تعليق: آبي يلحق العار باليابان وبرانديت يمجد ألمانيا

بكين أول يناير 2014/ يوم رأس السنة عادة ما يكون لحظة للفرح والاحتفال وأيضا وقفة للتأمل والاستبطان.

ولهذا السبب من المقلق بشكل خاص رغم أن العالم يتقدم من عام الى آخر، إلا أن شينزو آبي يقود اليابان الى التراجع بعيدا عن المسار الصحيح للتاريخ.

قبل أقل من أسبوعين، قام رئيس وزراء اليابان الحالي باستفزاز مشين ضد جيرانه الآسيويين والعالم بأسره بزيارته لضريح مثير للجدل يمجد 14 من مجرمي الحرب من الطبقة الأولي في الحرب العالمية الثانية.

وترتقي هذه الخطوة المشينة الى إنكار سافر للفظائع الإمبريالية البغيضة التي ارتكبتها اليابان خلال هذا الفصل المظلم من الإنسانية ورفض صارخ للمواجهة والتعلم من دروس التاريخ.

وفقدان آبي الواضح للأمانة التاريخية يتناقض بشكل مخجل مع شجاعة ورؤية مستشار ألمانيا الغربية الراحل فيلي برانديت الذي جثا على ركبتيه قبل 34 عاما أمام نصب ضحايا انتفاضة الغيتو في وراسو عام 1943 في تصرف عفوي يعبر عن الندم الحقيقي.

لم يقل برانديت أي كلمة، لكن اعتذاره الصامت قال الكثير: ألمانيا تندم عن تاريخها، ومستعدة للتعويض عن الماضي، وتقف على أهبة الاستعداد لكسب الثقة الدولية التي تحتاجها للمضي قدما.

لحظة الندم الصادقة والتأمل العميقة لبرانديت وغيره من قادة المانيا الآخرين مهدت الطريق لأمتهم لتكون مقبولة من المجتمع الدولي, ففي اللحظة التي جثا فيها برانديت، قامت أمته.

والواضح أن آبي لم يستوعب الدرس. وخضع لعناصر يمينية متطرفة على نحو متزايد في الدوائر السياسية اليابانية، ويقود اليابان الى طريق خطير من الاستفزاز والعزلة.

قال برانديت ذات مرة إن أولئك الذين نسوا التاريخ كانوا في قلوبهم مرض. يجب أن يكون صوت الجوقة الدولية بالإدانة والقلق ردا على زيارة آبي مدويا بما يكفي لحقن بعض الرصانة في شرايين القيادة اليابانية.

وباعتبارها قوة اقتصادية وسياسية من الوزن الثقيل، تتحمل اليابان المسئولية الملازمة بلعب دور بناء على الساحتين الإقليمية والدولية. ويجب أن يدرك آبي وغيره من الساسة اليابانيين الذين يشبهونه في التفكير انهم الآن ينفخون المزيد من عدم اليقين في منطقة مضطربة بالفعل.

إن السلام العالمي والاستقرار الاقليمي بحاجة الى يابان صادقة وحسنة التصرف. وعلى الشعب الياياني والمجتمع الدولي التكاتف معا للتأكد من أن اليابان تتصرف على هذا النحو.

/مصدر: شينخوا/