نجوم السينما عبر العصور معايير الجمال تتنوع (2)

الرومانسية الثورية

خلال السنوات الأولى لتأسيس الصين الجديدة، كان تركيز السينما منصبا على أبطال الثورة. وسميت أفلام تلك الفترة بالأفلام الحمراء، وكان غالبية أبطالها من العمال والجنود والنساء العاملات.

أدى التحول إلى السينما الثورية الحمراء إلى تغير هائل في الفنون السينمائية. تحولت السينما من التركيز على العائلات الغنية إلى الطبقات العاملة، وتطلب ذلك بالتالي لباسا موحدا في اللون والطراز، بدلا من مظاهر الترف المتجسدة بمعاطف الفرو، وبرزت المظاهر الطبيعية، بدلا من مكياج الوجه وأحمر الشفاه.
ومن أبرز فناني تلك الفترة سون داو لين ((1921-2007)) وشانغ قوان يون تشو ((1920-1968)).

في الصين القديمة، كان سون داو لين يلعب أدوارا كوميدية، وأخرى تجسد شخصيات مثقفة قديمة. وبعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949، لعب دور البطولة في أكثر من عشرة أفلام. وأشهر أدواره دور ضابط بجيش التحرير الشعبي الصيني، في فيلم ((جنود الاستطلاع عبر نهر اليانغتسي))، ودور عميل المخابرات في فيلم ((الموجة لا تنتهي))، ودوره في فيلم ((أساتذة لعبة الشطرنج))، وهو من إنتاج صيني- ياباني مشترك. كانت إمكانياته الفنية واضحة في تلك الأفلام، ما جعله قدوة تحتذى للأجيال الفنية القادمة.

دخلت شانغ قوان يون تشو، عالم السينما عام 1941، في أول ظهور لها على الشاشة بأدوار جسدت المرأة الغنية، أو الوجه الاجتماعي، أو زوجة خائن للبلاد.
في عام 1955، مثلت دور قائدة عصابة، في فيلم ((قصة الجزيرة الجنوبية))، حول مقاومة الاحتلال الياباني خلال غزوه لجزيرة هاينان، وكان ذلك الدور منعطفا غير صورتها في السينما. شاركت أيضا في فيلم ((أختان على المسرح)) و((ربيع مبكر في فبراير)) و((عودة الحياة لأشجار ذابلة)). حققت جماهيرية واسعة بفضل أدائها والصور المتميزة التي ظهرت بها في أدوارها.

بحلول عام 1962، أخذت ملصقات صور نجوم السينما الصينيين تحتل أماكن واسعة في واجهات المسارح ونوادي العمال في معظم مدن البلاد، محتلة أماكن كانت حكرا على نجوم السينما من الاتحاد السوفيتي آنذاك. وشهد ذلك العام، ظهور أول مجموعة من نجوم السينما في الصين الجديدة، لا سيما تشاو دان وسون داو لين وباي يانغ وشيه فانغ وشانغ قوان شون تشو ووانغ شين قانغ وتشو شي جيوان ووانغ شياو تانغ، وآخرين. لقد جسدوا جميعا قيم الفن والجمال الإنساني.

ومن بين الأفلام التي عرفت بالحمراء، كان فيلم ((نضال في مدينة قديمة))، بطولة وانغ شين قانغ، الذي لعب دور جندي ذي روح بطولية. وحظي أداؤه بإعجاب الجماهير، وبات نموذجا يحتذى بين الفنانين من الأجيال اللاحقة. شارك في بطولة ذلك الفيلم أيضا الممثلة وانغ شياو تانغ، التي أصبحت لاحقا معشوقة جماهير السينما.

في ستينات وسبعينات القرن الماضي، أضحت المظاهر النموذجية سائدة بين الفنانين والفنانات. وأصبح التميز بين الفنانات يتجسد في العيون الواسعة والحواجب المرفوعة، بينما يتميز الفنانون الرجال بالسحنة الغامقة والجسد المفتول. ولم يعد لأدوار الأنوثة الفائقة مكان في السينما الصينيية. كانت الموضوعات الرئيسية لأفلام تلك الفترة تركز على الثورة والعمل، وقد جسدها خاصة الفنانان لي شيو مينغ ويوي يانغ. كانت أدوارهما تتطلب قدرا من الشجاعة والجرأة، وقليلا من العواطف.

[1] [2] [3]

/مصدر: الصين اليوم/