بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 28/15 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

标记生成出错,请与管理员联系!
  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق: أطفال المخيمات الفلسطينية يكابدون معاناة "النكبة" بعد مرور 66 عاما عليها

2014:05:16.08:20    حجم الخط:    اطبع

غزة/ رام الله 15 مايو 2014 / في بقعة لا تتجاوز مساحتها نصف كيلو متر مربع, يعيش الطفل عبدالله الجمل (12 عاما) ضمن نحو 80 ألف فلسطيني في مخيم (الشاطئ) للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة.

ومخيم الشاطئ هو أحد مخيمات قطاع غزة الثمانية للاجئين الفلسطينيين التي نشأت بعد أن هجر الآلاف منهم من بلداتهم وقراهم الأصلية أبان حرب عام 1948 التي أصبحت فيما بعد ضمن أراضي دولة إسرائيل.

والجمل, الذي تعود أصوله الى (بئر السبع) التي تقع الآن في جنوب إسرائيل, ليس وحده من عاش في المخيم فوالده أيضا تربى فيه بعد أن أنجبه جده الذي كان طفلا عندما وصل إليه برفقة ذويه أبان هجرتهم عام 1948.

معاناة وظروف معيشية صعبة

وكحال باقي أقرانه في المخيمات الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة الغربية أو الأردن أو سوريا أو لبنان , يعاني الجمل ظروفا معيشية صعبة بسبب الاكتظاظ السكاني وتلاصق الأبنية العشوائية, والأزقة الضيقة, وسوء البنية التحتية.

ووصف الجمل لوكالة أنباء ((شينخوا)) حياته داخل المخيم "بالمأساوية", مشيرا إلى أنه لا يعيش كباقي أقرانه في المدن والقرى والبلدات سواء في الأراضي الفلسطينية أو خارجها.

وقال الجمل بينما كان عائدا من مدرسته التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في المخيم, "هنا لا أستطيع ممارسة هوايتي المفضلة وهي كرة القدم ولا أي لعبة أخرى بسبب ضيق الأزقة وتلاصق الأبنية لكن هذا قدرنا".

وأضأف الجمل, "نفهم ونقدر أن لعب الكرة والألعاب الأخرى يسبب الضجيج للناس بسبب ضيق المكان (...) لكن ما ذنبنا أن نحرم من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي كباقي أطفال العالم".

وأشاح الجمل بعينيه إلى الشرق قائلا "نريد العودة إلى هناك في بئر السبع حيث قال جدي إن لنا فيها أراض شاسعة طردنا منها عام 1948 (...) هناك يمكن لنا أن نلعب ونمارس حياتنا بشكل طبيعي من دون أن يشعر أحد بالضجر منا".

وفي ذكرى ما يطلق عليها الفلسطينيون (النكبة) ويحيونها في الخامس عشر من مايو من كل عام منذ عام 1948, بدت علامات الحزن والبؤس على وجه سمر الشيخ (13 عاما) وهي عائدة من مدرستها إلى منزلها في مخيم الشاطئ.

وقالت الشيخ وهي من بلدة "بيت دراس" التي استولت عليها إسرائيل عام 1948 لـ ((شينخوا)) , "الحياة في المخيم صعبة للغاية اجتماعيا واقتصاديا (...) السكان هنا بالكاد يستطيعون تسيير حياتهم اليومية بسبب الضغط النفسي والفقر المدقع".

وأضافت الشيخ "هذا ناهيك عن الوضع الاجتماعي وتشدد العائلات مع أبنائهم من الفتيات بسبب تلاصق المنازل", مشيرة إلى أنها "لا تخرج من منزل ذويها المسقوف بالصفيح إلا لمدرستها, أما الخروج للشارع أو زيارة صديقاتها في المخيم فهو ممنوع عليها".

وقال محروس صيام (70 عاما) من قرية "العباسية" التي تقع الآن ضمن الأراضي الإسرائيلية وهو مختار عائلته في الداخل والخارج لـ ((شينخوا)), "منذ عشرات السنوات توجهنا إلى قطاع غزة وسكنا في مدينة رفح أقصى الجنوب في خيام ومن ثم أقامت وكالة الغوث المعسكرات لتسكين اللاجئين فيها".

وأضاف صيام الذي عاش حياته في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة, أن "اللاجئ الفلسطيني شرد من نكبة إلى نكبة بسبب قسوة وصعوبة الحياة في المخيمات, وبالتالي فإن أطفالنا يعانون ظلما ليس لهم أي ذنب فيه سوى أنهم ولدوا لاجئين".

