دمشق 22 ابريل 2014 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا يوم الثلاثاء أن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد من قبل مجلس الشعب السوري في الثالث من يونيو المقبل، بأنها تسرع عملية الحل السياسي للأزمة السورية، وليس كما تدعي بعض الدول الغربية بأنه تقويضا له، مشيرين إلى أن إجراء الانتخابات ستفتح أفقا جديدة للحل السياسي، وتجنب البلاد الفراغ الدستوري.
واعتبر رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، خلال جسلة الحكومة الأسبوعية يوم الثلاثاء، أن تحديد موعد الانتخابات يحمل مضامين تعزيز سيادة الدولة و"استقلالية" قرارها السياسي والسيادي.
وأضاف الحلقي أن "قرار مجلس الشعب بتحديد موعد انتخابات رئاسة الجمهورية دليل آخر على أن الشعب السوري مصمم على الحياة والبقاء والنهوض وبناء دولته الحديثة والمتطورة، وأنه يحارب الإرهاب بيد ويبني مستقبل سوريا باليد الأخرى دون تدخل خارجي".
وأكد الباحث والمحلل السياسي السوري حميدي العبد الله أن إجراء الانتخابات الرئاسية ستسرع في عملية الحل السياسي للازمة السورية التي دخلت عامها الرابع منذ مارس الماضي، وستقطع الطريق على الفراغ الدستوري الذي سيحصل في عدم إجرائها.
وقال الباحث السوري في تصريحات خاصة لوكالة (شينخوا) بدمشق يوم الثلاثاء إن "إجراء الانتخابات من زاوية رؤية الدولة السورية سوف تقطع الطريق على الفراغ الدستوري، وبالتالي إطالة أمد الأزمة والإسراع في الحسم العسكري على مناطق أوسع من شأنه أن يوفر شروط إجراء الانتخابات، وبالتأكيد إجراء الانتخابات هي خطوة كبيرة باتجاه حل الأزمة السورية" .
واعتبر الباحث السوري أن أي تراجع أو تنازل تقدمه الدولة للمعارضة وللقوى التي تقف وراء المعارضة ينجم عنها توازن يطيل أمد الأزمة، مشيرا إلى أن الدولة السورية كلما أقدمت سياسيا او عسكريا على خطوات تخلق أمرا واقعا, تدفع الآخرين بالتسليم بالأمر الواقع، وبالتالي هذا الإجراء يختصر أمد الأزمة "لذلك فهي خطوة تسرع في حل الأزمة وليس العكس".
وأشار إلى أن المرشح المنافس للرئيس الأسد في الاستحاق الرئاسي "لن يكون بعيدا أو معارضا ضد الدولة السورية لأنه يحتاج إلى تزكية من 35 عضوا في مجلس الشعب، ولا يوجد أعضاء معارضون في مجلس الشعب", مؤكدا أن نسبة المشاركة لن تكون أقل من 50 بالمئة، وأن الرئيس سيكون الفائز بأغلبية الأصوات.
وبدوره أعتبر ماهر مرهج, أمين عام حزب الشباب الوطني السوري المعارض أن موضوع إجراء الانتخابات في موعدها سيعطي خطوات كبيرة نحو الأمام، بخصوص الأزمة السورية، مبينا أن الانتخابات ستفتح أفق جديدة أمام عملية الحل السياسي للأزمة السورية .
وقال مرهج في تصريحات مماثلة لوكالة (شينخوا) بدمشق إن "إجراء الانتخابات الرئاسية ستفتح أفقا جديدة لحل سياسي لتجاوز مرحلة وجود الرئيس من عدم وجوده"، مشيرا إلى أن هذا الموضوع كان قد أفشل مؤتمر جنيف 2 بجولتيه، وبالتالي فإجراء الانتخابات سيحسم هذا الملف ويغلقه.
وأضاف المعارض السوري إن "إنجاز هذا الملف بشكل موضوعي سيكون له أصداء إيجابية في تسريع العملية السياسية".
وأعرب مرهج عن توقعاته بأن هناك أسماء يتم تداولها كمرشحين منافسين لمنصب الرئاسة مثل "المعارض السوري معاذ الخطيب، الذي شغل منصب رئيس الائتلاف السوري المعارض، وقدري جميل، الوزير المستقيل والمحسوب على المعارضة التي شاركت في الحكومة الحالية، وحسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل السوري.
ومن جانبه إتفق المحلل السياسي السوري عبد الحميد سلهب مع من سبق بالحديث بأن إجراء الانتخابات الرئاسية هي خطوة كبيرة بإتجاه تسريع الحل السياسي، مؤكدا أن هذه الانتخابات هي انتصار كبير للشعب السوري على الإرهاب وكل أدواته، والشعب السوري هو "صاحب الكلمة الفصل في هذا الموضوع".
وأضاف المحلل السياسي أن "الشعب السوري يريد الخلاص من هذه الأزمة التي دخلت عامها الرابع، ولا يريد أن يكون هناك فراغا دستوريا خاصة في هذه الظروف".
وأكد سلهب أن الرئيس السوري بشار الأسد سيحظى بفوز ساحق في تلك الانتخابات لانه حسب قوله هو "صمام الامان لوحدة وسيادة سوريا".
وترفض أطياف من المعارضة ودول كبرى ترشح الأسد لولاية جديدة، معتبرة أن أي نتائج تصدر عن انتخابات تجري بهذه الظروف غير شرعية، في حين أوضح المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي أن ترشح الأسد للانتخابات سينسف مؤتمر جنيف2 وسيطيح بالمسار السياسي.
وقال أحمد الجربا, رئيس "الائتلاف الوطني" المعارض، خلال لقائه يوم الثلاثاء مع ولي عهد السعودية سلمان بن عبد العزيز، إن "الرئيس الأسد بإعلان مسرحية انتخابه لولاية غير شرعية جديدة يغلق الباب أمام أي حل سياسي .. وهذا ما يدركه المجتمع الدولي".
كما قال مستشار الشؤون الرئاسية في الائتلاف، منذر اقبيق, في وقت سابق، إن انتخابات الرئاسة دلالة على أن الرئيس بشار الأسد غير مستعد للسعي إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في البلاد.
وقالت واشنطن إن انتخابات الرئاسة في سوريا "محاكاة هزلية للديمقراطية"، في وقت اعتبر أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، أن إجراء الانتخابات الرئاسية يعرقل التوصل إلى حل سياسي، في وقت أشارت لندن إلى أن تلك الانتخابات لا تهدف سوى لإطالة أمد الدكتاتورية التي يقودها النظام السوري.
وأعلن مجلس الشعب، يوم الاثنين، عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، حيث يتم تقديم الطلبات خلال 10 أيام اعتبارا من يوم الثلاثاء، وحدد يوم 28 مايو المقبل موعدا لإجرائها للمغتربين و3 يوينو المقبل للمقيمين داخل البلاد.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn