تقرير اخباري: فضيحة التجسس توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية

مكسيكو سيتي 12 ديسمبر 2013 / تعرضت العلاقات بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية لضربة قوية في 2013 بعد الكشف عن فضيحة التجسس الأمريكية.

وأشارت وثائق سرية سربها المتعاقد الاستخباراني السابق لدي وكالة الأمن القومي الامريكي إدوارد سنودن إلى أن واشنطن تجسست بشكل خاص على عملاق أمريكا اللاتينة الاقتصادي البرازيل وعلى جارتها المكسيك ودولة فنزويلا الغنية بالنفط.

-- التجسس على أمريكا اللاتينية

لقد كانت أقوى إدانة للتجسس الأمريكي حتى الآن من البرازيل التي استهدفت وكالة الأمن القومي الامريكي رئيستها ديلما روسييف شخصيا، ما دفع الأخيرة الى إلغاء زيارة رسمية الى واشنطن في أكتوبر, وفي الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة، حثت أيضا المجتمع الدولي على تبني قواعد لحماية الخصوصية على الانترنت.

وبدا الرئيس المكسيكي انريكي بينا نيتو، الذي تعرض صندوق بريده الالكتروني لاعتراض من جانب نفس الوكالة عندما كان مرشحا للرئاسة، بدا حذرا في شجب الولايات المتحدة، الشريكة التجارية الرئيسية لبلاده، والتي تتقاسم معها حدودا بطول ألفي ميل.

وتحت ضغوط من المعارضة السياسية، طلب نيتو في نهاية المطاف من الولايات المتحدة أن تعطي "شرحا"، لكنه لم يضغط أو يتابع هذه القضية.

ولم تبدو على فنزويلا ، عدوة الولايات المتحدة اللدودة، علامات الدهشة إزاء تسريبات سنودن، حيث قال وزير الداخلية والعدل ميغيل رودريغيز إن الموارد الطبيعية ولا سيما احتياطي النفط يجعل البلاد هدفا لتجسس الولايات المتحدة.

وقال رودريغيز في اجتماع للسوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية ((ميركسور)) في الشهر الماضي " لدينا ثروة (طبيعية) هائلة وأي دولة أو امبراطورية تري أن احتياطاتها النفطية تتضائل وقدراتها على انتاج الطاقة تتراجع تدريجيا ستنظر الى فنزويلا دون أدنى شك على أنها مكان مغري للسيطرة عليه".

-- علاقات متوترة

وقد أدت هذه التسريبات الى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وعدد من حكومات أمريكا اللاتينية هذا العام.

ويعتقد جين جاي ألارد، وهو صحفي ومؤلف كندي متقاعد، إن التركيز المفرط على توليد الثروة في الولايات المتحدة أثر بالسلب على سياستها الداخلية والخارجية.

وقال ألارد ، وهو خبير في شئون الأمريكتين، لوكالة ((شينخوا))، إن " الولايات المتحدة تقوم بأدوار تماثل أدوار الديكتاتوريات على نحو متزايد، الشئ الوحيد الذي تحترمه هو الشركات الكبيرة، وتحاول تبرير جرائم خطيرة للرأي العام مثل التجسس على مواطنيها وبقية العالم".

وكتب في صحيفة ((غرانما)) الكوبية الرسمية " تحت مسمى مكافحة الإرهاب، البيت الأبيض يغزو خصوصية المجتمع الدولي".

وقال جيسوس سيلفا، وهو عالم سياسي بجامعة فنزويلا المركزية، إن تسريبات سنودن جسدت " التناقضات الداخلية لنظام منحط".

وقال " رغم قدراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية الكبيرة وفي عالم الاتصالات أيضا، إلا ان الولايات المتحدة تتعامل بشكل متزايد مع الجماعات والمنظمات غير الحكومية الصاعدة التى لا تتفق مع النظام".

-- مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية

يقول خبراء إن تسريبات التجسس هددت النفوذ الامريكية في أمريكا اللاتينية.

وفي مقابلة مع كارل ميتشام، المستشار السابق بلجنة العلاقات الخارجية الأمريكية، وصف تأثير قضية سنودن على الجهود الجديدة للولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها بامريكا اللاتينة كما لو انها صبت" دلوا من الماء البارد".

وشاطره الرأي ماوريشيو سافاريس، وهو صحفي برازيلي يراسل قناة ((روسيا اليوم)) الروسية، قائلا إن نفود الولايات المتحدة في نصف الكرة الأرضية الغربي تعرض لتهديد حيث أن قادة المنطقة لن يبقوا صامتين إزاء تجاوزات واشنطن " دون إظهار أى ضعف".

وقال وزير الخارجية الفنزويلي الياس خاوا إن العلاقات الثنائية يمكن أن تتحسن في حال ألدت الولايات المتحدة استعدادا لادراك أن العلاقات الجيدة فقط هي التى تبنى على الاحترام المتبادل".

/مصدر: شينخوا/