وأشار صيام, إلى أن الأهالي في المخيم "يعلمون أولادهم أن حق العودة إلى القرى التي هجر منها أجدادهم عام 1948 هو حق مقدس لابديل عنه".

اضطرابات نفسية وعنف

وحال الطفل أحمد ذيب (14 عاما) من مخيم جنين وهو أحد مخيمات الضفة الغربية ال19 للاجئين الفلسطينيين ليس أفضل من حال أقرانه في المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة إلا أن العنف أصبح أحد سماته البارزة.

وقال ذيب بينما كان جالسا في ساحة مدرسته التابعة (لأونروا) في المخيم بعد فصله بسبب سلوكه العنيف لـ ((شينخوا)), "عندما أكبر سأدافع عن المخيم الذي يقتحمه الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي".

وأضاف ذيب قائلا, "ولدت في المخيم وعشت في أزقته الضيقة وحرمت كغيري من الخدمات الأساسية وحرمنا من طفولتنا بسبب ممارسات الجيش الإسرائيلي الذي هو في الأصل احتل قريتنا (كفير) داخل أراضي عام 1948 وكان سببا في حياتنا البائسة هنا".

وتابع ذيب وقد بدت عيناه تبرقان وملامح الغضب والبؤس مرسومة على وجهه الصغير "جدي كان مقاوما وأنا سأكون مثله ولن أبدل أرضنا بكنوز الدنيا" وذلك في إشارة إلى رفض إسرائيل لحق العودة الذي طالب به الفلسطينيون في مفاوضاتهم التي انتهى سقفها الزمني معها برعاية أمريكية مع نهاية الشهر الماضي بعد أن كانت استؤنفت في يوليو الماضي من دون التوصل إلى اتفاق.

وفسر خالد قزمار المستشار القانوني للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين حالة ذيب قائلا لـ ((شينخوا)), إن "شعوره بعدم الأمان المتواصل بسبب ما يسمعه من أقربائه عن (النكبة) وما تعرضوا له, أو من خلال ممارسات الاحتلال بحق أطفال وأبناء المخيم جعله يفكر بكيفية الدفاع وحماية أسرته ومكان سكنه وهذا ما ولد لديه العنف".

وأضاف قزمار, أنه على الرغم من الجهود التي بذلت من قبل مؤسسات محلية ودولية وأفراد المجتمع, إلا أن حالة التسيب المدرسي والعزوف عن التعليم مازالت مؤثرا على حياة أطفال المخيمات الفلسطينية بسبب ما يتعرضون له بشكل يومي من ضغوطات نفسية.

بدوره, قال الإخصائي النفسي الفلسطيني اسماعيل ابو ركاب لـ ((شينخوا)), إن الأطفال داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يعيشون حياة غير سوية بسبب الضغوطات النفسية التي يتعرضون لها جراء الاكتظاظ السكاني, وعدم وجود أماكن للترفيه والتنزه والتفريغ النفسي, إضافة إلى ممارسات الجيش الإسرائيلي لمخيمات الضفة الغربية.

وأضاف أبو ركاب, أن سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي لأغلب المعيلين لهم , خلق لدى الأطفال في المخيمات حالة من القلق المستمر خاصة على المستقبل, وبالتالي فإن وضعهم النفسي يختلف عن الأطفال الآخرين ويمكن أن يكون له أثر بالغ على سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

وأظهر تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ66 (للنكبة) الفلسطينية التي تصادف اليوم (الخميس), أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 44.2 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية عام 2013.

وأضاف التقرير, أن عدد اللاجئين المسجلين لدى (أونروا) في عام 2013 بلغ حوالي 5.35 مليون لاجئ فلسطيني , يعيش حوالي 29 في المائة منهم في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن, و9 مخيمات في سوريا, و12 مخيما في لبنان, و19 مخيما في الضفة الغربية, و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتقدم أونروا التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 خدماتها للاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في مناطقها الخمس, ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل الى حل عادل لقضيتهم.

وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم, والرعاية الصحية, والإغاثة, والخدمات الاجتماعية, والبنية التحتية, وتحسين المخيمات, والإقراض الصغير.

/مصدر: شينخوا/

الأخبار ذات الصلة

تعليقات

  • إسم

ملاحظات

1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ [email protected] آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.