تعليق: صدق آبي تجاه التاريخ يخدم اليابان ذات الكبرياء

بكين 11 فبراير 2014 / في مناسبة الاحتفال بيوم تأسيسها الوطني، دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مواطنيه إلى التعبير عن احترامهم العميق لجهود أجدادهم والمضي قدما بيابان فخورة .

ومن الصحيح بلا جدال ان يستغل زعيم سياسي اليوم الوطني لبلاده "لاستدعاء ذكرى تأسيس البلاد مجددا وتغذية عقلية حب الوطن"، إلا ان جهود آبي الاخيرة لتبييض وجه تاريخ العدوان الياباني تفتفر الى الصدق وتلوث اللحظة المقدسة. ولنوضح أن اولئك الاجداد الذين ذكرهم آبي ليس من بينهم مجرمو الحرب الذين قتلوا ملايين المواطنين في الدول المجاورة ومنها الصين خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما يجعلهم مصدرا للخزي وليس الفخر للدولة الجزيرة. وفي الحقيقة، فإن الاعتراف بالفترة السوداء من التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية، كما فعلت المانيا بعد الحرب التي استمرت ستة اعوام، هو الذى يمكن اليابان من نيل المزيد من الاحترام من جيرلنها وتقوية فخرها الوطني.

ومما يرثى له ان ابي فشل في تعلم الدرس من مستشار المانيا الغربية الراحل ويلي برانت، الذي ركع امام النصب التذكارى لضحايا انتفاضة جيتو وارسو في 1943 ورفع ألمانيا كلها بندمه الصادق. وفي المقابل، زار رئيس الوزراء الياباني الحالي فى ديسمبر الماضى ضريح ياسوكوني سيء السمعة الذي يكرم 14 من مجرمي الحرب العالمية الثانية من الطبقة الاولى،متجاهلا الرغبة المشتركة للسلام والتنمية في اليابان والدول الاخرى. وما يكمن خلف انكار ابي المستمر للتاريخ وتجاهله له هو انه بحاجه الى اصوات الناخبين المحافظين من التيار اليميني حتى يتمكن من البقاء داخل الميدان السياسي. وبسعيه الى ارضاء عناصر التيار اليميني المتشدد في السياسة اليابانية، فإنه يطارد مصالحه الشخصية على حساب الأمة كلها، ليقود اليابان الى طريق خطر للاستفزاز والعزلة. ومن المعروف جيدا في المجتمع الحديث ان فخر الرجل لا يأتي فحسب من قدراته الخاصة بل انه يحتاج ايضا الى اعتراف الاخرين واحترامهم. وهو ما يسلم به المجتمع الدولي على نطاق واسع. وبلا شك، فإن نظرته الملتوية للتاريخ تتصادم مع رغبته الخاصة لمستقبل البلاد. وبالنسبة لتحقيق حلم اليابان الفخورة، فإنه يحتاج الى ان يكون اكثر صدقا حيال التاريخ.

/مصدر: شينخوا/