البنك الدولي: الاحترار العالمي قد يبقي ملايين الأشخاص "في مصيدة الفقر"

واشنطن 19 يونيو 2013 / أعلن البنك الدولي أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين خلال العقود القليلة المقبلة قد يؤدي لنقص منتشر في الغذاء وموجات حرارة غير مسبوقة وأعاصير أكثر حدة في المناطق الاستوائية مما يهدد باحتجاز "ملايين الأشخاص في مصيدة الفقر".

وركز تقرير أعلنه البنك الدولي اليوم (الأربعاء) على الآثار المحتملة للاحترار العالمي على الإنتاج الزراعي وموارد المياه والنظم البيئية الساحلية والمدن في منطقة جنوب الصحراء الافريقية وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.

وقال التقرير إنه في حالة استمرار الأوضاع الحالية كما هي فقد يؤدي الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة بحلول العقد الذي يبدأ عام 2030 إلى فشل زراعة 40% من الأراضي التي يتم زراعتها بالذرة حاليا، في حين ان من الممكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة لخسائر هائلة في مراعي السافانا مما يهدد الحياة الرعوية في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية.

وقال التقرير إنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع عدد السكان الذين يعانون من سوء التغذية في منطقة جنوب الصحراء الافريقية بمقدار 25% ليصل إلى 90% مقارنة بالوضع الراهن.

وتابع التقرير إنه في جنوب آسيا قد يسهم التغير المحتمل في انتظام الرياح الموسمية في حدوث كارثة كبرى في المنطقة. ومن الممكن أن تشيع كوارث مثل الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان في عام 2010 وأثرت على أكثر من 20 مليون شخص. كما قد يؤدي الجفاف الشديد في أنحاء كبيرة من الهند الى انتشار نقص الغذاء وصعوبات المعيشة.

وقال التقرير إن الأحوال المعيشية في الريف في جنوب شرق آسيا تواجه ضغوطا هائلة مع ارتفاع مستوى البحر وزيادة حدة الأعاصير الاستوائية وضياع الخدمات الهامة للنظام البيئي البحري.

إضافة إلى ذلك بدأ ارتفاع منسوب البحر يحدث بشكل أكثر سرعة مما كان متوقعا في السابق ،وقد لا يمكن تفادي حدوث ارتفاع في منسوب مياه البحر بمقدار 50 سم بحلول عام 2050 نتيجة الانبعاثات التي حدثت في الماضي.

وواصل التقرير قائلا إنه في بعض الحالات من الممكن الشعور بتلك الآثار في وقت مبكر جدا عن الأوان. فعلى سبيل المثال ما لم يتم تطبيق اجراءات تكيف مع الوضع قد يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر بمقدار 15 سم جنبا إلى جنب مع حدوث أعاصير أكثر حدة في غرق معظم أجزاء بانكوك بحلول عام 2030.

وقال التقرير إن المدن المزدهرة في الدول النامية من ضمن الأماكن على الكوكب التي تواجه أشد المخاطر نتيجة التغير المناخي.

ووصف التقرير المناطق الحضرية "بالتجمعات الجديدة المعرضة للمخاطر" وقال إن سكان الحضر خاصة المناطق الحضرية الفقيرة معرضون لخطر داهم نتيجة التغير المناخي.

وقال التقرير إن سكان المدن ذات التعداد السكاني المرتفع ولكن تتوافر بها فقط خدمات أساسية محدودة مثل مانيلا في الفلبين وكلكتا في الهند معرضون بشدة لكوارث الطقس السيء مثل العواصف والفيضانات.

وحث رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم الدول على خفض انبعاثات الاحتباس الحراري وإعداد العالم لتغير مناخي حاد ومؤثر وطقس بالغ السوء.

وقال كيم في بيان "تظهر تلك التغيرات المتوقعة في المنطقة الاستوائية حجم المعاناة المنتظرة التي ستؤثر على كافة المناطق في نهاية الأمر ما لم ننجح في السيطرة على الاحترار العالمي".

/مصدر: شينخوا/