تعليق: يتعين على الغرب أن يتعاون لا أن يهدد روسيا بشأن أزمة أوكرانيا

يجتمع كبار دبلوماسي روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في جنيف اليوم (الخميس) في مستهل جولة أخرى من الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة المتدهورة بسرعة في أوكرانيا.

لم تعد أوكرانيا متحدة بعد انفصال شبه جزيرة القرم. وقد احتدمت ايضا المشاعر الموالية لموسكو للاستقلال والتكامل مع روسيا في الشرق الأوكراني، وأصبحت الدولة أساسا على شفير التفكك.

ومن المؤسف لكنه حقيقي أن الدول الغربية وليس أقلها الولايات المتحدة لم تلعب دورا صغيرا في اغراق أوكرانيا في هذا المأزق الراهن.

فقد زرع الغرب بذور المواجهة بإثارة السخط والتحريض على الاضطرابات. وحولوا شرارات الاحتجاج الى نار مستعرة اججوا لهيبها بينما تحترق أوكرانيا.

ومن منظور جيوسياسي، تعرض توازن القوى في المنطقة لخلل بعد أن جعلت الدول الغربية روسيا تشعر بعدم الأمان من خلال دفع حدود نفوذها الى مزيد من المناطق الأقرب لموسكو.

ويخشى على نطاق واسع أن يتطور الوضع المتصاعد الى كرة ثلح تتدحرج الى أسوأ مواجهة بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة، وهو سيناريو لن يلحق مزيدا من الألم لأوكرانيا فحسب، وانما سيقوض السلام في المنطقة والعالم.

هناك حاجة إلى تهدئة فورية لمنع لهب الأزمة الأوكرانية من إشعال المنطقة بأسرها وحرق صرح النظام العالمي الحالي بأكمله.

والمخرج الوحيد القابل للتطبيق هو الحل السياسي، ويجب على الأطراف المعنية تفادي أي عمل قد يؤدي إلى تدهور الوضع، وبدء عملية وضع الأساس للحوار.

كما ينبغي للقوى الخارجية أن تتصرف "كرجل إطفاء" لا "كموقد للنار". وتحتاج هذه القوى إلى أن تلعب دورا بناءا بإقناع الأوكرانيين من جميع الجوانب على التزام الهدوء والسعي بشكل مشترك إلى مخرج من الأزمة.

يوفر اجتماع جنيف رباعي الأطراف، الأول من نوعه خلال الأزمة المستمرة منذ أشهر، فرصة، ومن الضروري أن يغتنم المشاركون هذه الفرصة جيدا ويحولون بصيص الأمل إلى مشعل مضيء للحوار والسلام.

وفي الوقت الحالي، يجب أن يظهر الغرب مزيدا من التقدير لما تستطيع روسيا القيام به لحل الأزمة في أوكرانيا، بدلا من تهديد روسيا بعقوبات جديدة. كما ينبغي للغرب توضيح أنه قادر ولديه الرغبة في العمل مع موسكو على حل الأزمة الأوكرانية.

وقبل كل شيء ، وفي ظل تاريخ روسيا الطويل ونفوذها الثقافي في أوكرانيا، يعد الكرملين جزءا أساسيا من هذا اللغز السياسي الفوضوي.

/مصدر: شينخوا/