تقرير إخباري: اشتون وعباس والعربي يبحثون بالقاهرة تطورات القضية الفلسطينية

القاهرة 10 ابريل 2014 / بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال عدة لقاءات ثنائية اليوم (الخميس) بالقاهرة، تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.

وبحث عباس وأشتون تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وخاصة الدور الأوروبي في دفع عملية المفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال بركات الفرا سفير فلسطين في القاهرة إن الرئيس محمود عباس أطلع أشتون، على مستجدات العملية السلمية، والجهود المبذولة لإنقاذها، بسبب المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام، بفعل التعنت الإسرائيلي ورفضها وقف الاستيطان.

ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) عن الفرا قوله إن "الرئيس محمود عباس أكد لأشتون أن الاستيطان يشكل العقبة الأساسية أمام الاستمرار في مفاوضات جادة وحقيقية من أجل الوصول إلى سلام دائم مبني على قرارات الشرعية الدولية، والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967".

وأوضح أن الرئيس عباس أشار خلال اللقاء إلى ضرورة أن يكون لأوروبا دور أكبر في العملية السلمية، إضافة إلى دورها المميز في دعم دولة فلسطين بالمجال الاقتصادي، ومساعدة الشعب الفلسطيني في بناء مؤسسات الدولة.

وتشهد المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي بوساطة أمريكية بعد توقف استمر نحو ثلاثة أعوام، أزمة حادة قبل نهاية مهلتها المقررة في 29 من شهر ابريل الجاري.

وتأتي هذه الأزمة على خلفية رفض إسرائيل الإفراج عن دفعة رابعة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين وفق ما هو مقرر في 29 من شهر مارس الماضي مشترطة تمديد المفاوضات قبل ذلك، ورد الفلسطينيين على ذلك بالتوقيع على وثائق للانضمام إلى 15 معاهدة دولية.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية التي ترعى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أنها تواصل جهودها لإخراج المفاوضات بين الجانبين من أزمتها، ودعت إلى وقف الخطوات أحادية الجانب.

وخلال لقائهما بالقاهرة، أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الممثل الأعلى للشئون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، بالموقف العربي الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب غير العادي أمس.

وصرح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية عقب اللقاء بأن محور المحادثات تناول عددا من الملفات في مقدمتها ماصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب من قرارا يحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عن الانسداد الذي وصل إليه مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق وزير خارجيتها جون كيري وكيفية تشجيع الدور الأمريكي في هذا المسار.

وأضاف بن حلي في تصريحات للصحفيين، أن الأمين العام طلب من الاتحاد الأوروبي الضغط على إسرائيل حتى تعود إلى المرجعيات والوفاء بالالتزامات والتعهدات، حتى تسير المفاوضات إلى تحقيق أهدافها.

وأشاد بن حلي بموقف الاتحاد الأوروبي بشأن مقاطعة البضائع التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي العربية المحتلة، مشيرا إلى أن هذا يعد جهدا كبيرا ومقدرا ومطلوبا الاقتداء به من قبل باقي المجموعات الجيوسياسية في العالم.

وحمل وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ بالقاهرة أمس الأربعاء، اسرائيل المسئولية الكاملة عن المأزق الخطير الذى آلت اليه المفاوضات مع فلسطين، ودعوا للاسراع فى تقديم الدعم المالى للسلطة الفلسطينية.

وأكد الوزراء ، حسب قرار صدر في ختام الاجتماع ، التزام الدول العربية بعدم توقيع أى عطاءات أو مناقصات مع أى شركة أو مؤسسة دولية أو إقليمية لها شراكة عمل فى المستوطنات الاسرائيلية.

وحملوا تل أبيب مسئولية ما يجرى بسبب رفضها الالتزام بمرجعيات عملية السلام وبإقرار مبدأ حل الدولتين، كذلك رفضها الالتزام بتعهداتها بعدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.

ودعوا الولايات المتحدة الى مواصلة مساعيها من أجل استئناف مسار المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، بما يلزم الجانب الاسرائيلى بتنفيذ تعهداته، والتزامه بمرجعيات عملية السلام وفقا للجدول الزمنى المتفق عليه.

وطالبوا بـ" ضرورة دعم جهود دولة فلسطين المحتلة للحصول على عضوية جميع الوكالات الدولية المتخصصة والإنضمام الى المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية باعتبار ذلك حقا أصيلا أقرته الشرعية الدولية بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 نوفمبر 2012، القاضى بالاعتراف بعضوية فلسطين فى الأمم المتحدة بصفة مراقب".

وأكدوا ان الدول العربية ستقوم بتحرك دبلوماسى مكثف على المستوى الدولى لتوفير المساندة والدعم المطلوبين لهذا التوجه الفلسطينى، الذى هو مستقل عن المسار التفاوضى، مشيرين الى انه سيتم توجيه رسائل الى دول الاتحاد الأوربى، وافريقيا، واسيا، وأمريكا اللاتينية للحصول عل مزيد من التأييد للتحرك الفلسطينى.

وشددوا على " الرفض المطلق لأي مطالبة اسرائيلية بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية، ورفض كامل الإجراءات الاسرائيلية الأحادية الجانب الهادفة الى تغيير الواقع الجغرافى والديموغرافى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.. والتأكيد على أن هذه الممارسات غير شرعية وغير قانونية بموجب القانون الدولى".

واستقبل وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اليوم كاثرين أشتون بحثا خلال اللقاء العديد من الموضوعات من أبرزها القضية الفلسطينية، وخارطة الطريق في مصر.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي بأن اللقاء تناول تطور العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وآفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية.

وقال عبدالعاطي إن اللقاء بين فهمي وأشتون تناول عددا من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين وفي مقدمتها تطورات مسار القضية الفلسطينية في ضوء الاجتماع الوزاري الطارئ للجامعة العربية أمس بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وشدد وزير الخارجية المصري خلال اللقاء على أهمية أن يكون تمديد المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وفق إطار زمني وضرورة تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها واحترام مرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية.

ولفت المتحدث باسم الخارجية المصرية إلى أن اشتون أكدت من جانبها على الأهمية البالغة لاغتنام الفرصة الحالية المتاحة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين.

من جانبه، أطلع الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال زيارته لمشيخة الأزهر اليوم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على تطورات الأوضاع العامة في فلسطين.

وتطرق اللقاء إلى الوضع المقلق في مدينة القدس المحتلة وخاصة الانتهاكات الاسرائيلية المتصاعدة بحق المقدسات في فلسطين وخصوصا المسجد الأقصى المبارك، بالاضافة إلى الملف السياسي والجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية.

ورافق الرئيس عباس في زيارته لمشيخة الأزهر وفدا فلسطينيا رسميا ضم كل من وزير الشئون الخارجية رياض المالكي، ووزير الاوقاف والشئون الدينية محمود الهباش، والمستشار الدبلوماسي السفير مجدي الخالدي وسفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا.

/مصدر: شينخوا/