صحيفة الشعب الصينية: الصين تؤكد أن نهوضها ليس عبئا أخلاقيا عليها وتصر على حقها في إقامة منطقة دفاع جوي

بكين 27 نوفمبر 2013 / أثار قرار الصين إقامة منطقة دفاع جوي اعتراضات صاخبة من اليابان والولايات المتحدة لدرجة أن قاذفتين أمريكيتين من طراز بي-52 حلقتا يوم الثلاثاء فوق منطقة الدفاع الجوي في بحر الصين الشرقي دون إبلاغ بكين في تحد لها. لكن جميع الأصوات المعارضة بالإضافة إلى التحركات الاستفزازية لا يمكن أن تغير عزم الصين الثابت على حماية الأمن الوطني والحفاظ على النظام البحري في بحر الصين الشرقي.

ونشرت صحيفة الشعب اليومية الصينية الرسمية اليوم (الأربعاء) تعليقا في افتتاحيتها تحت عنوان "عزم شديد وتحرك قوي" يقول إن "النهوض السريع ليس عبئا أخلاقيا على الصين, وليس أيضا غل يعرقل الصين عن القيام بالتحركات المناسبة", ويؤكد أن "الصين تلتزم بطريق التنمية السلمية, ولديها ثقة كافية بالنفس في تأثيرها الأخلاقي وصورتها الدولية".

وأشار التعليق إلى أن قرار الصين إقامة منطقة دفاع جوي يتفق مع القوانين والممارسات الدولية ويهدف إلى الحفاظ على نظام الطيران فوق بحر الصين الشرقي, وهو أمر طبيعي وعادي تماما, ولكنه أدى إلى توجيه بعض الدول لتصريحات غير مسؤولة واتهامات لا أساس لها إلى الصين بأنها "تسعى إلى تغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي من جانب واحد"و"تصعيد التوترات الإقليمية".

وتابع أنه من الواضح أن هذه الإتهامات مجرد تكهنات غير مبررة ولا أساس لها من الصحة, ما يكشف مرة أخرى عن عقلية "حرام علينا، حلال للطير من كل جنس"، أي يحظر على الصين فعل ما يمكن أن تفعله البلدان الأخرى., وإذا فعلته، فيقال إنها تضمر بالتأكيد دوافع خفية. فالسبب الرئيسي وراء التمسك بهذه العقلية يتمثل في تصاعد مكانة الصين في العالم وتنامي قوتها الوطنية الشاملة.

وأضاف أنه هذا ليس بالأمر الغريب لأن الصين, القوة الصاعدة، لديها نفوذ لا يمكن تجاهله في أمن شرق آسيا, فأي تحرك صيني يثير دائما الكثير من "الردود الحساسة والتكهنات" من قبل دول ما تتخيل أن الصين تستفيد من قوتها المتنامية لتفعل شيئا.

وأوضح أن القانون الدولي لم ينص على حظر إقامة منطقة دفاع جوي, فيمكن لكافة الدول أن تقوم بانشائها وفقا لحاجاتها الدفاعية شريطة عدم انتهاك ميثاق الأمم المتحدة وإتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. فالولايات المتحدة وكندا كانتا من أوئل الدول التي أقامت مناطق دفاع جوي حيث أقامتا منطقتين في عامي 1950 و1951 على التوالي، كما أنشأت مثل هذه المناطق أكثر من 20 دولة مثل اليابان وأيسلندا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وماليزيا والفلبين والهند, ومن ثم فإن إقامة الصين لهذه المنطقة سلوك ذاتي ومناسب لدولة ذات سيادة ولا سيما وأنها قد أعلنت أيضا أن مثل هذه الخطوة لا تستهدف أي بلد أوهدف بعينه.

وشدد على أن إقامة الصين منطقة دفاع جوي تتوافق تماما مع القانون الدولي والتحركات الاعتيادية الدولية، وغرضها هو الحفاظ على الأمن الوطني وحماية نظام الطيران فوق بحر الصين الشرقي والالتزام بمبادئ الانفتاح والشفافية، ما يدل على أن الصين ترغب في اعتماد إطار نظامي وقانوني للحفاظ على السيادة، ما يساعد على تعزيز الثقة الأمنية المتبادلة والتفاعل الإيجابي مع دول الجوار.

