تقرير إخباري : ردود فعل متباينة فى مصر بعد إعلان السيسي الترشح فى انتخابات الرئاسة

القاهرة 26 مارس 2014 / أثار إعلان وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسى يوم الأربعاء , استقالته من منصبه استعدادا للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية, ردود فعل متباينة حيث أكدت غالبية الأحزاب المدنية والقوى الشبابية الثورية دعمها للمشير, الذى رأت جماعة (الإخوان المسلمين) ترشحه " دليلا على تخطيطه للتآمر على الشرعية الدستورية, وانقلابه على الرئيس (المعزول) محمد مرسي".

وأعلنت حركة (نريد السيسى رئيسا لمصر) ,برئاسة الدكتور عبد العزيز عبد الله, وقوفها بكل قوة خلف المشير السيسى حتى يتحقق حلم ملايين المصريين فى رئاسته للدولة.

ودعا الدكتور عبد الله, فى تصريحات صحفية, جميع المصريين إلى دعم السيسى فى الانتخابات , وقال إن حركته تعتبر نفسها فى حالة اجتماع دائم حتى موعد الانتخابات.

وأضاف أن المصريين يؤيدون السيسى نظرا لما لمسوه فيه من فداء وتضحية من أجل مصر وشعبها, معتبرا كلمة المشير" أحيت الأمل فى نفوس المصريين جميعا بأن مصر سوف تعود أفضل مما كانت عليه, وستنتصر على الإرهاب الاسود الذي يهددها".

من جهتها, أكدت حركة (تمرد) الشبابية, التى لعبت دورا بارزا فى حشد الجماهير للاطاحة بمرسي, دعمها للسيسي, مشيرة الى تأييدها لشخص المشير يأتى انحيازا لرغبة القطاع الأكبر من الشعب المصري في ترشحه.

وأشارت فى بيان, الى مقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر"سيخرج من صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون يشعرون بالحريه ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة", وأضافت" حلمنا بما كان يحلم به الزعيم الراحل بمجد أمة, وسوف نبنى هذا المجد" مع السيسي.

ودعت المواطنين الى الحشد بكثافة في جميع ميادين مصر يوم الجمعة القادم, احتفالاً بترشح السيسي, ولفتت الى انها سوف تنظم حملات طرق ابواب, ومؤتمرات, وغيرها من الوسائل الدعائية للمشير.

فيما رحب صفوت عمران أمين عام " تكتل القوي الثورية الوطنية" باعلان السيسي الترشح, ووصف " هذا القرار بانه الأكثر صوابا منذ ثورة 30 يونيو".

وقال عمران" إن المشير يحظي بقبول شعبى واسع, يجعله الأكثر حظوظا في الانتخابات الرئاسية, ومصرتحتاج في هذه المرحلة الي رئيس تتوافق عليه الأغلبية من المصريين".

وأكد أن خطاب السيسي يعكس دلالات واضحة, تصب في مصلحة بناء مصر القوية الديمقراطية الحديثة, لافتا إلى أن " مصر كسبت رجل دولة من طراز كبير, لديه وعى كامل بمشاكل الوطن, بداية من إعلانه الحرب ضد الفساد, وتطهير الجهاز الاداري للدولة الذي يعاني من ترهل كبير, إلى حرصه على أهداف الثورة عندما أكد أن من حق المصريين أن يعيشوا بكرامة وأمن".

فى حين أكد اتحاد العمال أن كافة العمال فى مختلف المحافظات سيقفون صفا واحدا وراء السيسي, مشيرا إلى أن العمال يرون أن المشير سيعيد أمجاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر, الذي أعطى للعمال كافة حقوقهم.

من جانبه, اعتبر رئيس المجلس الاستشاري لحزب (التجمع) رفعت السعيد أن خطاب السيسي بعث الأمل لدى المصريين فى تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب .

وأضاف السعيد إن السيسي قدم " نموذجا للجميع" حين عبر عن احترامه إرادة الجماهير, ودعا إلى عدم الإسراف في الدعاية الانتخابية.

