هوانغ جيان هوي: نمط الحضرنة الجديد يعني تمدن الإنسان

عقد إجتماع اللجنة المركزية حول اعمال الحضرنة بين 12 و 13 ديسمبر الحالي في العاصمة بكين، وألقى الرئيس الصيني شي جين ببنغ خلال الإجتماع كلمة هامة، حلل فيها وضع نمو الحضرنة، ووضّح الأفكار القيادية في دفع عملية الحضرنة، والأهداف الرئيسية، المبادئ الأساسية، والمهام الرئيسية. في ذات الوقت، تحدث رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في كلمته عن النقاط الرئيسية في أعمال الحضرنة، وطرح تخطيطا مفصلا حول دفع عملية الحضرنة، وقدم في ذلك مداخلة مختصرة. وفي هذا الصدد قام نائب مدير معهد أبحاث بنك التنمية الصيني الأستاذ هوانغ جيان هوي بشرح إستراتيجية النمط الجديد من الحضرنة في الصين.

وأشار هوانغ جيان هوي إلى أن تحليل الإطار الأساسي لعملية الحضرنة في الصين ينقسم إلى جانبين: أولا العلاقة بين الحضرنة والتصنيع، لأن الحضرنة العصرية مرتبطة بعملية التصنيع، وأمريكا وأروبا كانت على هذا النحو. ثانيا هو العلاقة المنطقية بين البنية العمرية للسكان وسياسة تخطيط الإنجاب والخلفية التعليمية والحضرنة. وأكد على دراسة مشاكل الحضرنة الجديدة في الصين يحتاج أيضا للتفكير في البنية التضاريسية والجيوسياسية للصين، والبحث عن نماذج مختلفة حسب المناطق. وبالنظر من الخارطة الصينية، نجد أن الجبال والهضاب والتلال تمثل 66% من مساحة الصين، في حين تمثل السهول 34%، وتتركز الجبال والهضاب في المناطق الغربية، وهذه الخاصية أكسب توزع الحضرنة في الصين سمة ثابتة. من جهة ثانية، على إستراتيجية الحضرنة في الصين مستقبلا أن تحلل البنية الواقعية للسكان ومشاكل جودة السكان، ولا يمكن النظر ببساطة إلى كمية الإستثمارات التي سيجلبها الطلب.

في ذات الوقت لخص الأستاذ هوانغ القوانين المشتركة لعملية الحضرنة في التالي: أولا، الترابط الوثيق لنمو الحضرنة بمستوى التنمية الإقتصادية. ثانيا، ظهور النمو على نمط S، وفي الوسط هناك بعض النمو غير الخطي. ثالثا، التأثير المتزايد للعولمة والمعلوماتية على الحضرنة. رابعا، علاقة المدن بالأرياف تبقى التضارب الرئيسي داخل عملية الحضرنة. خامسا، ضرورة ريادة السوق وإرشاد الحكومة. سادسا، دفع علمية الحضرنة من خلال الإبتكار. سابعا، تراجع المدينة.
كما قام الأستاذ هوانغ بتحليل المشاكل التي يواجهها نمو الحضرنة: أولا، إستمرار توسع الموارد التي يستحوذ عليها سكان المدن، وإستمرار توسع الطلب، في حين أن العرض محدود جدا، بما في ذلك نقص موارد الارض والتناقض الزراعي، إلى جانب إستمرار تصاعد الإستحواذ على الموارد بسبب نزوح سكان الأرياف إلى المدن. من جهة أخرى، هناك أزمة طاقية. ثانيا، هامش وحجم الحضرنة كبير جدا، لكن طاقات التحمل الإقليمية غير متوازنة، وحصة مختلف المناطق من الموارد المائية والثروات الأرضية غير متوازنة. ثالثا، القيمة المضافة لبيئة ومجتمع الحضرنة في حاجة للإرتفاع. اختلاف سرعة تقدم بناء الحضرة وبناء القوة الناعمة، ورغم نسبة الحضرنة عالية، لكن قدرات البحث والتطوير، وقدرات الإبتكار العلمي لاتزال متخلفة نسبيا. رابعا، العديد من التحديات المتعلقة بسوق العقارات والمرتبطة بالحضرنة. بعد تأسيس بنك التنمية الصيني، كان الإهتمام الرئيسي خلال أكثر من 10 سنوات هو تحسين البنية الأساسية. ومجابهة حاجيات النمط الجديد من الحضرنة في المستقبل، وهذا في حاجة إلى التسريع في تشكيل منظومة وطنية للتمويل.

　وفي ما يخص المشاكل التي ظهرت، يقدم الأستاذ هوانغ بعض النصائح على مستوى تشكيل المنظومة: أولا، يجب ترقية بناء البيئة وابتكار السياسات. ثانيا، مخططات تنمية المدن وأنظمة الأراضي ونظام التسجيل في حاجة إلى أن يتحسن تدريجيا، وليس ببساطة منح المنازل وحق الإقامة لسكان الأرياف في المدن. ثالثا، في جانب التمويل، الإستثمار في البنية التحتية يختلف عن الإستثمارات في الصناعات العادية، والخاصية الأساسية هي المصلحة العامة، والمصلحة الإجتماعية، وطول مدة الإنشاء، ونقص السيولة، وعدم وجود سيولة مباشرة. ومن الأفضل أن يعمل نموذج التمويل المستقبلي على إجراء تغييرات على السياسات المالية للأراضي، ورهن الأراضي. رابعا، تنسيق قدرات مختلف الجهات، وزيادة قدرات العرض الواقعية لقطاع العقار، إلخ.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/