مبعوث الصين: واشنطن تحتاج إلى"روح كامب ديفيد" لحلحلة عملية السلام في الشرق الأوسط

بقلم نجوة سونغ

بكين 4 ابريل 2014/صرح مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط السفير وو سي كه بأن مساعي الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية جيدة لكنها لم ترق بعد إلى الجهود التي بذلت لإبرام اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978، مضيفا أن مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية مثل "صعود الجبل".

وذكر وو سي كه، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء ((شينخوا)) مساء الخميس، أن الولايات المتحدة، بصفتها الراعي الرئيسي لمحادثات السلام، بذلت جهودا جيدة لإدراكها الأهمية الإستراتيجية التي تنطوي عليها القضية الفلسطينية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.

وأشاد المبعوث الصيني على وجه الخصوص بجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في هذا الصدد، إذ زار الأخير منطقة الشرق الأوسط أكثر من عشر مرات منذ توليه المنصب في مسعى لدفع القضية.

بيد أن جهود الإدارة الأمريكية لم ترق بعد إلى ما بذلته الولايات المتحدة لإبرام اتفاقية كامب ديفيد، حسبما قال المبعوث الصيني، مضيفا أن "واشنطن تحتاج إلى استدعاء روح كامب ديفيد من أجل حلحلة القضية الفلسطينية عن طريق بذل جهود لا تقتصر فقط على الزيارات وتشتمل على قوى أخرى، وبخاصة الأمم المتحدة، من أجل إعطاء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دفعة قوية".

كان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قد اجتمع مع نظيره المصري الأسبق محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجين في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة في الفترة من 5 إلى 17 سبتمبر 1978، وتوصلوا إلى اتفاقية "كامب ديفيد" التي أقرت السلام بين مصر وإسرائيل ووضعت إطارا للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ضمن جهود حثيثة من قبل الإدارة الأمريكية في هذا الصدد.

ورغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بعملية السلام ، شهدت مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية انتكاسة على مدار الأيام الماضية إثر رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين، وتصديق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على انضمام فلسطين إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية تابعة للأمم المتحدة، وسط ترحيب من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وبعد هذه التطورات، اضطر كيري إلى إلغاء زيارته المقررة إلى رام الله، وذلك بعدما اقترح خلا ل زيارته إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، عدم توجه الفلسطينيين إلى مؤسسات الأمم المتحدة وقبولهم تمديد المفاوضات، مقابل إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين وتجميد البناء الاستيطاني، على أن تطلق الولايات المتحدة سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد في وقت لاحق.

وأعرب وو سي كه عن أسفه لتعثر المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، التي استؤنفت في يوليو 2013، بسبب "حالة الجمود التي تشوب السياسات الداخلية للجانبين، إذ تتمسك السلطة الفلسطينية بالإفراج عن الأسرى بهدف زيادة الدعم الشعبي في ظل عدم توصل المفاوضات إلى أية نتيجة، فيما يلعب النفوذ الكبير لأحزاب اليمين دورا كبيرا في السياسات الإسرائيلية وبخاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين".

وبينما أكد أن "الصين تسعى بجد إلى دفع مفاوضات السلام وتأمل مواصلة المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، أشار المبعوث الصيني الكبير، والذي زار إسرائيل وفلسطين في مارس الماضي، إلى أن المفاوضات "مثل صعود الجبل، فكلما صعدت إلى ارتفاع أكبر، تزداد الصعوبات، لكنك سوف تصل إلى القمة في نهاية المطاف".

وشدد وو سي كه على ثبات موقف الصين إزاء القضية الفلسطينية، داعيا جميع الأطراف على العمل من أجل تجاوز الصعوبات، وحث واشنطن على التزام الحيادية بصفتها الراعي الرئيسي ومراعاة اهتمامات ومصالحالجانبين، والعمل على تعميق التفاهم بينهما، ودفع الرغبة في مواصلة المفاوضات من أجل معالجة القضية.

وفيما يبدو مصير مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية غامضا، دعا المبعوث الصيني الجانبين إلى عدم التخلي عن الرغبة في مواصلة المحادثات، وحث المجتمع الدولي على تعزيز هذه الرغبة ، موضحا أن "عملية التفاوض طويلة وشاقة، لكنها السبيل الوحيد لتقليص الخلافات من أجل التوصل إلى حل جذري لقضية الشرق الأوسط".

/مصدر: شينخوا/