كما أشاد حزب (المؤتمر), الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى, بخطاب السيسي الذى" تحدث بشفافية عن الواقع الحالى للبلاد, والظروف الصعبة التى نمر بها".

وأوضح فى بيان أن إعلان السيسي أنه لا يستطيع فعل المعجزات وحده, وأنه سوف يكون فى مقدمة الشعب لتحقيق الأمن والاستقرار" يوحى بالأمل والثقة".

فى حين رأى المتحدث باسم حزب (الدستور) خالد داود أنه " من حق السيسي الترشح كمواطن مدني, لكننا نطالبه بأن يكون بالفعل مرشحا متساويا مع المرشحين الآخرين , وألا تتدخل مؤسسات الدولة لدعم ترشيحه بأي شكل من الأشكال".

وأعرب داود عن أمله فى أن يحافظ السيسي على وجود مسافة بينه وبين مؤسسات الدولة أثناء فترة الترشح, وأن يلتزم بالآليات الديمقراطية, والمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة بالتساوي مع المرشحين الآخرين .

وأضاف إن حزب الدستور سوف ينحاز لمرشح شارك في الثورة, ويؤمن بالمسار الديمقراطي, وبمبادئ العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان , لذلك فإن الحزب يميل لدعم مرشح يأتي من المعسكر المدني الديمقراطي, فى إشارة الى حمدين صباحي.

بينما رحب حمدين صباحي المرشح الرئاسي المحتمل بإعلان السيسي اعتزامه الترشح, وقال في تغريدة على صفحته بموقع تويتر, " أرحب بترشح السيد عبد الفتاح السيسى, ونسعى لانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة تضمن حياد الدولة, وحق الشعب فى اختيار رئيسه بارادته الحرة".

على صعيد الاحزاب الاسلامية , قال نادر بكار مساعد رئيس حزب (النور) السلفى " نرحب بالمشير السيسي مرشحا مدنيا وطنيا".

وأوضح بكار أن" خطاب السيسى كان متوازنا, مصارحا الجماهير بطبيعة التحديات المنتظرة والمقبلة", فيما قال القيادي بجماعة (الدعوة الاسلامية) سامح عبدالحميد إن فرصة السيسي فى الحصول على دعم جماعته افضل من غيره بسبب التوافق الشعبي عليه.

وقال عبدالحميد إن السيسي" يحظى بتأييد الجيش, والشرطة, والإعلام, والأزهر, والكنيسة, وله هيبة وقوة داخليا وخارجيا", كما أنه انقذ مصر من حرب أهلية حين تدخل لعزل الرئيس السابق محمد مرسي فى الثالث من يوليو الماضي.

فيما رأى صبرة القاسمي منسق الجبهة الوسطية ان السيسي هو " رجل المرحلة", داعيا المواطنين الى الوقوف بجانبه من أجل اجتياز مصر المرحلة الصعبة.

وأعلن القاسمي دعم الجبهة للسيسي لأنه " الرجل الأقوي للمرحلة المقبلة ".

غير أن جماعة (الاخوان المسلمين) رأت ترشح السيسي" اعترافا صريحا لا تنقصه الأدلة على تخطيطه للتآمر على الشرعية الدستورية, وانقلابه على الرئيس (المعزول) محمد مرسي".

وأضافت " يسقط يسقط حكم العسكر", وذلك فى تصريح مقتضب على موقعها الإلكتروني.

بدوره, قال أحمد إمام المتحدث باسم حزب (مصر القوية) , الذى يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم ابوالفتوح, إن إعلان السيسي ترشحه وهو يرتدي الزي العسكري يؤكد " تدخل الجيش فى السياسة..وأن ماحدث فى 3 يوليو انقلاب".

ورأى إمام أن ترشح السيسي سوف يزيد من الأزمة القائمة فى البلاد, مضيفا " كان جزءا من الأزمة , ولن يكون أبدا جزءا من حلها".

/مصدر: شينخوا/