الذكرى العاشرة لحرب العراق بعيون الخبراء الصينيين (4)

رابعا: ماذا جلبت حرب العراق للبشرية خلال الـ10 سنوات؟

10 سنوات من حرب العراق مثلت التدنيس الذي قامت به "الأحادية" للسلام البشري. وقد أصبح اللجوء الأحادي إلى العنف بعيدا عن الأمم المتحدة محل شجب عالمي في الوقت الحالي. فما هي التغيرات التي طرأت على البنية الدولية خلال هذه الـ10 سنوات؟ وماذا جلبت حرب العراق بالضبط للبشرية؟

قوه شيوان قنغ، نائب مدير المركز الصيني لدراسات القضايا الدولية: تطوي الحرب العراقية عامها العاشر وقد جلبت تأثيرات كبيرة. أولا، توسع التصدع بين ضفتي المحيط الأطلسي، حيث طرأت تغيرات كبيرة على العلاقات الأمريكية الأوروبية بسبب حرب العراق، وظهر بينهما خلاف كبير، حيث رفضت كل من فرنسا وألمانيا شن حرب على العراق دون اللجوء إلى الأمم المتحدة. ثانيا، أمريكا نفسها تعرضت إلى جرح كبير، خاصة على المستوى الإقتصادي، وهذا أحد الأسباب التي أدت الأزمة المالية في أمريكا لاحقا. ثالثا، حدوث تغير كبير في موازين القوى بمنطقة الشرق الأوسط، فبعد سقوط نظام صدام أصبح الشيعة هم الذين يسيطرون على دوائر الحكم، وكانت إيران هي الرابحة من الوضع. ولأن إيران تعد دولة شيعية بإمتياز، أصبح التأثير الإيراني في الشرق الأوسط أوسع نطاقا، وهو ما أحدث تغير في موازين القوى في الشرق الأوسط لم يكن في صالح الولايات المتحدة الأمريكية. لذا يمكن القول أن الصدمة التي أحدثتها حرب العراق على البنية الدولية كانت كبيرة وعميقة، وهي لاتزال قوية حتى بعد مرور 10 سنوات على الحرب، كما أصبحت أكثر وضوحا بالنسبة للمتابعين.

[1] [2] [3] [4]

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/