تقرير اخباري: التنمية ما بعد عام 2015 .. موضوع مفضل في المناقشة العامة للجمعية العامة

الأمم المتحدة 25 سبتمبر 2013 /رغم ما يحفل به العالم من أحداث وأزمات كبرى، لم تنفصل كلمات معظم المتحدثين يوم الأربعاء في المناقشات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة عن موضوع دورة هذا العام " جدول أعمال التنمية ما بعد عام 2015: تحديد المرحلة".

وكان رئيس الجمعية العامة جون أش ذكر في افتتاح أعمال الدورة الـ68 للجمعية العامة يوم الثلاثاء أن إطار العمل الجديد يهدف الى مواصلة جدول اعمال التنمية لما بعد عام 2015 ، أي الأهداف الإنمائية للالفية التي تستهدف القضاء على الفقر والنمو الاقتصادي والمساواة والإدماج الاجتماعي والاستدامة البيئية.

وقال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح إن " تبني الأهداف الانمائية للألفية شكل تحولا كبيرا في قدرة الأمم المتحدة على حشد الإرادة السياسية العالمية من أجل القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، ما يعبر بشكل واضح عن مدي نجاح الإرادة الدولية وجدوى الشراكة العالمية".

وأضاف الصباح " بيد أن ظهور تحديات جديدة رئيسية مرتبطة إما باختلالات أمنية ناتجة عن عدم الاستقرار... أو تحديات مرتبطة بالتدهور البيئي المطرد الذي يهدد عالمنا".

وقد أيد الرئيس البنمي ريكاردو مارتنيلي بيروكال الموضوع أيضا عندما قال " لقد تعلمت الأمم الكثير حول التنمية. وأدركنا أن التنمية غير المستدامة ليست هي ببساطة تنمية".

وأضاف " لأول مرة في التاريخ، تملك البشرية الهياكل التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية السياسية للقضاء على الفقر المدقع للأبد".

وقال الرئيس البيروفي أولانتا هومالا " العالم يتغير، يعيد ترتيب أجندته، يظهر لاعبون ، وتظهر سيناريوهات جديدة ترسم مصير البشرية. وقد تأثرنا جميع شعوبا وحكومات بهذا التحول السريع. مع ذلك، نلاحظ بقلق أن بعض الجوانب الجوهرية لم تتغير".

وقال رئيس تيمور الشرقية راور ماتان رواك عن التنمية في دولته الجزرية إن " الشعب التيموري الآن يتحمل المسئولية الكاملة لبناء مستقبله"، مشيرا الى " البلاد تواجه تحديات بآمال عالية وتفاؤل".

وبدا الرئيس السنغالي ماكي سال متفائلا أيضا في هذا الشأن. وقال " إفريقيا لم تعد مجرد منطقة اضطرابات وطوارئ انسانية. بل أصبحت قطبا ناشئا للفرص والاستثمارات من أجل شراكات إبتكارية ومتبادلة النفع".

وفي رؤيته للمستقبل، قال رئيس كوت ديفوار الحسن كواترا " لابد ان نتبنى نهجا عالميا يسمح لدولنا ببناء أنماط أكثر إنصافا لتحقيق التنمية المستدامة التي تلبي احتياجاتنا الخاصة".

و تحدث رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا عن الانجازات والانتكاسات على صعيد تحقيق الأهداف الانمائية للألفية، ملقيا اللوم على " الأنانية المستمرة" لعدد من الدول وعدم استقرار الاقتصاد العالمي.

وقال إن الاثار السلبية للعولمة ساهمت في أزمة الغذاء والمجاعة والمشكلات الصحية فضلا عن تدمير البيئة ، ما يؤكد الحاجة إلى دفع اجندة التنمية المستدامة.

وأعرب الرئيس عن التزامه بإدارة الموارد الطبيعية لجمهورية الكونغو، رغم القتال الدائر في شرق البلاد على الثروة المعدنية الهائلة. وقال إن الأمن يبقي الشرط المسبق الأكثر أهمية للتنمية لأنها بدونه تصبح التنمية شيئا افتراضيا.

وكان رئيس مدغشقر اندريه نيرينا راجولينا حادا أيضا وتجنب رسم صورة مشرقة. وأعرب عن آسفه للصورة المترسخة في أذهان معظم الناس عن إفريقيا كمكان للعنف الدائم والديمقراطية المتراجعة والانقسامات الكبيرة والتدهور البيئي .

وقال وسط مناخ اقتصادي دولي غير موات بشكل عام، وجدت مدغشقر انه من الصعب تحقيق الأهداف الإنمائية للالفية رغم الجهود القوية لمسئوليها وشعبها. وأضاف أنه بدلا من فقدان الأمل، يتعين على قادة الدول التي تواجه نفس الوصع التركيز أكثر على ما يمكن أن يفعلونه بشكل أفضل لمساعدة الجهد الجماعي الدولي الرامي لتحسين حياة الناس.

وقال رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري إن السلام يتطلب برامج تنمية توفر الاحتياجات الحقيقية من أجل الخروج من الوضع الاقتصادي الفقير.

وأضاف أن بوركينا فاسو الدولة الفقيرة والحبيسة تسعى الى تعزيز النمو من أجل توفير نوعية حياة أفضل للناس. وقال إن جدول أعمال التنمية ما بعد عام 2015 يثير قضية العلاقة بين التنمية والسلام والأمن ويوفر فرصة لدراسة رؤية جديدة للتقدم العالمي المرتكز على التضامن الدولي القوي خلف التنمية المستدامة.

وضرب تومي أسانع ريمينغساو، رئيس دولة بالاو الجزرية بالمحيط الهادئ، مثالا وجيها على العلاقة بين التغير المناخي والتنمية المستدامة مساء الأربعاء عندما طلب منه مغادرة حديقته الخلفية بعد أن غرقت بمياه المحيط أثر إعصار ضرب منطقة غرب الباسيفيك.

وقال " عندما كنت طفلا لم تغرق حديقتي الخلفية ولم تحدث عاصفة استوائية بعد مرور عاصفة استوائية على جزرنا الباسيفيكية".

وقال البدر والمحيط لم يعدان استعارات للتوزان والإنسجام". وأضاف " اليوم يجسدان الخلل الناجم عن تجاوزاتنا الماضية وغياب الانسجام بسبب عجزنا... ومن اجل خلق العالم الذي نريده يتعين على قادة وشعوب العالم مواجهة العديد من التحديات لتنمية مستقبل مستدام".

/مصدر: شينخوا/