بكين   مشمس 9/-3 

نجوم السينما عبر العصور معايير الجمال تتنوع (3)

2013:02:26.15:40    حجم الخط:    اطبع

التنوع

منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين في نهاية سبعينات القرن العشرين، بدأ نجوم من هونغ كونغ وتايوان، أمثال لين تشينغ شيا ولين فنغ جياو وتشانغ مان يوي، الظهور في أفلام من إنتاج بر الصين الرئيسي. ساهم هذا التطور في توسيع تقدير رواد السينما للجمال الأنثوي. كانت تشن تشونغ، التي تحمل الجنسية الأمريكية حاليا، أول ممثلة صينية تظهر في دور ناطق بالإنجليزية في فيلم من أفلام الغرب. قبل ذهابها للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، حققت سمعة فنية بفضل دورها في فيلم ((الزهرة الصغيرة)) عام 1979، وحصلت في عام 1981 على جائزة "المائة زهرة". في عام 1987، حققت شهرة عالمية بدورها في فيلم ((الإمبراطور الأخير)) الذي حصل على تسع جوائز أوسكار، للمخرج الإيطالي بيرتولوتشي.

كان اختيار المخرج الصيني تشانغ يي مو للممثلات الرائدات، شاهدا على التغيرات في تقدير الجمهور للجمال الأنثوي على مر السنين. وكانت قونغ لي وتشانغ تسي يي، أول اختياراته.

ظلت قونغ لي على مدى سنوات الممثلة الصينية التي يستهوي جمالها قلوب الغربيين. وعندما رآها الكاتب مو يان، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2012، ومؤلف رواية ((الذرة الحمراء))، التي حولها المخرج تشانغ يي مو إلى فيلم ناجح، قال للمخرج إنه يشك في دقة اختيارها لتمثيل دور رئيسي في الفيلم. لكنها أثبتت عدم صحة شكوك الكاتب، وحققت نجاحا متميزا، وحصلت على جوائز في معظم الأفلام التي أخرجها تشانغ يي مو، خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وقد اختارها المخرج تشن كاي قه، لبطولة فيلمه ((وداعا محظيتي))، الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية للأفلام الناطقة بالأجنبية في مهرجان كان السينمائي الدولي.

أبطال ومستضعفون

في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، كان الممثل تانغ قوه تشيانغ معبود جماهير السينما، بفضل جدية مظهره التي أهلته للعديد من أدوار الشخصيات الثورية. ومنذ بلوغه منتصف العمر، أخذ يؤدي أدوارا شملت شخصية الزعيم ماو تسي تونغ، والاستراتيجيين العسكريين القدامى، وأظهر براعة فنية في أداء تلك الأدوار. وهناك ممثلان يعتبران الأكثر نجاحا في الصين، هما قه يو وجيانغ ون. تمكن الممثل قه يو، المولود عام 1957، من كسب شعبية كبيرة ليس بفضل أدواره الرئيسية فحسب، بل بفضل طبيعته الفكاهية المميزة. وكان لشكل فمه الشبيه بالزهرة، وعظام خديه الناتئة، وحلاقة شعره بالكامل في معظم أدواره، أثر في جعله مفضلا لدور المضاد للبطل، أو المستضعف الذي يظهر مرونة وحكمة غير تقليدية. يعتبر قه يو من أفضل الممثلين في تاريخ السينما الصينية، وقد شارك في أكثر من خمسين فيلما، منها ((وداعا محظيتي)) و((من أجل الحياة))، و((الجنازة الكبيرة)). في عام 1994، أصبح قه يو أول ممثل صيني يحصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي، لدوره في فيلم ((من أجل الحياة)). أما الممثل والمخرج جيانغ ون، خريج الأكاديمية المركزية للدراما، عام 1984، فهو مثال آخر على أن الوسامة ليست شرطا أساسيا للنجاح في العمل السينمائي. فقد حظي هذا الممثل بالإعجاب لدوره المميز في فيلم ((بلدة الخبّيزة)) عام 1986، حول فترة الثورة الثقافية، قبل أن ينال شهرة أوسع في فيلم ((الذرة الرفيعة الحمراء))، الذي حصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي. وفي نهاية التسعينات، بدأ إخراج بعض الأفلام التي شارك في تمثيل أدوار فيها، مثل ((في حرارة الشمس)) و ((الشياطين على الأبواب)) و((الشمس تشرق كالعادة)) و((ليتطاير الرصاص)). يحظى جيانغ ون بالتقدير والاحترام كممثل وكمخرج.

تقدير أوسع

بشر القرن الجديد بتسارع تسويق وتجارة الأفلام الصينية. وأصبح لدى الجمهور حاليا معايير متنوعة للتقييم الجمالي والفني. وأخذ نجوم السينما من هونغ كونغ وتايوان، يلعبون أدوارا أكبر في سوق الأفلام ببر الصين الرئيسي، وظهرت موجات جديدة من النجوم لتحل محل نجوم الأمس.

وبفضل هذا التنوع في المعايير وولادة المزيد من نجوم الفن، يبدو أن السينما تكسب جمهورا واسعا غير مسبوق، باعتبارها المجال الترفيهي المميز الآن وفي المستقبل. وتتوسع سوق السينما بشكل متواصل، وهو ما يفسر التقييم الواسع لمزيد من التنوع في الأداء. وفي هذه المرحلة المتميزة بطيفها الشاسع للأذواق والاختيارات الشخصية، يمكن أن يكون كل فنان متميز بالأداء الحقيقي، نجما مستقبليا في سماء الفن.

[1] [2] [3]

/مصدر: الصين اليوم/

تعليقات