تعليق: الصراعات العشرة الأكثر تأثيرا في الأمن الدولي عام 2014(الجزء الأول) (2)

شبه الجزيرة الكورية ... التفاعل الايجابي الأكثر أهمية

في ظل ما تخفيه أزمة شبه الجزيرة الكورية ورائها يبقى من الصعب أن تقدم الكوريتان مبادرة مرنة لبعضهما البعض على حد سواء، والأكثر صعوبة أيضا هي المعارضة الجدية بشأن قضية نزع السلاح النووي.وحسب مؤشرات 2013، ظهور عدم اليقين في جوانب جديدة من الشؤون الثنائية،قد يكون له اثر سلبي على السياسة الخارجية العلاقات بين البلدين:ـ انخفاض معدل دعم رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي من 70% في بداية صعودها خشبة المسرح إلى 40% نهاية العام الماضي.ويرجع السبب إلى عدم تحقيق أهداف الإصلاح الاقتصادي والتشكيك في إدارة الانتخابات أثناء العملية الانتخابية،وفشل في إخماد الصراعات بين الحزب الحاكم والمعارضة.ويعتقد المحللون أن هذا سوف يؤدي إلى الضغط على الحزب الحاكم في عام 2014.لذلك، سواء أن أخطأت كوريا الجنوبية في الحكم وضبط اتجاه السياسة، أو تركيز كوريا الشمالية نحو الخارج لتجنب الصدمات في الوضع السياسي، كلهما سوف يؤدي بسهولة إلى المزيد من الاضطرابات في العلاقات الثنائية ويحتمل أن يخطأ في الهدف.

في الوقت نفسه، لا يزال هناك التفاعل والطاقة الايجابية بين الكوريتين. وحسب التقييم، شهدت العلاقات بين الكوريتين في عهد رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي ارتفاعا نسبيا، حيث لم تتخلى عن الحوار والتعاون في أصعب وقت مرت به، كما أن التزامها لم يكن مجرد مبدأ وطني وإنما أساس الاستقرار. وزيارتها بيونغ يانغ عندما كانت في المعارضة كانت ناجحة جدا،وقد تم توافق في آراء مع الزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ ايل السابق بشأن الخبرات والمعتقدات، والبحث في فرصة تعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب في موجة الانفتاح السياسي مستقبلا، يمكن توقع ذلك أيضا.

أوكرانيا ... توسيع لعبة " دبلوماسية الدولار" بين روسيا وأوروبا

أعلنت الحكومة الأوكرانية فجأة يوم 21 نوفمبر عام 2013 تعليق التحضير لتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية ما بين أوكرانيا من جهة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيها من جهة ثانية، وأثار هذا احتجاجات جماهيرية واسعة في أوكرانيا، وباتت الأزمة السياسية الأكثر خطورة من " الثورة البرتقالية" عام 2004. و لا تسلط الأزمة الضوء فقط على التناقضات السياسة الداخلية العميقة في أوكرانيا،بل ينعكس أيضا على اللعبة الجيوسياسية الشرسة بين روسيا وأوروبا في أوكرانيا. وتعليق أوكرانيا عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لم يعود بربح لروسيا بالرغم من أن يدها عالية في اللعبة.

وفي ظل التخطيط الجيواستراتيجي في روسيا وأوروبا،فإن أوكرانيا في أولويات القمم. ومع التخمير المستمر للازمة السياسية الداخلية في أوكرانيا، دخلت مرحلة لعبة " دبلوماسية الدولار" بين روسيا وأوروبا. ويعتزم الاتحاد الأوروبي تقديم 88 مليون يورو لدعم ميزانية أوكرانيا في عام 2014. وأعلنت روسيا من جهتها تخفيض سعر الغاز لأوكرانيا 1/3 و شراء الديون الأوكرانية البالغة 15 بليون دولار. ويصعب على الاتحاد الأوروبي تلبية طلبات التمويل المقترحة من الجانب الأوكراني للوصول إلى اتفاق في ظل خلفية الانكماش الاقتصادي الحالي في منطقة اليورو. وإمكانية مواجهة الاتحاد الأوروبي الدعم الروسي القوي للعاصمة الأوكرانية و استعادة الوضع عام 2014 يبقى غير واضحا. و يصبح مواجهة أوكرانيا للوضع السياسي الداخلي المعقد، والخروج من الأزمة السياسية قريبا مفتاح لعبة الشطرنج لروسيا وأوروبا.

أمن الانترنيت... قواعد اللعبة أصبحت أكثر تعقيدا

حصل إدوارد سنودن على اللجوء في روسيا لمدة سنة واحدة، مما يسمح له البقاء على الأقل حتى 31 يوليو 2014. فماذا سيحدث قبل انقضاء المدة ؟ حيث تبقى وجهة سنودن غير معروفة بعد انتهاء صلاحية اللجوء في سوريا ،كما أن مزاعم سنودن بأنه كشف فقط عن 1% من البيانات الرئيسية التي بحوزته يجعل مصيره نقطة جذب أساسية في امن الانترنيت عام 2014.

وعد الرئيس الأمريكي باراك اوباما تحت ضغط هائل بمراجعة برامج المراقبة الأميركية ، كما صدر تقرير التقييم مؤخرا واقترح 46 توصية تصحيحية أيضا. ومع ذلك، فإن أمريكا لن تتوقف عن سلوك المراقبة مهما قدمت من إصلاحات في برامج المراقبة.حيث يستمر مكافحة الإرهاب والجريمة وحماية الأمن القومي احد الأسباب المهمة لتنفيذ برامجها للمراقبة مستقبلا. و المدافعون عن الرقابة من وكالات المخابرات الأمريكية والسياسيون لن يتخلوا عنها أيضا. لذلك، حتى ولو لم يكن هناك"بريزم " سوف تكون هناك برامج مراقبة أخرى قد تختلف في قوتها وعمقها واتساعها، ولكن الشاشة نفسها سوف تستمر.

اللعبة الدولية في إدارة فضاء الانترنت ستواصل فى جبهات متعددة، فهل تظل مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة(ICANN) التي تقودها أمريكا الجسم الرئيسي فى إدارة فضاء الانترنيت أم الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات ؟وهل يتخذ نمط الإدارة أطراف أخرى ذات المصالح أم دول ذات السيادة؟وعليه، سوف يستمر تركيز اللعبة الدولية على قواعد القتال عام 2014. في حين قدم فريق ثالث من خبراء أمن الانترنيت تقرير عن السيادة الشبكة في يونيو العام الماضي، و التوافق في الآراء بشأن القضايا مثل القانون الدولي، يؤدي إلى أن تصبح قواعد اللعبة أكثر تعقيدا مثل إرشادات و مفهوم سيادة الشبكة، وقانون الحرب ينطبق على الفضاء الالكتروني وهلم ما جرا.
يتبع......

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/