تعليق: القلق من تدهور الوضع الأمني في أفغانستان

أعلنت حركة “طالبان” الأفغانية مسئوليتها عن الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي وبعض المباني التابعة للحكومة في العاصمة الأفغانية كابول يوم 25 يونيو الحالي. وقبل ثلاث أيام فقط، أعلنت جماعة ذات صلة بحركة طالبان باكستان عن مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من عشرة سياح، من بينهم صينيين أثنين وتسعة سياح أجانب آخرين . وفي الآونة الأخيرة يتجه الوضع الأمني في أفغانستان والمناطق المحيطة نحو المزيد من الاضطرابات مع إعلان حركة طالبان بدء "هجوم الربيع".

بعد ذوبان الثلوج ونمو الغطاء النباتي الأخضر و حلول "موسم القتال" التقليدي في فصلي الربيع والصيف يزداد العنف في أفغانستان. ومع ذلك، فإن ما يختلف هذا العام عن الأعوام الماضية، تفتح الزهور في الجوانب الأربعة، وأصبح سواء القطاعات القوية التي تخضع لحراسة مشددة، أو تسلط الجبال الآمنة نسبيا هدف طالبان. ولمواجهة موقف طالبان هذا، فإن مخاوف وقلق المجتمع الدولي والدول المجاورة لأفغانستان بأي حال من الأحوال بات لازما.

ليس من الصعب أن نرى في الوقت الراهن زخم شراسة عودة طالبان بسبب انسحاب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة وترك فراغ امني، كما أنها نتيجة حتمية لنشر جيش وشرطة أفغانستان غير القادر على العمل مستقل، ووجود طالبان وغيره من المتشددين في أفغانستان والمناطق المحيطة من هذه الأرض،والدعوة القوية وقدرة التجديد وعوامل أخرى كثيرة.

يعتمد الداخل والدول المحيطة منذ 12 عاما من اندلاع الحرب في أفغانستان على قوات التحالف في حفظ الأمن والتصدي لهجمات المتمردين التي تقودهم طالبان. بغض النظر عن تقدير الجانبين حسب أي معيار مادي، إنهما لم يكونا على مستوى واحد. ولكن التباين في القوة لا يجلب النصر،وإنما هو كابوس. وبالنظر إلى ما خسرته قوات التحالف فإنه من الصعب تدمير طالبان وغيره من المنظمات، بالإضافة إلى أن طالبان لا تزال موجودة حتى الآن ولديها مكانة بين الناس تجعل عودتها قوية.

يعتقد هنري ألفريد كيسنجر أن طالبان لم يفقد الفوز و الولايات المتحدة لم تحقق الفوز.وقد كان
في يد الجيش الأمريكي الساعات، في حين أن طالبان كان في يدها حجة الوقت. وإذا نظرنا إلى طالبان خاصة إلى اقل عمود فقري، فإن أقوى جيش في العالم ينسحب من المعركة ولا ينتظر الفوز أو الخسارة ، يشير إلى أن القضاء في الوقت المناسب كانت إستراتيجية فعالة. وهذا طالبان في الخطوة التالية سوف تختار بدل تجنب المواجهة اخذ زمام المبادرة بإطلاق المزيد من الأنشطة وأكثر عنفا من مضايقة الأسلحة.

وباعتبار الصين اكبر دولة جارة لأفغانستان، تختار الأخيرة بعناية سياسة المشاركة بحذر والتدخل المحدود، والتركيز على مساعدة السكان المحليين ، وقد حصلت على سمعة جيدة من جميع الأطراف في أفغانستان. وقد أكدت قوات التحالف على ضمان عدم خروج أفغانستان عن نطاق السيطرة، لكن من ناحية أخرى، فإن قوات التحالف هو في حد ذاته حافز للاضطرابات في أفغانستان. حيث لا تزال ملامح الطريق في أفغانستان غير واضحة بعد انسحاب قوات التحالف منها .وباعتبار الصين جار قريب، يجب أن تخطط بدقة وتضع خطط جيدة من اجل اخذ زمام المبادرة للتعامل مع المخاطر غير المباشرة التي تنتج من تصاعد الاضطرابات في أفغانستان.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/