تعليق : القضية النووية الايرانية فى حاجة للصدق والحكمة لحلها

الماتى 7 ابريل 2013 / تحتاج ايران والقوى العالمية للصدق والحكمة السياسية للتوصل الى اتفاق فى محادثاتهما المستمرة منذ فترة طويلة حول البرنامج النووى الايرانى المثير للجدل.

فمازالت ايران ومجموعة 5+1 ، تحديدا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين زائد المانيا " بينهما خلافات جوهرية" بعد يومين من المفاوضات التى اختتمت امس فى الماتى المركز التجارى لقازاقستان.

ولحسن الحظ، فانه نظرا لادراك الجميع ان انهيار الحل الدبلوماسى قد يهدد السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط ، التى ربما تكون اكثر المناطق المضطربة سياسيا على الارض، لم يغلق احد فى محادثات الماتى النافذة الدبلوماسية للتوصل الى اتفاق مع طهران.

ويعتبر انعدام الثقة العميق المتبادل احد العناصر الرئيسية المساهمة فى عدم تحقيق انطلاقة خلال المحادثات المستمرة منذ ثمانية اعوام.

وتقول ايران ان برنامجها للطاقة النووية سلمى بالكامل وان اى آليه لتسوية قضيتها النووية فى المحادثات ينبغى ان تضع فى الاعتبار الاعتراف بحق طهران فى انشطة التخصيب للاستخدام السلمى.

كما تعتقد الجمهورية الاسلامية انه كلما كانت اقوى ، سيكون لديها اوراق اكثر للمساومة على مائدة المفاوضات. وتشتبه بعض القوى الغربية ان ايران تعمل بشكل غير قانونى لصناعة قنبلة ذرية، وتحثها على الاستجابة لاقتراح معدل يطالب طهران بتعلق تخصيب اليورانيوم وغلق منشأة التخصيب فوردو المقامة تحت الارض فى مقابل تخفيف محدود للعقوبات.

وخارج قاعة المؤتمرات ، تتزايد شكوك اسرائيل، عدو ايران اللدود فى الشرق الاوسط، نتيجة لعدم التوصل لنتائج ملموسة.

وقد هددت اسرائيل التى تشعر بالقلق ازاء تهديد ايران النووى لامنها، بشن ضربات جوية لمنع ايران من الحصول على قنبلة ذرية. حتى انها على خلاف مع حليفتها، الولايات المتحدة، بشأن السرعة المطلوبة لشن عمل عسكرى وقائى فى حالة فشل الدبلوماسية.

وعندما يرى الجميع ان الخلافات حول النقاط الرئيسية لا يمكن تضييقها ، يكون الصدق ضروريا لبناء الثقة بين اطراف التفاوض لاتخاذ الخطوة الاولى.

ويتعين على القوى الكبرى الاعتراف بحق ايران، احدى الدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووى، فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية.

وايران بدورها يتعين عليها الالتزام بواجباتها والتزاماتها للتعاون مع الاطراف المعنية والمنظمات الدولية لتخفيف الشكوك حول برنامجها النووى.

وبالاضافة الى ذلك يتعين على جميع الاطراف المعنية اللجوء للحكمة السياسية الحقيقية وتقديم تنازلات لتناول مخاوف الطرف الاخر. ان المعالجة غير المناسبة للقضية النووية قد تؤدى لتصاعد شبح صراع اكبر فى الشرق الاوسط. فمنطقة الشرق الاوسط الغنية بالبترول والمضطربة سياسيا تعتبر ذات اهمية كبيرة للعالم ، ويؤثر السلام والاستقرار فيها على الشعوب فى جميع ارجاء العالم تقريبا.

وحل القضية الايرانية بمعالجة العرض والاسباب الاساسية لن يخدم الجمهورية الاسلامية فحسب ولكنه سيخدم السلام والاستقرار فى العالم.

/مصدر: شينخوا/