السفير الصيني يدعو واشنطن الى التزام الحياد الحقيقي إزاء النزاع الصيني-الياباني حول جزر دياويو

واشنطن 17 مايو 2013 /حث السفير الصيني في الولايات المتحدة تسوي تيان كاي واشنطن يوم الجمعة على التزام " الحياد الحقيقي" فيما يتعلق بالنزاع الدائر بين الصين واليابان على الأراضي في بحر الصين الشرقي من خلال الوفاء بوعدها بعدم الانحياز لأحد الأطراف.

وفي مقابلة مع مجلة ((فورين أفيرز)) الأمريكية نشرت على موقعها على الانترنت، أتهم تسوي الجانب الياباني باختلاق النزاع والتوترات بشأن جزر دياويو بلجوئه إلى " تأميم" الجزر في العام الماضي، منتهكا بذلك اتفاق سابق يقضي بتنحية النزاع جانبا.

وقال السفير الصيني " عندما قامت الصين واليابان بتطبيع العلاقات مع بعضهما البعض، قرر قادة البلدين تنحية مثل هذه النزاعات جانبا... وكان الأمر هادئا حول هذه الجزر لسنوات عديدة، حتى قررت الحكومة اليابانية تأميم الجزر في العام الماضي"، مضيفا إن " الإجراء القانوني الذي اتخذته الحكومة اليابانية أثار حقا كل شئ".

ومن اجل حل النزاع، قال تسوي انه يتعين على الصين واليابان الانخراط في مفاوضات جادة للغاية، بيد أن طوكيو غير مستعدة لبذل أية جهود جادة لـ"بدء محادثات جادة للغاية".

وفيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة للمساعدة لحل النزاع بين الصين واليابان، قال تسوي إن "الشئ المفيد جدا الذي يمكن للولايات المتحدة أن تفعله هو أن تبقي في موقف محايد حقا ولا تنحاز لأي طرف".

وأضاف انه على ما يبدو أن واشنطن لم تلتزم بوعدها بالبقاء على الحياد حتى الآن بشأن نزاع دياويو، موضحا إن "المسؤولين بالولايات المتحدة عندما يتحدثون الينا يقولون أنهم لا ينحازوا لأي جانب، وعندما يتحدثون إلى اليابانيين أو يدلون بتصريحات علنية، نسمع شيئا مختلفا "، مشيرا إلى موقف الولايات المتحدة إزاء النزاع..

وأعلنت الولايات المتحدة مرارا انها غير منحازة لأي طرف فيما يتعلق بالمطالب المتنازع عليها بشأن جزر دياويو، التي تعد جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية تاريخيا، لكنها تعارض التحركات الإحادية للاضرار بما يسمي بإدارة اليابان للجزر. وشكت الصين ان الولايات المتحدة تتجاهل حقيقة أن اليابان هي التي اتخذت اجراءات أحادية لتغيير الوضع الراهن.

وفيما يتعلق بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية، قال تسوي أنها " تقدمت بشكل مطرد" في السنوات الأربع الماضية، مضيفا " اعتقد أن هناك تفاهم واضح بين الحكومتين حول الحاجة إلى علاقة بناءة ومطردة-- لترتكز شراكتنا على الاحترام والمنفعة المتبادلين".

وقال إن البلدين عازمتان على عدم تكرار لعبة محصلتها صفر بين قوة صاعدة وقوة قائمة، وذلك من خلال تطوير نوع جديد من العلاقة بين القوي العظمي،مضيفا ان هذا هو الهدف البعيد المدي للبلدين.

وفند الدبلوماسي الصيني المخضرم في المقابلة إدعاءات الولايات المتحدة حول شن هجمات الكترونية من الصين ضد شبكات كمبيوتر أمريكية، قائلا ان الولايات المتحدة لا تملك دليلا قويا لإثبات صحة تلك المزاعم.

وأشار تسوي إلى ان الولايات المتحدة أكثر تقدما من الصين من حيث تطور تكنولوجيا المعلومات و" في موقع أفضل للدفاع عن نفسها وربما القيام أيضا بهجمات ضد الآخرين".

وقال السفير الصيني إن الجانبين بحاجة إلى الجلوس معا لعمل مجموعة قواعد جديدة بشأن أمن الانترنت وإيجاد طرق " يمكن من خلالها العمل معا لمنع تكرار حدوث مثل هذه الهجمات".

وحول التوترات في شبه الجزيرة الكورية، قال المبعوث الصيني إن الصين والولايات المتحدة لديهما الكثير من المصالح المشتركة في هذه القضية، على الرغم من انه قد يكون هناك " أساليب مختلفة قليلا حول كيفية الوصول إلى أهدافنا المشتركة".

وتقوم سياسة الصين إزاء شبه الجزيرة الكورية على ثلاثة مبادئ هي بالتحديد دعم الاستقرار ونزع السلاح النووي وإتباع الوسائل السلمية لحل الخلافات، مضيفا إن الصين ستفعل كل ما يلزم لتحقيق الاستقرار ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

وردا على مزاعم بأن الصين لديها طرقها الخاصة في الضغط على كوريا الديمقراطية ويجب أن تمارس ضغطا حقيقيا عليها، قال تسوي " بالنسبة لتأثيرنا على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ربما ليس كما تصوره وسائل الإعلام ".

وفي شأن القضية السورية، قال تسوي إن الصين تتبع مبدأ " شئون البلاد يجب أن تقررها شعوبها"، مضيفا " ليس للولايات المتحدة ولا الصين حق تقرير مستقبل الدولة".

/مصدر: شينخوا/