تعليق: المواجهة الروسية-الأمريكية بسبب قضية سنودن بعيدة الاحتمال

بكين 2 اغسطس 2013/من الجيد ألا نرى روسيا أو الولايات المتحدة تجرفهما المشاعر المتسرعة ليواجها بعضهما البعض بسبب قضية سنودن الحساسة.

ومنحت روسيا عميل الاستخبارات الأمريكية الهارب ادوارد سنودن اللجوء المؤقت لمدة عام في حين تجنب المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الحديث بنبرة عدائية بعدما اعلنت موسكو قرارها.

ويمكن اعتبار السماح لسنودن بالخروج من مطار شيريميتيوف في موسكو بمثابة نتيجة لصراع معلن وتحت الطاولة دام اكثر من شهر بين موسكو وواشنطن.

ولا يمكن النظر للقرار الروسي بأنه متهور، لان واشنطن لم تتقدم بطلب رسمي لموسكو لتسليم سنودن خلال الاربعين يوما الماضية.

ولا يعد منح موسكو اللجوء لسنودن نهجا سيئا في العلاقات العلانية، في ظل اثارة الجدل التي تسببت فيها المحاكمة الاخيرة للجندي الأمريكي برادلي مانينج الذي ادين بتسريب معلومات ويواجه عقوبة السجن 136 عاما.

غير أن حادث سنودن لا يزال حتى الآن موضوعا ساخنا وليس "القشة التي قسمت ظهر البعير" في العلاقات الروسية-الأمريكية المتوترة منذ فترة طويلة، لان كلا الجانبين لديهما مصالح مشتركة كثيرة.

حتى ان البعض اقترح السماح لسنودن بالخروج وتسهيل تحركه لدولة ثالثة بما يمهد الطريق لعقد قمة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر.

ومنذ ان دخلت العلاقات الثنائية هذا المنعطف، والجانبان يختلفان بشكل عميق بشأن قضايا الدفاع الصاروخي ونزع السلاح النووي والصراعات الدولية والحمائية التجارية لكن من الصعب ان يزداد الوضع سوءا.

بيد أن في ظل عالم يرتبط ببعضه بشكل اساسي لا يرغب اي من الجانبين في العودة إلى ايام الحرب الباردة.

ولهذا فهناك حاجة ملحة بأن تتوقف الولايات المتحدة عن التجسس على مواطني الدول الاخرى بشكل غير قانوني حتى لو بذريعة مكافحة الإرهاب وأن تفكر في افعالها الخاطئة.

/مصدر: شينخوا/