مقالة: كيري يولي وجهه شطر أوروبا والشرق الأوسط وعينه على منطقة آسيا-الباسيفيك

بقلم شيماء خه

بكين 27 فبراير 2013/فضل وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري أن يولي وجهه شطر أوروبا والشرق الأوسط في أولى جولاته الخارجية بعد توليه المنصب. وللوهلة الأولى تبدو هذه الجولة متناقضة مع إستراتيجية "إعادة التوازن" في منطقة آسيا-الباسيفيك التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ولكن بعض المحللين الصينيين يرون أن اختيار كيرى أوروبا والشرق الأوسط كمقصد لأولى جولاته الخارجية لا يعني بالضرورة أن إستراتيجية واشنطن تجاه منطقة آسيا-الباسيفيك قد تغيرت، ولكن في ظل التغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط والصعوبات التي تواجه إستراتيجية "إعادة التوازن"، ربما تقوم الولايات المتحدة بضبط هذه الإستراتيجية.

-- عودة إلى التقاليد الدبلوماسية

قبل أربع سنوات، اختارت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون اليابان واندونيسيا وكوريا الجنوبية والصين كمحطات لأولى جولاتها الخارجية بعد توليها المنصب، في مسعى لإظهار سياسة أوباما الخارجية الجديدة المتمثلة في "التحول نحو آسيا"، ما اعتبر خروجا عن التقاليد والعادات الدبلوماسية الأمريكية التي كانت دوما تفضل التوجه نحو الدول الحليفة في أوروبا والشرق الأوسط كمحطات لأولى الجولات الخارجية لوزراء الخارجية الجدد.

ولكن كيرى لم يتبع طريقة هيلاري، وفضل العودة إلى التقاليد الدبلوماسية المعتادة والتوجه نحو الدول الحليفة في أوروبا والشرق الأوسط .

وفي هذا السياق، قال دو بينغ، الصحفي والمحلل السياسي الصيني، قال إن النتائج السلبية للنهج الذي اتبعته هيلاري طالت الجميع في منطقة آسيا-الباسيفيك، مضيفا أن جولة كيري الأولى في أوروبا والشرق الأوسط تدل على عودة إلى المجال الدبلوماسي الأمريكي التقليدي.

ويرى وانغ جيان وي، الخبير في شؤون السياسات الأمريكية بمعهد العلوم الاجتماعية والإنسانية التابع لجامعة ماكاو، يرى أن كيري اختار أوروبا والشرق الأوسط لإظهار أسلوب مختلف عن الذي اتبعته هيلاري ، مشيرا إلى أن إدارة أوباما عملت في السنوات الأربع الماضية على "التحول نحو آسيا"، وأن كلينتون أدركت مدى أهمية منطقة آسيا-الباسيفيك ولكنها خلال عملية "التحول" تجاوزت الحد في إصلاح الأخطاء وركزت بشكل مفرط على تعديل ميزان القوة العسكرية في المنطقة، ما تسبب في توترات أمنية هناك.

وذكر وانغ أن إهمال أوباما الدول الأوروبية الحليفة خلال عملية "التحول" جعل هذه الدول تشعر بالاستياء ، موضحا أن جولة كيري تعد فرصة لتحسين العلاقات الأمريكية -الأوروبية.

وأضاف وانغ أن وضع كيري قضايا الشرق الأوسط كأولوية في أولى جولاته الخارجية قد يعني نوعا من تصحيح الأخطاء المترتبة على عمل هيلاري .

[1] [2] [3]

/مصدر: شينخوا/