اتفاق الخرطوم وجوبا يثير خلافا بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن الدولي

الأمم المتحدة 12 مارس 2013/ أحبطت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء محاولة مجلس الأمن الدولي اعتماد اتفاق دعمه الاتحاد الأفريقي وتوصلت إليه دولتا السودان وجنوب السودان في وقت سابق ويشمل استئناف إنتاج النفط في غضون أسبوعين، حسبما ذكر دبلوماسيون.

ويبدو أن الاتفاق بين الخرطوم وجوبا أثار خلافا دبلوماسيا بين مبعوثي واشنطن وموسكو في مجلس الأمن الدولي.

وفي هذا الصدد، قالت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن "ثمة اتفاقيات كثيرة وقعت ولكن لم يتم تطبيق إلا القليل منها في الواقع"، مضيفة أن "هناك اتفاقيات مبرمة سابقا بين البلدين لا تزال معلقة ولم تحسم إلى حد كبير".

ودعت رايس مجلس الأمن إلى التمهل، قائلة "إن تطبيق هذه الاتفاقيات من عدمه في الواقع سوف يتضح للجميع على الأمد القصير".

وفي السياق ذاته، صرح مبعوث السودان لدى الأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي عثمان، للصحفيين خارج غرف مجلس الأمن الدولي بأن "هذا يوم للبهجة وليس يوما للتشاؤم، إنه يوم للتفاؤل ... اليوم، في الصباح وقع الطرفان على تطبيق اتفاق يمثل خارطة طريق لبدء تطبيق 9 اتفاقيات بين البلدين".

وأضاف السفير السوداني أنه "ليس هناك ما يدعو لأن يعترض أي شخص داخل مجلس الأمن على أية نتيجة يتوصل إليها المجلس لتشجيع الطرفين ... أعتقد أنه في هذا المنعطف، يتعين على مجلس الأمن مواصلة تشجيع الطرفين لتطبيق الاتفاقيات الـ9 التي بدأ اعتمادها بالفعل".

وأبلغ السفير فيتالي تشوركين، رئيس مجلس الأمن الدولي عن الشهر الجاري ومبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، أبلغ الصحفيين بأن المجلس اطلع على الاتفاق الذي أبرمه الطرفان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، مضيفا "أبلغت السفيرة رايس بأن تطلع وسائل الإعلام على بعض نتائج المحادثات المغلقة التي قمنا بها اليوم، ولكنها فعلت هذا بشكل غريب".

وأوضح تشوركين قائلا "في المقام الأول، كان لدينا بيان رئاسي صاغته الولايات المتحدة حول العمل الجاري منذ أسابيع ... ولكن تغير الموقف تماما بسبب التقدم المحرز في الأيام القليلة الماضية. ولذا، وبصفتي رئيسا لمجلس الأمن الدولي، اقترحت الموافقة على بيان صحفي موجز فورا بحيث نتمكن من مواصلة العمل على البيان الرئاسي إذا كانت هذه رغبة الولايات المتحدة".

وتابع تشوركين قائلا "في الواقع، كانت هذه الفكرة مدعومة من قبل عدد من أعضاء مجلس الأمن ومن بينهم جميع الأعضاء الخمس دائمي العضوية فيما عدا الولايات المتحدة. وكنا حتى على استعداد لتحويل الأمر إلى مستوى عناصر البيان الصحفي، وهي ليست وثيقة على الإطلاق ، بما يتيح نافذة أكبر لإصدار بيان رئاسي".

تجدر الإشارة إلى أن البيان الرئاسي يتطلب الموافقة بالإجماع وتتم تلاوته في اجتماع رسمي لمجلس الأمن ويصبح وثيقة رسمية في الأمم المتحدة، ولكنه لا يحمل ثقل القانون الدولي مثل القرار الأممي الذي يتم التصويت عليه في جلسة عامة.

أما البيان الصحفي فتتم الموافقة عليه بالإجماع في جلسة مغلقة ويقرأ على وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي.

وأردف رئيس مجلس الأمن الدولي قائلا "أظن أن رد فعل الوفد الأمريكي كان غير منطقي، ونتيجة لهذا لم نتمكن من اتخاذ موقف في مجلس الأمن اليوم ... سوف ننتظر لنرى ما إذا كانوا بصدد تقديم بيان رئاسي آخر كما وعدوا ... وسوف نرى مضمون مسودة هذا البيان، ولكن ما أبداه الوفد الأمريكي ليس طريقة بناءة للعمل داخل مجلس الأمن الدولي إطلاقا".

ووفقا للاتفاق الذي أبرمته كل من الخرطوم وجوبا يوم الثلاثاء في أديس أبابا، فمن المقرر أن تستأنف جنوب السودان إنتاج وضخ النفط في 24 مارس الجاري.

/مصدر: شينخوا/