|
|
يطلق علي مسجد دونغسي أيضاً اسم مسجد فامينغ، بني عام 1447 في عهد أسرة مينغ، ثم أعيد بناؤه بأموال من المسلم /تشن يو دو/ من قومية هوي الذي كان يعمل في مقر المسؤول العسكري المحلي.
في عام 1450 كتب الإمبراطور داي تسونغ من أسرة مينغ المقاطع الصينية الثلاث "تشينغ تشن سي" (معناها مسجد) بخط يده على لوحة لتقديمها لهذا المسجد، لذلك سمي المسجد في ذلك الوقت بـ"المسجد الحكومي".
المسجد مكون من فناء أمامي وفناء متوسط وفناء خلفي، مساحته هكتار واحد. ومن البنايات الرئيسية فيه مصلى وقاعات جنوبية وشمالية لتلاوة القرآن الكريم ومكتبة وميضأة. يقع المصلى على الجانب الغربي في الفناء الأمامي، مساحته 500 متر مربع، يسع لـ500 مُصلٍ، ارتفاعه 15 متراً، الجزء الأمامي منه عبارة عن هيكل خشبي ذي تصميم قديم وبسيط، وعلى شكل قصر تقليدي صيني، داخله 20 عموداً ملوناً كبيراً، قطر الواحد منها 48 سنتميتراً، ومرسوم عليها زهور اللوتس الذهبية.
وعلى العوارض الأفقية الوسطى بعض الآيات القرآنية المكتوبة بالخط الكوفي على خلفية ذهبية اللون. مؤخرة المصلى مبنية من القراميد على شكل قبة بدون عمود. في عام 1486 بنيت مئذنة مربعة من طابقين وذات قمة مدببة، ثم انهارت إثر زلزال حدث في أخر سنة من فترة حكم الإمبراطور قوانغ شيوي من أسرة تشينغ.
لا يزال إبريق نحاسي كان موجوداً على المئذنة محفوظاً في المسجد اليوم، مسبوك على جانبه الداخلي 6 مقاطع صينية بمعنى "صنع في سنة بينغ فو من فترة حكم الإمبراطور شنغ هوا". يوجد في الفناء نصبان من عهد أسرة مينغ، الكلمات المنقوشة عليهما ليست واضحة.
كان بين النصبين جوسق ومبخرة نحاسية كبيرة. في الجانب الجنوبي للمصلى لوحة عليها 100 مقطع صيني لتمجيد فضائل رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وضعت هذه اللوحة عام 1579 في عهد أسرة مينغ. على الوجه الخلفي للوحة كلمات عربية بينها 4 مقاطع صينية. داخل المسجد مكتبة تُحفظ فيها مؤلفات وآثار إسلامية قديمة بينها مخطوطة للقرآن الكريم يعود تاريخها إلى عام 1318، كتبها محمد ابن أحمد بحروف منظمة وجميلة، وتعتبر من روائع نسخ القرآن الكريم في العالم. وتوجد زهرية خزفية قطرها 80 سنتيمتراً من أعمال فترة أسرة مينغ، بها عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" مكتوبة بلون أزرق على خلفية بيضاء.
يجمع أسلوب بناء المسجد خصائص معمار أسرة مينغ والأسلوب العربي معا. كان المسجد ولا يزال مركز الثقافة والتعليم الإسلامي ببكين. أنشئت مدرسة متوسطة إسلامية فيه عام 1926، ثم انتقلت إليه مدرسة تشنغدا للمعلمين من مدينة جينان بمقاطعة شاندونغ عام 1929؛ أقيمت فيه مكتبة فوده عام 1936؛ ثم أقيم معهد بيبينغ للعلوم الإسلامية عام 1947.
نشر المسجد أيضاً دوريات ثقافية وأكاديمية إسلامية مثل مجلة ((يويه هوا)) و((جماهير هوي)). بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، خصصت الحكومة اعتمادات مالية مرتين لعمليات ترميم للمسجد واسعة النطاق. وعدد المصلين الأجانب الذين يرتادونه أكثر من المساجد الأخرى سواء في الأيام العادية أو في الأعياد. ويوحد به مقر جمعية بكين الإسلامية ومعهد بكين للعلوم الإسلامية. ضم إلى قائمة الوحدات الأثرية المحمية الرئيسية بمدينة بكين عام 1984.