بكين 17 ديسمبر 2013 /قبل 80 عاما مضت، كانت طوكيو، عاصمة الامبراطورية اليابانية، مكانا خطرا ولدت فيه العديد من السياسات العسكرية الهوجاء وحيث بدأت بعض اسوأ الكوابيس لجيرانها.
وخلال العقدين الثالث والرابع من القرن الماضي، اغارت اليابان، التي سيطرت في السابق على شبه الجزيرة الكورية، على الصين ودول جنوب شرق آسيا، لتفتح واحدا من اكثر الفصول ظلاما ودموية في تاريخ آسيا الحديث. ولم يكتمل التآم الجروح منذ ذلك الحين ابدا. وللاسف، فتحت الحكومة اليابانية هذه الجروح مرة اخرى عندما وافقت على استراتيجية الامن القومي وعدلت خطط الدفاع اليوم (الثلاثاء) وسط تزايد المخاوف الاقليمية بشأن سياساتها اليمينية وصعود النزعة القومية. وتشير حزمة السياسات الدفاعية، اخر تحرك لحكومة رئيس الوزراء شينزو ابي سعيا لتعزيز الجيش وسط نزاعات تاريخية واقليمية ملتهبة مع جارتيها الصين وكوريا الجنوبية، الى ان اليابان غيرت سياساتها الدفاعية المقيدة السابقة الى اخرى استباقية. ان افعال اليابان، ولا سيما محاولة ابي الفاشلة لتشكيل ما يفترض انه تحالف مناهض للصين مع بعض دول جنوب شرق آسيا، موجهة بلا شك ضد بكين.
وحاولت اليابان خلال السنوات الاخيرة المبالغة فيما اسمته نظرية التهديد الصيني وحاولت القيام بدور ضحية سياسات بكين بينما تورطت اليابان بالفعل في سياسة حافة الهاوية بتبنيها سياسات استفزازية ومنها شراء بعض جزر دياويو. وفي الوقت ذاته، اثار سياسيون يابانيون من التيار اليميني توترات اقليمية عبر التقليل من شأن تاريخ العدوان الياباني وزيارة ضريح ياساكوني المثير للجدل والذي يكرم مجرمي الحرب في البلاد. واثار انكار اليابان لتاريخها وتوسعها العسكري مخاوف الدول الاقليمية وبخاصة الصين وكوريا الجنوبية. ومن الناحية التاريخية، فان اليابان، باعتبارها جزيرة صغيرة نسبيا ذات موارد طبيعية قليلة، كانت غير حكيمة فى الواقع بدخولها فى احتكاك جيوسياسى مع القوى الكبرى وعدوان ضد جيرانها. وقد جلبت الحكومة اليابانية، التي دمرت جيرانها في الحرب العالمية الثانية، الخراب لمدنها ومواطنيها فى نهاية الامر. وهذا درس ينبغي على الحكومة والشعب الياباني مراجعته مرة اخرى من اجل مصلحة البلاد والعالم.
ومع احراز الصين وكوريا الجنوبية نجاحا كبيرا في التنمية الوطنية في الفترة التي تلت الحرب، فمن المحتمل ان تضر طوكيو الخطرة التي تسعى الى حيازة افضل السفن الحربية والصواريخ، نفسها وليس جيرانها. وحاولت الصين تطوير شراكة استراتيجية للمصالح المتبادلة مع اليابان الا ان فرص اقامة علاقات صينية - يابانية سليمة تضاءل سريعا وسط استفزازات يابانية غير محدودة. واذا ارادت اليابان بصدق اعادة نفسها الى مكانة "الدولة الطبيعية"، فينبغي عليها مواجهة عدوانها في التاريخ والتعاون مع جيرانها الاسيويين بدلا من اغضابهم بجولات وجولات من التصريحات والسياسات غير الحكيمة.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn