة مفتوحة ليتمكن أصحاب الديانات السماوية الثلاثة الصلاة فيها". وثمن عباس الجهود التي يقوم بها أوباما ووزير خارجيته جون كيري لدفع العملية السلمية للوصول إلى غايتها المنشودة خلال الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات.

وقال "لا ننسى الدور الهام الذي تتطلع به اللجنة الرباعية الدولية بما فيها روسيا، ودول الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، إضافة إلى ما تقوم به الدول الصديقة والشقيقة في العالم". وأضاف عباس " نخص بالذكر الجهود القيمة في هذا المجال للاتحاد الأوروبي والمتمثل في قراراته وبياناته وإجراءاته وقراراته التي تؤكد كلها على ضرورة إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا للمرجعيات الدولية والتأكيد بأن الاستيطان غير شرعي وفقا للقانون الدولي". وردا على أسئلة الصحفيين قال عباس، إن الفلسطينيين لا يدعون إلى مقاطعة إسرائيل دوليا "لأننا نتعامل مع دولة اسرائيل ومن غير المنطقي أن نقول نحن نقاطعها". وأضاف أن دعوته بهذا الصدد ترتكز على مقاطعة منتجات المستوطنات "لأن الاستيطان باعتراف العالم غير شرعي وبالتالي لابد من مقاطعة منتجات إسرائيل القادمة من المستوطنات". من جهته أعرب كاميرون، عن اعتقاده بأن عباس "شريكا في السلام"، مشددا على أن تحقيق سلام دائم يتطلب "قرارات صعبة وتصميم من أجل التقدم". وقال رئيس الوزراء البريطاني، إن بلاده تريد "حل لدولتين دولة فلسطينية قابلة للحياة مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967 مع تبادل أراضي متفق عليه بجانب دولة إسرائيل الآمنة". وأضاف أن "القدس مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاثة يجب أن تكون عاصمة مشتركة للدولتين وغزة جزء رئيسي من الدولة الفلسطينية".

في الوقت ذاته أيد كاميرون، أن إسرائيل دولة للشعب اليهودي، مشيرا إلى أن " اليهود كانوا مضطهدين في العالم، ستة ملايين قتلوا في المحرقة والقرار اتخذ أن إسرائيل يجب أن تكون وطنا للشعب اليهودي وهذا ما هي عليه". وأضاف أن "وضع إسرائيل ووصفها يجب أن يكون شيئا يتفاوض عليه الإسرائيليون والفلسطينيون معا ويجب أن لا ندخل أنفسنا في هذه المفاوضات وأنه من المهم أن تواصل إسرائيل كونها بلدا يعطي الحقوق لهؤلاء الذين يتبعون الديانات الأخرى". وأعرب كاميرون عن اعتقاده، بوجود "اختلاف جدي" في قضايا رئيسة في المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، مشددا على أنه "لابد أن يكون الحل الناجح بالسلام". وانتقد كاميرون مطلقي الصواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة منذ منتصف عام 2007 تجاه إسرائيل، معتبرا أنهم يحاولون "هدم" عملية السلام. وأعلن كاميرون، أنه اتفق مع عباس على أن تقدم بلاده دعما إضافيا لأكثر من 100 شركة فلسطينية لدعم النشاطات الزراعية إلى جانب المساعدة في تنظيف ثلاثة حقول ألغام في الضفة الغربية من أجل استخدامها في الزراعة.وكان كاميرون قد تفقد فور وصوله إلى بيت لحم كنيسة المهد التاريخية في المدينة، علما أن هذه هي زيارته الأولى للأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ توليه منصبه في مايو 2010 .

/مصدر: شينخوا/