تقرير إخباري: فتح وحماس تؤكدان وسط أجواء إيجابية أن تشكيلة حكومة التوافق ستعلن قريبا

غزة 14 مايو 2014 / أعلن مسئولون في حركتي التحريرالوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الأربعاء)، عقب جولة جديدة من المشاورات بينهما في غزة أنهما على وشك الانتهاء من تشكيل حكومة التوافق الوطني التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة بين الجانبين.

وعقد وفد من حركة فتح ترأسه عضو لجنتها المركزية ومسئول ملف الحوار فيها عزام الأحمد مساء أمس وظهر اليوم اجتماعين مع وفد من حركة حماس ترأسه عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق في أحد فنادق مدينة غزة. وبعد الاجتماع الثاني توجه الوفدان إلى منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس حكومتها المقالة إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ للاجئي غربي غزة لعقد لقاء معه.

وقال الأحمد في تصريحات مقتضبة للصحفيين قبل توجهه إلى منزل هنية، إن مشاورات تشكيل الحكومة "تسير بالاتجاه الصحيح، وسنعلن التشكيل قريبا". وذكر الأحمد، أن الحركتين اتفقتا أن يتم تشكيل الحكومة خلال الخمسة أشهر المتفق عليها، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس هو الذي سيعلن تشكيلتها. ولم يدل الأحمد بمزيد من التفاصيل لكنه وصف أجواء لقاءاته مع قادة حركة حماس "بالإيجابية". من جانبه قال هنية خلال جلسة لكتلة حماس البرلمانية في غزة اليوم، إنه "تم قطع شوط لا بأس به بمشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني وبتنا على أعتاب إعلان تشكيلها". وأضاف هنية الذي شدد على أن المصالحة تمثل "خطوة مهمة لحماية الاستراتيجيات الوطنية كالثوابت والمقاومة"، أن حماس " لن تتخلى عن ثوابتها السياسية". وعقب الاجتماع مع هنية غادر الأحمد غزة عبر معبر بيت حانون/إيرز الخاضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي متوجها إلى الضفة الغربية. بدوره قال عضو وفد فتح للحوار مع حماس فيصل أبو شهلا لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الأحمد سيعرض حصيلة نتائج مشاوراته في غزة على الرئيس عباس الذي سيقرر موعد إعلان الحكومة وتركيبتها النهائية. ووصف أبو شهلا أجواء المشاورات بأنها " إيجابية وهادئة تجرى وبشكل موضوعي"، مشيرا إلى أنه تم مناقشة شخصيات الحكومة وعرض بعض الأسماء من قبل الطرفين، إضافة إلى بحث طبيعة عمل ومهام الحكومة وصلاحياتها. وبشأن رئاسة الحكومة قال أبو شهلا، إنه تم التأكيد على أن عباس هو سيد قراراه فإما أن يكون رئيسا لها وفق ما هو متفق عليه، أو يكلف شخصا آخر وذلك لا خلاف عليه بين فتح وحماس بشأنه. من جهته قال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس، إن اللقاءات مع فتح "جرت في ظل أجواء إيجابية وتم قطع شوط كبير في تشكيلة الحكومة مع الحاجة لمزيد من المشاورات". وأضاف أبو زهري في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، أن "هناك توافقا بين الطرفين على الانتهاء من تشكيل (حكومة التوافق) قبل انتهاء المدة المتفق عليها". وفي هذه الأثناء قال مصدر مطلع على مجريات مشاورات حكومة التوافق ل(شينخوا)، إنه تم الاتفاق بين الحركتين على الخطوط العريضة لتركيبتها على أن تضم 19 وزيرا. وذكر المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن وفدي حماس وفتح تبادلا الليلة الماضية قائمة مقلصة بأسماء شخصيات مستقلة لشغل مناصب الحكومة المقبلة بغرض الاتفاق عليها بحيث عرض كل طرف ثلاثة أسماء مرشحة للمنصب. وحسب المصدر، فإنه من المرجح استمرار ثلاثة على الأقل من وزراء الحكومة الحالية برئاسة رامي الحمد الله وهم وزراء الصحة والمالية والتعليم العالي، فيما سيتم استبعاد جميع وزراء حكومة حماس المقالة في غزة. وأضاف المصدر ذاته، أن الحركتين أتمتا الاتفاق على كافة مهام الحكومة وصلاحياتها بما في ذلك التوزيع الجغرافي لتركيبتها بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وأثناء انعقاد اجتماع الأحمد وهنية، أخلت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة منزل الرئيس عباس في غزة من معداتها. وقال المتحدث باسم (الأمن الوطني) في حكومة حماس سيد أبو شمالة في مؤتمر صحفي عقده أمام منزل عباس، "صدرت لنا تعليمات بتسليم منزل الرئيس عباس الذي قمنا بالحفاظ عليه منذ منتصف العام 2007 كمنجز وطني فلسطيني".وأضاف أبو شمالة، "نحن الآن ننتظر التعليمات لتسليم المنزل وعند حدوث ذلك سيتم التسليم بكل سلاسة وفق الجهة التي تحددها لنا القيادة". كما أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين افتتاح مقر جديد لها في غزة على أن يتم بدء العمل فيه بداية الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن ظل مقرها السابق في القطاع مغلقا منذ 4 أعوام بأمر من الحكومة المقالة. وبخصوص معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر الذي لم يتم فتحه إلا أيام قليلة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في بداية يوليو الماضي قال الأحمد عقب اجتماع الليلة الماضية، إن السلطات المصرية وعدت بفتحه فور تشكيل حكومة التوافق. وأضاف الأحمد، "كنت أخيرا في زيارة إلى مصر والتقيت بمسئولين مصريين وكان هناك اتفاق على فتح معبر رفح البري بشكل كامل، وهذا أول عمل سيزف لشعبنا الفلسطيني فور تشكيل حكومة التوافق". وجاءت هذه الخطوات التي صاحبها سماح السلطة الفلسطينية بتوزيع الصحف الصادرة في قطاع غزة في الضفة الغربية، والحكومة المقالة بتوزيع الصحف الصادرة في الضفة في غزة قبل أسبوعين من انتهاء الفترة المتفق عليها لتشكيل حكومة التوافق بموجب اتفاق تنفيذ المصالحة الذي أعلنه وفد يمثل القيادة الفلسطينية برئاسة الأحمد مع حركة حماس في 23 من الشهر الماضي.وتضمن الاتفاق الذي جاء بعد جلستين من الاجتماعات على مدار يومين في غزة، سبعة بنود أبرزها تشكيل حكومة توافق خلال خمسة أسابيع، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن خلال ستة أشهر. كما تضمن الاتفاق، التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة والتفاهمات الملحقة للمصالحة الفلسطينية الموقعة في مايو 2011، وإعلان الدوحة الموقع في فبراير 2012 واعتباره المرجعية عند التنفيذ .

/مصدر: شينخوا/