الإعلام: أمريكا تضخ 7 مليارات لخلق توازن مع الصين في إفريقيا

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 1 يوليو عام 2013 – الصفحة رقم 21

على هامش الزيارة التي يؤديها إلى جنوب إفريقيا قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم 30 يونيو الماضي بإلقاء خطاب بجامعة كابتوان حول السياسة الأمريكية تجاه جنوب إفريقيا. حيث أعلن عزم أمريكا تخصيص 7 مليار دولار لمضاعفة نسبة التغطية بالكهرباء لدول جنوب الصحراء الإفريقية في المخطط الخماسي القادم. من جهة أخرى، أعلن الرئيس أوباما عن تخطيطه لتنظيم إجتماع قادة دول الصحراء وجنوب القارة الإفريقية خلال العام القاد بواشنطن.

إفريقيا ترحب بالمنافسة النزيهة

بعد تجاوز الصين لأمريكا في عام 2009 لتصبح أول شريك تجاري لإفريقيا. بلغت قيمة التجارة الصينية الإفريقية ضعف قيمة التجارة الأمريكية الإفريقية في سنة خلال عام 2012. لذا، قامت العديد من وسائل الإعلام العالمية خلال تغطيتها لجولة أوباما الحالية في إفريقيا بمقارنة العلاقات الأمريكية الإفريقية بالعلاقات الصينية الإفريقية. ونشرت صحيفة "سانداي تايمز" جنوب الإفريقية في 30 يونيو صورة جدارية لأوباما وهو يخطب في جامعة جوهانسبورغ، وكتب على هذه الصورة "الصين، لاتقلق". وقالت وكالة أنباء جنوب إفريقيا أن أمريكا قد بدأت تدرك بأن خطاها في أفريقيا أصبحت متأخرة مقارنة بالصين. وذكرت وكالة أنباء رواندا، أن باراك أوباما يعول كثيرا على الفرص التجارية في إفريقيا، وأن ورقة الديمقراطية وحقوق الإنسان، تهدف إلى خدمة المصالح الأمريكية، حيث تسعى أمريكا إلى خلق توازن مع الصين في إفريقيا.

وفي هذا السياق ذكر بيلونغيا الأستاذ بجامعة كنشاسا الكونغولية أن الدول الغربية بما في ذلك أمريكا لم تقدم يوما ما مساعدة حقيقية لإفريقيا، لكنهم يشككون في التواجد الصيني بإفريقيا وفقا لعقليتهم الخاصة، وهذا شيء غير منطقي. لأن لب عملية التحديث في إفريقيا هو التصنيع، في حين ظلت الدول الغربية تعمل على وضع مختلف المصائد طوال مسيرة التنمية الإفريقية، وهذا لا يعود بالمنفعة على إفريقيا.

وقال بيلونغيا أن الدول الإفريقية تأمل في أن تكون هناك منافسة بين الصين وأمريكا في إفريقيا. لأن المنافسة النزيهة ستكون في صالح وضع قواعد أكثر وضوحا للعبة، كما ستكون في صالح التنمية الإقتصادية في إفريقيا ورفع مستوى عيش المواطن.

تعليق:

أعلن الرئيس باراك أوباما عن تخصيص 7 مليارات دولار لتحسين إمدادات الكهرباء في دول جنوب الصحراء الإفريقية، إلى جانب تخفيف حدة الفقر في إفريقيا من خلال المساعدات الطبية والغذائية. ورغم ما أثارته هذه الخطوة من إنتقادات حول جدية التعهدات الأمريكية، إلى أنها تبقى لديها رمزية كبيرة.

أدركت حكومة الرئيس أوباما منذ البداية الأهمية الإستراتيجية لدول الصحراء وجنوب القارة الإفريقية منذ فترة مبكرة، لكن مع التغيرات التي شهدها الوضع الإستراتيجي الشامل خلال السنة الأخيرة، وفي ظل مواجهة العديد من النقاط الدولية الساخنة دخلت السياسة الأمريكية في إفريقيا مأزقا كبيرا. لذلك تأتي هذه الجولة الحالية التي يقوم بها الرئيس أوباما إلى دول غرب، جنوب وشرق إفريقيا في إطار تعزيز النفوذ الأمريكي في القارة الإفريقية، لكن يبقى عبور أوباما لكينيا (موطنه الأصلي) دون أن يزورها سلوكا مثيرا لعدم الرضا. وستبقى عدم كفاية القوة نقطة الضعف الكبرى في السياسة الأمريكية في إفريقيا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/