تعليق: متى تبدد الغيوم ويشع نور السلام على العالم كله؟

اقتحمته مجموعة إرهابية مركز تجاري فخم في العاصمة الكينية نيروبي يوم 21 سبتمبر الجاري الذي يصادف اليوم العالمي للسلام، وقد أدى هذا الهجوم إلى سقوط 59 قتيل على الأقل و175 جريحا. وفي اليوم نفسه، قتل أكثر من 200 شخص جراء انفجار سيارة مفخخة قرب العاصمة العراقية بغداد،وسقط ضحايا جدد في حماة في ظل استمرار الحرب الأهلية في سوريا ، واستمرار عمليات القتل والعنف في أفغانستان.......

منذ آلاف السنين والبشرية تحلم بالسلام الذي طالما يكسره الحرب. وفي العالم اليوم، تشابك جميع العوامل بين الأمن التقليدي والأمن غير التقليدي، ويواجه المجتمع الدولي تحديات أمنية متنوعة والأكثر تعقيدا، بالإضافة إلى القضايا الساخنة الإقليمية التي لا تلبث أن تنتهي حتى تعود مرة أخرى للظهور على السطح، والإرهاب المستشري، واستمرار حالة عدم انتشار الأسلحة النووية قائما، والظهور المستمر لنتائج التأثير العميق للازمة المالية الدولية، جعل طريق تعزيز الأمن المشترك للحفاظ على السلام العالمي شاق وطويل.

نور السلام بعيد عن كل ركن من أركان العالم، ولا تزال الحرب والعنف والإصابات والوفيات تملأ أخبار وسائل الإعلام الوطنية. وهناك حاليا ما يقرب 90% من ضحايا الحرب من المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال. وإن فقدان السلام يدمر حياة البشرية وحضارتها، ويحرم الكثير من الناس من أمل الحياة بكرامة.

"إن منطق السلام = المستقبل واضح". والملصقات المعلقة بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي هل تحكي حقا قصة السلام.إن السلام مثل الهواء ونور الشمس نشعر بها ونستفيد منها، لكن من الصعب الاحتفاظ بها.والسلام شرط أساسي لتحقيق التنمية البشرية والازدهار، وكل دولة تتمتع ببيئة سلمية ومستقرة، فإن التنمية فيها واردة.

السلام لن يسقط من السماء، ويتطلب زراعته ورعايته لأجيال. وإن صون السلم والأمن الدوليين هو " ميثاق الأمم المتحدة" أنشئ لغرض هام جدا. وفي يوم 21 سبتمبر من كل عام، تطلق الأمم المتحدة نداء وقف الأعمال العدائية إلى جميع الشعوب ودول العالم، من خلال التثقيف والتوعية العامة للاحتفال باليوم العالمي للسلام.

موضوع اليوم العالمي للسلام هذا العام " التعليم من اجل تعزيز السلام". حيث أن الحفاظ على السلام يبدأ من التعليم. وإن التعليم ليس فقط السماح للأطفال تعلم القراءة والكتابة، ولكن يساعده أيضا على التعلم كيف يعيش باحترام متبادل ووئام مع أناس من مختلف الديانات.لان ترسيخ التسامح والمحبة في قلوب الأطفال، وتحولها إلى معتقدات وأعراف غير قابلة للتدمير، و يكون الحجر الأساسي في بناء السلام أكثر صلابة، فإن مستقبل الإنسانية يكون واعدا .

فى ظل الوضع الجديد حيث تشترك الدول المختلفة في المصالح والأمن والمخاطر،فإن السعي إلى تحقيق السلام يتطلب من الدول الالتزام بالتعاون ،وروح الابتكار، موقف مسؤول، التضامن، التعاون المربح للجانبين، التعامل بشكل مشترك مع مختلف المشاكل والتحديات،العمل معا لخلق بيئة دولية وإقليمية آمنة ومتناغمة ومستقرة.

الشعب الصيني الذي عاش ذكريات لا تنسى سببتها الحرب، يسعى بجد لتحقيق السلام وخلق حياة سلمية ومستقرة. والشعب الصيني خائف من الاضطرابات ويأمل في الاستقرار والسلام والوئام. وفي وقت مبكر من عام 1985، قال الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ ذات مرة:" الصين الآن تصون السلم والاستقرار العالميين، وليست قوة مدمرة. وكلما ازدادت التنمية في الصين قوة كلما بات السلام العالمي أكثر موثوقية "،" تطور الصين وتقييد الحروب، يعزز قوى السلام إلى حد كبير."والصين من اجل تحقيق الهدف المتمثل في التقدم إلى الأمام، سوف تتمسك بطريق التنمية السلمية، وتظل ملتزمة بالحفاظ على السلام العالمي، تعزيز التنمية البشرية المشتركة.

أمل الإنسان يشبه نجمة أبدية تخفي الغيوم السوداء ضوئها. وخصوصا اليوم، حيث أصبح السلام ليس فقط مثاليا وحلم، وإنما هو رغبة جميع الشعوب. "وهذا ما غنى به الشاعر الصيني منذ سنوات طويلة، والشعب الصيني مثله مثل جميع شعوب العالم يتطلع إلى تحقيق السلام ومستقبل أفضل.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/