وأكد التعليق أن "النهوض السريع ليس عبئا أخلاقيا على الصين, وليس أيضا غل يعرقل الصين عن القيام بالتحركات المناسبة. فنحن نأمل في مزيد من التفهم, ونستعد لبذل المزيد من الجهود لشرح وتسهيل العمل, لكننا لن نتخلى عما ينبغى القيام به، تصديقا للمثل القائل "أمضى في طريقك ولا تلتفت للناعقين".

ولفت التعليق إلى أن "الوقت كفيل بأن يثبت في النهاية أن هذه التشويهات لا أساس لها من الصحة", مشيرا إلى لم يكد شهر يمر على الهجوم، الذي وقع في ميدان تيانانمين يوم 28 أكتوبر وقوبل بتغطية مكثفة من وسائل الإعلام الغربية وانتقادات غربية خبيثة تجاه السياسات الدينية الصينية, حتى أعلنت حركة تركستان الشرقية الإسلامية مسؤوليتها عنه, ولكننا "لم نشهد من أولئك الذين شوهوا صورة الصين أي توبة. إن من نشروا شائعات ولم يتحملوا المسؤولية عنها يعكفون الآن على ضخ شائعات جديدة، وهذا النوع من "اللا مبالاة وجنون العظمة لديهم مذهل حقا".

واختتم التعليق بقوله إن الصين ترفض التدخلات غير المعقولة والاتهامات غير المبررة من اليابان بشأن منطقة الدفاع الجوي, ونشدد مرة أخرى هنا على أن جزر دياويو والجزر التابعة لها هي أراضي صينية منذ العصور القديمة وتغطية منطقة الدفاع الجوي الصيني لها أمر طبيعي, محذرا بأن "إرادة الصين في الدفاع عن مصالحها الأساسية الوطنية صارمة, والإجراءات التي ستتخذها قوية أيضا".

ومن جانب آخر, رأى خبراء صينيون أن إقامة الصين لمنطقة الدفاع الجوي في بحر الصين الشرقي هي من متطلبات الدفاع الوطني, ويجب على الأطراف المعارضة لها أن تتفاوض مع الصين لتسوية الجدل عليها, مؤكدين أن الجيش الصيني سيتخذ إجراءات مناسبة لحماية سيادة البلاد.

وقال اللواء طيار تسياو ليانغ, الأستاذ بجامعة الدفاع الوطني الصيني، إن منطقتي الدفاع الجوي للصين واليابان تشهدان تداخلات فيما بينهما, وهذا أمر لا مفر منه, ولاجدوى لإنكار اليابان لوجودها, داعيا الحكومة اليابانية إلى إجراء مفاوضات مع الجانب الصيني لتسوية الجدل بينهما لأنه ليس من الحكمة شن حرب من أجلها, بل يمكن إيجاد حل لهذا النوع من المشكلات القائمة في المنطقة المشتركة.

وأضاف تسياو أنه داخل منطقة الدفاع الجوي, يمكن لطائرات الدول إجراء اتصالات عادية لتحديد الهوية بغرض الدفاع الجوي من أجل التأكد من عدم وجود طائرات معادية تريد دخول المنطقة, وإذا ما أصرت على دخولها في تجاهل لتحذيرات الجانب الأخر، فيمكن للجانب الأخر أن يقوم بإسقاطها.

كما أكد لو يوان, أمين عام ونائب الرئيس التنفيذي لجمعية تطوير الثقافة الاستراتيجية الصينية، على حق الصين في إنشاء المنطقة, قائلا "ليس من حق دول أخرى التدخل في هذا الأمر".

وذكر لو أن الصين أعلنت إقامة منطقة دفاع جوي وليس منطقة حظر طيران, فالصين تحترم حقوق الطيران لمختلف الدول وحرية الطيران في إطار القانون الدولي.

وحذر لو الولايات المتحدة من توجيه تهديدات تتمثل في "أنها لن تغير خططها الرامية إلى إجراء مناورات بحرية في بحر الصين الشرقي", قائلا إنه "إذا خضعت الولايات المتحدة لقرارات هيئة إدارة منطقة الدفاع الجوي الصينية, فتظل تتمتع بحرية الطيران في المنطقة. لكن إذا لم تخضع لها وأتخذت إجراءات أحادية الجانب في تجاهل لتحذيراتنا, فستتخذ القوات المسلحة الصينية خطوات دفاعية طارئة رغم المناورات أو الاستفزازات".

/مصدر: شينخوا/