غزة/رام الله 11 مارس 2014/ قتل خمسة فلسطينيين خلال 48 ساعة الماضية باستهدافات إسرائيلية بقطاع غزة والضفة الغربية، في توتر حذرت الرئاسة الفلسطينية من أنه سيؤدي إلى "تدمير ما تبقى من عملية السلام".
وأدت غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي واستهدفت ثلاثة نشطاء فلسطينيين على شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى مقتلهم على الفور.
وذكر أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة في قطاع بيان له، أن القتلى الثلاثة هم: إسماعيل أبو جودة (24 عاما)، وشاهر أبو شنب (24 عاما)، وعبد الشافي معمر (33 عاما).
وسبق الغارة توغل محدود لقوة من الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، على أطراف مدينة خان يونس قامت خلالها بعمليات تجريف وتمشيط أمني للمنطقة.
وأعلنت (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان لها، أن القتلى الثلاثة يتبعون لها وقضوا خلال تصديهم لتوغل إسرائيلي على أطراف جنوب قطاع غزة.
وقالت السرايا، إن مقاتليها أطلقوا عددا من قذائف الهاون على قوات إسرائيلية خلال توغلها داخل قطاع غزة عندما تم استهدافهم بغارة إسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن قوات إسرائيلية تعرضت لإطلاق قذائف هاون من نشطاء قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة فردت باستهدافهم.
وهدد المتحدث باسم السرايا المكنى أبو أحمد عقب الحادثة، بأن "كل الخيارات مفتوحة ومن حقنا الرد على العدوان الإسرائيلي في المكان والزمان المناسبين".
وهدد الناطق في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية في غزة، بأن "الدم بالدم والقتل يجابه بالرد من قبل سرايا القدس التي لن تسمح للعدو بالتوغل بدم الشعب الفلسطيني ولا كسر الهيبة التي تفرضها المقاومة".
ولوح الناطق بقرب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية، معتبرا أنه "وصل إلى مرحلة الشيخوخة وقارب على الانتهاء بفعل استمرار الخروقات الإسرائيلية له".
ويشهد قطاع غزة توترا متقطعا منذ توصل إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بوساطة مصرية في 21 نوفمبر 2012.
وأنهى الاتفاق عملية عسكرية شنتها إسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ منتصف عام 2007 استمرت في حينها لثمانية أيام وأسفرت عن مقتل 184 فلسطينيا، مقابل 6 إسرائيليين جراء إطلاق مئات الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل.
وسبق مقتل الفلسطينيين الثلاثة في غزة إعلان الجيش الإسرائيلي عن سقوط طائرة صغيرة من دون طيار اليوم، في جنوب القطاع نتيجة خلل فني.
وقال متحدث باسم الجيش للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الطائرة من طراز (سكايلارك) تستخدم لجمع المعلومات الميدانية على المدى القصير، وان تحقيقا تم فتحه في ظروف تحطمها.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مقتضب لها على موقعها الإليكتروني، عن استيلائها على الطائرة، من دون تقديم تفاصيل عنها.
فيما قال مصدر أمني في حكومة حماس المقالة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الطائرة تزن نحو سبعة كيلو جرامات، وتستخدم لجمع المعلومات على الصعيد التكتيكي.
وهذه هي المرة الثانية التي تسقط فيها طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار في قطاع غزة بعد حادثة مماثلة وقعت في مطلع نوفمبر الماضي، وحينها أعلنت كتائب القسام أيضا الاستيلاء عليها.
وسبق أن أعلنت كتائب القسام خلال عملية (عمود السحاب) العسكرية، عن إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية، وعرضت في حينه شريط فيديو مصور لها.
وجاء التوتر في غزة بعد مقتل فلسطينيين في حادثتين منفصلتين في الضفة الغربية وقعت الأولى على جسر العبور الواصل بين الضفة الغربية والأردن، والثانية في شمال مدينة رام الله.
وأحد القتيلان هو محام يحمل الجنسية الأردنية واتهمه الجيش الإسرائيلي بمحاولة خطف سلاح جندي، فيما قال إن الآخر قتل خلال رشقه مع شبان آخرين مركبات إسرائيلية بالحجارة.
ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه مدينة القدس توترا أثر فرض الشرطة الإسرائيلية حصارا عسكريا محكما على المسجد الأقصى، ومنعها المصلين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخوله لأداء صلاة الفجر وفق ما أعلنت مصادر فلسطينية.
وذكرت مصادر فلسطينية ل(شينخوا)، أن التشديد الإسرائيلي جاء تزامنا مع دعوات لقادة منظمات (الهيكل) الإسرائيلية لأنصارها بالمشاركة في اقتحام جماعي للمسجد الأقصى.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أن ما وصفته "بالتصعيد" الإسرائيلي الحاصل في الأراضي الفلسطينية هو "استفزاز خطير سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من عملية السلام".
وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، من أن "عودة إسرائيل إلى استئناف الاغتيالات ومنع المصلين من دخول المسجد الأقصى ستؤدي إلى أوضاع لا يمكن السيطرة عليها".
وطالب أبو ردينة الولايات المتحدة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، بالعمل السريع لإنقاذ الموقف.
وفي السياق ذاته، اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسة دائرة الإعلام فيها حنان عشراوي، أن حوادث التوتر في الأراضي الفلسطينية "جزء من خطط إسرائيلية مدروسة للتصعيد خاصة اللجوء إلى نهج الاغتيالات والقتل المتعمد للمدنيين".
وقالت عشراوي، في بيان صحفي، "إن إسرائيل تقوم بقتل عملية السلام ومصداقيتها أمام العالم، والعملية السياسية أضحت غطاء وأداة بيدها لاستفزاز الجانب الفلسطيني ودفعه للانسحاب وإحراجه أمام العالم، ولفرض أمر واقع على الأرض".
وأضافت إن إسرائيل "تعمل بشكل مدروس لإفشال المفاوضات بانتهاكاتها المستمرة، كما أنها تتصرف كدولة خارجة عن القانون، وتتعامل بمنطق غطرسة القوة والإفلات من العقاب".
من جهتها، دعت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين في بيان صحفي لها، إلى الرد على التصعيد الإسرائيلي بمواجهة سياسية وعسكرية شاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية قبيل أيام من توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 17 من الشهر الجاري لبحث مستقبل المفاوضات مع إسرائيل التي حدد لها سقف زمني ينتهي في 29 أبريل المقبل.
وترصد مصادر فلسطينية رسمية مقتل 45 فلسطينيا باستهدافات إسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أمريكية في نهاية يوليو الماضي.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn