تعليق: التهديد الصيني ذريعة قبيحة لتعزيز الجيش الياباني

بكين 29 أكتوبر 2013/ أصبحت النخب السياسية في طوكيو أكثر تمرسا في استخدام صورة مشوهة للصين لدعم اجنداتها السياسية والعسكرية.

وفي أعقاب سلسلة من التصريحات الاستفزازية الصادرة عن رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، سكب وزير دفاعه اتسونوري اونوديرا الوقود على النار اليوم (الثلاثاء)، بقوله ان بكين "تهدد السلام " ب "تسللها" بالقرب من جزر دياويو المتنازع عليها.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة أمريكية الجمعة الماضية، لجأ ابي للخدعة القديمة بخلق عدو زائف، مشيرا الى احتمال استخدام الصين لقوتها لتغيير الوضع الاقليمي الراهن ونقض تعهدها بشأن السعى من أجل تنمية سلمية.

وبشأن قضية جزر دياويو، التى تعد جزءا لا يتجزأ من الاراضي الصينية، فان اليابان هي من تسعى الى ارباك الوضع الاقليمي الراهن. فقد تورطت طوكيو فى مسرحية هزلية لشراء الارض الصينية من ملاكها اواخر العام الماضي، ما اثار خلافات بين أكبر اقتصادين آسيويين.

واذا كان هناك دولة بشرق آسيا تسعى لتعزيز قوتها العسكرية، فهي اليابان. فقد وضعت حكومة ابي اليمينية هذا العام خطة لتعديل الدستور السلمى الموضوع قبل الحرب العالمية. ووضعت هذه الخطوة، التي ستسمح لليابان بتطوير جيش وطني كامل، جيرانها في حالة تأهب نظرا للذكرى المريرة للعدوان الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

وعلاوة على ذلك، يزور اعضاء الحكومة اليابانية دون خجل ضريح ياسوكوني سييء السمعة الذي يكرم 14 من مجرمي الحرب من الدرجة ااولى. وهي اشارة همجية الى تحدي النظام الدولي بعد الحرب.

وتحمل طوكيو الصين مسئولية اثارة التوترات الاقليمية، الا انه من الواضح انها صمت اذانها على ما يبدو عن الرسائل المتكررة التي ارسلتها القيادة الصينية الجديدة بان البلاد ستلتزم دائما بطريق التنمية السلمية.

وما يبعث على القلق بشكل أكبر هو محاولة طوكيو الخفية لاظهار الصين كعدو من أجل تبرير تعزيز جيشها. ومازالت اليابان التى كانت أكبر اقتصاد في آسيا، تأمل الهيمنة على الشؤون الاقليمية.

وهذا الطموح التوسعي هو الهدف من تصريحات ابي عندما تعهد "بالاسهام بشكل أكبر في جعل العالم مكانا أفضل".

فمن أجل جعل العالم مكانا افضل، ينبغي على طوكيو تبني سياسات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار والرخاء فى المنطقة بدلا من اشعال التوترات والاستعداد للحرب.

وحتى تتولى اليابان قيادة الشؤون الاقليمية، ينبغي عليها مواجهة تاريخها في المقام الاول والاعتذار عن الاعمال الوحشية التي ارتكبتها أثناء الحرب. ولا يمكن لليابان الرافضة للاعتراف بغزوها العسكري في الماضي، أقناع جيرانها بعدم محاولة تكرار التاريخ في المستقبل.

والكرة الان في ملعب اليابان، وقد حان الوقت لطوكيو اظهار صدقها والقيام بعمل، بدلا من اشعال حرب كلامية.

/مصدر: شينخوا/