تعليق: عمليات التجسس الامريكية سترتد على اصحابها

بكين 30 أكتوبر 2013 / يتزايد الغضب الأوروبي وتوترت العلاقات الاوروبية مع واشنطن بشكل أكبر حيث وجدت أسبانيا نفسها اول أمس مثل بقية حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيين ضحية لتجسس وكالة الأمن القومي الامريكي.

وقال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجالو، الذي وصف مثل هذا التصرف بانه "غير ملائم" و"غير مقبول"، إذا ثبتت التقارير المزعومة بشأن عمليات تجسس فإن ذلك سيكسر "مناخ الثقة" بين البلدين.

برغم حقيقة أن عمليات التجسس ليست جديدة في المجتمع الدولي، الا ان التجسس الواسع النطاق مازال محرما.

ووقفت رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ السيناتور دايان فاينستاين، اول أمس الاثنين مطالبة ب"اعادة تقييم شامل لكل برامج الاستخبارات"، بعد عمليات الكشف المستمرة عن عمليات التجسس الامريكية.

ولكن الضرر قد حدث بالفعل.

أولا، قبل كل شيء، جعلت عمليات التجسس الامريكية المتهورة الاوروبيين يشعرون بالخيانة من حليفهم، حيث انهم اكتشفوا فى النهاية وعلى نحو غير متوقع أن واشنطن لم تكن تعتبرهم شركاء لها بل تهديد.

ثانيا، فإن سوء استخدام الولايات المتحدة لعمليات التجسس جعلت ذريعتها بأن برامج التجسس قد نفذت لمحاربة الارهاب عذرا غير مقبول.

والاسوأ حتى أن تهورها جاء بنتائج عكسية، وهو ما قد يعرض بالفعل مصالحها الوطنية للخطر.

وقال بعض الباحثين الامريكيين أن برامج التجسس تمثل اعتداء مباشرا على الامن القومي الامريكي من خلال تقويض قدرة واشنطن على التعامل برياء والافلات بفعلتها، وهو ما يضعف قوتها الدبلوماسية التي تعتمد بشكل اساسي على دعم حلفائها.

وفي الواقع، بدأت واشنطن تذوق مرارة ما صنعته. وردا على كشف تجسس وكالة الامن القومي الامريكي على المحادثات الهاتفية للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، قال مسؤولون ألمان اول امس أن واشنطن قد تخسر وسيلة هامة لانفاذ القانون لتعقب تدفقات اموال الارهابيين.

وعلاوة على ذلك، فإن الشعور بالخيانة وانعدام الثقة ستلقي بظلالها على التعاون المستقبلي بين التحالف المستمر منذ فترة طويلة عبر الاطلسي .

وسأل مارتين تشولز رئيس البرلمان الأوروبي "اذا كنا سنذهب للمفاوضات ولدينا الشعور بأن هؤلاء الاشخاص الذين سنتفاوض معهم على دراية بكل شيء سنقوم به مقدما، فكيف سنثق في بعضنا البعض".

وعلى الرغم من غضبها، مازالت الدول الأوروبية تتعامل بحذر نظرا للاعتماد المتبادل بينها وبين واشنطن سياسيا واقتصاديا وأمنيا، فى محاولة لتحقيق التوازن بين كرامتها ومصلحتها.

ولهذا فإن بعض المسؤولين الاوروبيين دعوا واشنطن لاعادة بناء الثقة مع اوروبا.

ومن الحكمة أيضا أن تكف واشنطن عن المغالطة وتستعيد الثقة فيها مرة أخرى من خلال تعلمها احترام الآخرين.

/مصدر: شينخوا/