"آلهة المياه الصينية" تسقي الأفارقة ماء الحياة

ذهب لي بولي نائب مدير محطة البيئة الجيولوجية بمقاطعة هوبى إلى إفريقيا مرة أخرى بعد عيد الربيع في فبراير هذا العام. وقد نسي تحديدا كم ذهب من مرة إلى أفريقيا، لكنه مازال يتذكر المرة الأولى التي دخل فيها إلى إفريقيا في ربيع عام 1998 رفقة 7 شركاء. لذا كانت الأوقات التي قضها مع أهله خلال 16 سنة الماضية، قليلة جدا. وسبق أن أقام في إفريقيا بعيدا 4 سنوات و5 أشهر.

يعد نقص المياه أكبر مشكلة في أفريقيا، حيث لا توجد العديد من الأنهار، في حين تتميز القارة بثرائها بالمياه الجوفية، ولذا فإن الآبار هي مصدر المياه الوحيد بالنسبة للسكان.

ومنذ أن وضع لي بولي وفريقه أقدامهم على هذه أرض إفريقيا الساحرة حتى بدؤوا حفر الآبار في الأرياف والقبائل. وعندما كانوا يحفرون الآبار كانوا يلاحظون تجمع القرويين من حولهم، ويقفزون فرحا عندما يرون مياه الآبار، ويتناقلون البشرى بينهم، ويقدمون الأطعمة اللذيذة لعمال الحفر. هذا الفرح والإمتنان الحقيقي من قلوب القرويين جعل لي يشعر بالمعنى الحقيقي للعمل. لأن حفر بئر واحدة تجنب الكثير القرويين مشاق الحصول على الماء، أو شرب المياه الملوثة. لذا ظل لي يبذل جهودا دؤوبة في ابتكار معدات التكسير من أجل تكثيف مياه الآبار.

وقد بلغ عدد الآبار التي حفرها لي وفريقه في إفريقيا 3900 بئر خلال الـ 16 سنة الأخيرة، وأنشأ 8 أنظمة لتوزيع المياه في المدن والقرى، ما أسهم في تذليل صعوبات حصول الأفارقة على الماء، لذا يثني عليه السكان المحليون ويصفونه بـ " آلهة المياه الصينية".

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/