تحليل إخباري: التواجد العسكري التركي الكثيف على الحدود السورية للردع لا للتدخل

أنقرة 26 يوليو 2013/قال محللون اتراك إن تعزيز التواجد العسكري على طول الحدود مع سوريا هي خطة للطوارئ وعمل الردع بعيدا عن كونه مقدمة لتدخل عسكري.

وقال محمد سيف الدين ارول رئيس مركز أنقرة الدولي للابحاث الاستراتيجية والامنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان "تعزيز التواجد العسكري في الجنوب يأتي ردا على الاشتباكات بين الجماعات المختلفة في شمال سوريا."

وقال الخبير الذي يرى ان التعزيزات على الحدود معظمها للردع وتخطيط للطوارئ ان "المتمردين الاكراد والجماعات الراديكالية والمتطرفة وكذلك مقاتلي المعارضة في الجيش السوري الحر يصارعون كل منهم ضد الآخر للسيطرة على الارض وكذلك ضد القوات السورية المؤيدة للحكومة."

وفي الاسابيع الاخيرة صعدت هذه الاشتباكات مستوى التهديد ضد الأمن التركي مما دفع إلى نشر وحدات عسكرية اضافية واسلحة ثقيلة في المناطق الحدودية.

الحكم الذاتي الكردي في سوريا

تتخوف تركيا من احتمال اقامة منطقة حكم ذاتي كردية في المنطقة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، احد افرع حزب العمال الكردستاني المحظور والمدرج على لائحة الارهاب من قبل الكثير من الدول، في شمال سوريا.

ويقول المسؤولون الاكراد تكرارا ان أنقرة لن تسمح بكيان كردي سوري يتمتع بحكم ذاتي بالقرب من حدودها الجنوبية.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينك، الذي استبعد التدخل العسكري على الرغم من ذلك، ان الوضع في سوريا فوضوي للغاية والتدخل يزيد الامور تعقيدا.

واضاف أن أنقرة لا يمكن ان تتجاهل احتمال اقامة ادارة كردية مستقلة في شمال سوريا حيث ان هذا الامر قد يمس سلامة الاراضي السورية ويفرض تهديدا امنيا ضد تركيا.

قلق محلي

وقال المحلل السياسي مسعود سيفيكالب ان "تعزيز التواجد الامني يهدف ايضا الى تقوية الاحساس بالامن بالنسبة للسكان المحليين الذين يشعرون بقلق بالغ جراء الحوادث عبر الحدود".

ويوم الاربعاء تعرضت مدينة سيلانبينار الحدودية التركية للقصف بثلاث قذائف مورتر من الجانب السوري، مما نجم عنه اطلاق نار مضاد من الجيش التركي. في نفس اليوم، اصيب خمسة جنود اتراك كانوا في دورية في مدينة سيزر الحدودية بقذائف عبر الحدود.

وقال سيفيكالب ان "جزء من السبب وراء التعزيز العسكري هو تخفيف القلق بين السكان المحليين، الذين ارتبكت حياتهم اليومية بالتهديد المستمر."

وذكرت وسائل اعلام تركية ان الطائرات المقاتلة بدأت تحلق بكثافة، مما يعني ان اوامر اعطيت لضرب اهداف في سوريا اذا تم رصد اي تهديد، بينما تم ايضا تعزيز الجيش بوحدة قوات خاصة من ادارات الشرطة المحلية.

في اكتوبر الماضي، حصلت حكومة أنقرة على تفويض برلماني لشن هجمات مضادة على سوريا المجاورة بعد ان قتل خمسة مدنيين في مدينة حكومية بقذائف مورتر اطلقت من الاراضي السورية. وعقد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان (الاربعاء) الماضي اجتماعا بامن الطوارئ لمناقشة تمديد التفويض لمدة عام واحد.

/مصدر: شينخوا/