تعليق: كيف ينبغي أن تكون الدبلوماسية الصينية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط ؟

عقد يوم 16 ديسمبر الجاري في بكين ندوة بعنوان" بداية جديدة، أفكار جديدة، ممارسات جديدة ــ ــ الصين والعالم عام 2013". وأشار هوا لي مينغ سفير الصين السابق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة وطهران في كلمته خلال المداخلة التي أبداها في الاجتماع إلى أن الصين ينبغي أن تلعب دور الطاقة الايجابية، وان تتخذ مفهوم التعايش مع الاختلاف لإطلاق دبلوماسية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، بدلا من أن تتنافس للتدخل في اللعبة مع الدول الكبرى الأخرى في المنطقة.

ويعتقد هوا لي مينغ أنه ينبغي على الصين أن تقسم تطوير علاقتها الدبلوماسية مع البلدان النامية إلى عدة مستويات، ولا ينبغي أن تكون على نفس المستوى مع جميع البلدان النامية. المستوى الأولى، الصين والبلدان النامية المجاورة من شرق آسيا، آسيا الوسطى، جنوب شرق آسيا، جنوب آسيا.

المستوى الثاني، الصين و اقتصادات الدول الناشئة في مجموعة «البريك». حيث أن تحول الاقتصادات الناشئة إلى ظاهرة تاريخية جديدة بعد الحرب الباردة، وفي الجولة الجديدة من عملية العولمة الاقتصادية، همش وقضي على العديد من البلدان النامية، حتى أن بعض الدول أصبحت تسمى" دول خارج العالم"، والصين كممثل لهذه المجموعة أصبحت اكبر الرابحين من العولمة، وبالتالي يجب على الصين أن يكون لديها خصائصها في تطوير علاقتها مع هذه الدول.

المستوى الثالث، الصين والبلدان النامية في منطقة الشرق الأوسط. حيث أن هذه العلاقة لها معنى خاص بالنسبة للصين، لان الصين أصبحت ثاني اكبر مستورد للنفط في العالم، وثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم. وقد بلغت واردات الصين من النفط الخام 250 مليون طن في عام 2011، وبلغ الاعتماد على النفط الأجنبي 56.8 ،وتحتل المملكة العربية السعودية ، انجولا، إيران المراكز الثلاث الأولى للدول المصدرة النفط الخام للصين، في حين أن خمس دول من الدول العشرة المصدرة للنفط الخام للصين في منطقة الشرق الأوسط. كما شكلت واردات النفط الخام من الدول الخمسة 47% من إجمالي واردات الصين في ذلك العام، وبالتالي لا ينبغي على المصالح الوطنية للصين أن تتأثر بمجرد انقطاع امتداد النفط من الشرق الأوسط إلى الصين.

وبالتالي، فإن الصين ينبغي أن تلعب دور الطاقة الايجابية في تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط التي تشهدت الاضطرابات حاليا، كما ينبغي أن تحتل موقعا هاما في الدبلوماسية العالمية. أولا، تثبيت العلاقات الثنائية المستقرة مع هذه الدول، ثانيا، منطقة الشرق الأوسط المضطربة، حيث أن البلدان النامية في هذه المنطقة تختلف عن البلدان النامية في سائر أنحاء العالم.أولا، منطقة الشرق الأوسط مهد الإرهاب، بالإضافة إلى أنها منطقة تركيز الجماعات الإرهابية، وأكثر المناطق تضررا من النزاعات العرقية والطائفية. ثالثا، المنطقة الاكثر عرضة للحرب. رابعا، المنطقة الوحيدة في العالم التي استخدمت دولة كبيرة القوة فيها. كما أن الشرق الأوسط منطقة ذات طاقة سلبية كبيرة. لذلك، ينبغي على الصين أن تلعب دور الطاقة الايجابية وأن تأخذ مفهوم التعايش مع الاختلاف لإطلاق دبلوماسيتها الخاصة في الشرق الأوسط، لتعزيز العلاقات الثنائية في المنطقة، بدلا من أن تتنافس للتدخل في اللعبة مع الدول الكبرى الأخرى في المنطقة.

المستوى الرابع، إقامة علاقات دبلوماسية مع القارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية أساسها التعاون والفوز المشترك.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/