واشنطن أول نوفمبر 2013 /استقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالبيت الأبيض، في حين يسعى الأخير إلى أسلحة ومساعدات أمريكية لتقوية جيش بلاده ومواجهة العنف المتزايد الذي أودى بحياة أكثر من 6 آلاف عراقي خلال العام الحالي وحده.
وبين سطور بيان مشترك حول التعاون والشراكة بين البلدين، يرى خبراء أن إدارة أوباما تحاول عمل توازن بين رغبتها في فك الارتباط مع العراق، الذي سحبت قواتها منه مؤخرا، والمحافظة في الوقت نفسه على قدم هناك لخدمة الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
مرتبة متأخرة:
يواجه العراق، الذي لم يعد أولوية قصوى بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية والذي قادت واشنطن غزوه قبل نحو 10 سنوات فقط، يواجه حالة من النسيان في الذاكرة الشاملة للولايات المتحدة، حيث باتت أخبار عشرات القتلى بسبب أعمال العنف في العراق تحتل مرتبة متأخرة في نشرات الأخبار الأمريكية.
والوضع نفسه بالنسبة لإدارة أوباما تجاه العراق، إذ لم تعد تعتبر هذا البلد أولوية كبرى في سياستها الخارجية، في حين تنسحب القوات الأمريكية منه. ولكن قضية العراق لا تزال قادرة على إرباك حسابات الولايات المتحدة في المنطقة، في حين تحاول الولايات المتحدة احتواء نفوذ إيران وإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية السورية، وفي الوقت نفسه المحافظة على إرضاء حلفاء مثل السعودية وإسرائيل المناصرتان لسياسة أكثر شدة تجاه إيران وسوريا.
وعبر هذا الوضع بالتحديد، يحاول المالكي الحصول على أسلحة ومساعدات أمريكية لتقوية حكومته. ومن خلال زيارته، يشدد المالكي على أن الإرهاب ربما يعود إلى بلاده ويصب مزيدا من الزيت على نار الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.
وفي خطاب يوم الخميس بواشنطن، قال المالكي إن فراغ السلطة الناتج عن الاضطراب السياسي في الشرق الأوسط خلق "فرصة ثانية" للجماعات الإرهابية ، مثل تنظيم القاعدة، إذ تستغل فراغ السلطة وتكسب مزيدا من الأراضي تدريجيا، محذرا من أن استمرار تدهور الوضع في العراق قد يؤدي إلى نتيجة "كارثية" للمنطقة ككل أو ربما حتى للعالم بأسره.
وقبيل مغادرته العراق إلى واشنطن، قال المالكي في مؤتمر صحفي مقتضب بمطار بغداد، إن "الشيء الأكثر أهمية هو توفير أسلحة ذات طبيعة هجومية للعراق من أجل مكافحة الإرهاب وتوقيف الجماعات المسلحة".
عمل متوازن:
على الرغم من أن العراق ليس في بؤرة حسابات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، لا يزال هذا البلد يمثل عنصرا ضروريا إذا أرادت واشنطن أن تثمر حساباتها.
وفي السياق، قال أنطوني كوردسمان، الخبير الأمني بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن وضع العراق يمثل أهمية بالنسبة لأمن الخليج والدول العربية، ولتسوية القضية السورية، ولتخفيف حدة الصراع المتزايد بين السنة والشيعة وبين المعتدلين والمتشددين من السنة، ومن ثم يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها وأمن حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا وإسرائيل.
وأشار كوردسمان إلى أن الولايات المتحدة لديها ما تربحه من منح أسلحة ونفوذ للمالكي، موضحا أن بإمكان واشنطن إبعاده عن إيران، وربما تضيف بعض الاعتدال على معاملته للسنة وعلاقاته مع الميليشيات والمتشددين الشيعة، وتخفف التوتر بين حكومته والمنطقة الأمنية الكردية. وذكر كوردسمان أن تغير السلوك في بغداد قد يؤدي إلى تباطؤ ميل السنة تجاه تنظيم القاعدة والحركات المتطرفة السنية.
وفضلا عن هذا، قد تسهم مساعدة واشنطن للعراق في تخفيف التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والسعودية، التي تشعر بالإحباط بسبب سياسة واشنطن تجاه إيران وسوريا. وكانت المملكة قد اعتذرت مؤخرا عن شغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي تعبيرا عن السخط إزاء فشل المنظمة الدولية في إنهاء الحرب الجارية في سوريا وتسوية القضية الفلسطينية.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn