تقرير اخباري : الجيش اللبناني يسيطر على مجمع لشيخ سني سلفي بجنوب لبنان (2)

وشدد قهوجي على أن "الجيش جيش وطني ولا يفرق بين طائفة وأخرى ومذهب وآخر، وهو لجميع اللبنانيين، ويسمو باحتضانهم له وحريص على علاقته مع جميع الطوائف والقوى السياسية على حد سواء شرط احترامها القانون والحفاظ على المؤسسات."

وكانت قيادة الجيش قد أكدت في بيان حرصها التام على دور العبادة وحياة المواطنين داعية "المسلحين الذين اعتدوا على مراكز الجيش والمواطنين والمعروفين بالنسبة الينا الى القاء السلاح وتسليم انفسهم فورا الى قوى الجيش حرصا على عدم إراقة المزيد من الدماء."

وفي هذا الصدد سطر اليوم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي العسكري صقر صقر بلاغات بحث وتحر في حق امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير و123 شخصا آخرين طالبا ملاحقتهم وتوقيفهم.

وعلى الصعيد السياسي عقد اجتماع وزاري/امني اليوم برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان هنا اليوم دعمه لاستمرار وحدات الجيش اللبناني في اجراءاتها لانهاء المظاهر المسلحة وازالة المربع الامني لامام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير.

وشدد بيان صدر عن الاجتماع على "وجوب استمرار قوى الجيش بمؤازرة القوى الامنية في التصدي للمعتدين في صيدا حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة وإزالة المربع الامني وتوقيف المعتدين والمحرضين".

كذلك ادان رؤساء الحكومات السابقون ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام "اي اعتداء على الجيش اللبناني واي مؤسسة رسمية من اي جهة اتت لان الجيش درع الوطن في وجه محاولات ضرب صورة وحضور لبنان واستقلاله وسيادته."

وأكدوا بعد اجتماعهم في مقر رئاسة مجلس الوزراء في بيان تلاه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي"التمسك بالدولة ومؤسساتها ووحدة هذه المؤسسات وفي طليعتها المؤسسات العسكرية والامنية".ورفض المجتمعون "المحاولات المتكررة والفاشلة لوضع الجيش بمواجهة المسلمين السنة وتصويرهم بانهم جماعة رافضة للدولة ."

وأكدوا "التمسك بالعيش المشترك المسيحي/الاسلامي والاسلامي/ الاسلامي"، مناشدين اهلنا في كل لبنان وخصوصا في طرابلس من وقوع الفتنة".

وأكد بيان رؤساء الحكومات "ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت خصوصا في هذه الظروف الصعبة".بدوره اعتبر مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني في بيان اليوم ان الاعتداء على الجيش اللبناني "جريمة بحق لبنان ولا يجوز التقاتل معه تحت اي ذريعة كانت".

وحذر المفتي قباني من "خطورة الاحداث في مدينة صيدا وتوسع المعارك وحصول الفوضى في المناطق اللبنانية كافة".

ورفض "جر الجيش الى معارك داخلية وإلهائه عن مهمته الأساسية وضرب دوره وأمنه وقدرته وفعاليته في معالجة الأحداث وحفظ الاستقرار في البلاد."

وقال "ان دعوة المسلمين السنة على الانفصال عن الجيش هي جريمة بحق السنة اولا والجيش ثانيا " معتبرا ان هذه الدعوات "تؤدي إلى الفوضى والفتنة التي تشق طريقها إلينا."

ودعا قباني إلى "المسارعة في تسهيل مهمة الجيش لاستعادة أمن وسلامة صيدا ، بل وطرابلس والبقاع وكل لبنان" مطالبا ب"تحقيق شفاف في كل ما جرى ويجري ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة، واطلاع جمهور المسلمين وعموم اللبنانيين على حقائق الأحداث التي جرت في صيدا".

وكانت (هيئة علماء المسلمين) السنية قد حملت في بيان اعلنه رئيسها الشيخ سالم الرافعي من طرابلس بشمال لبنان قيادة الجيش مسؤولية رفض مبادرة لها الليلة الماضية وتقضي بوقف إطلاق النار لمدة ساعة يتم خلالها إجلاء الجرحى والمدنيين واجتماع الهيئة مع الشيخ الأسير.

وحملت الهيئة "قيادة الجيش المسؤولية الكاملة عن فشل المبادرة وكل ما ينتج عن ذلك من أحداث وتداعيات في كافة المناطق" مطالبة "رئيس الحكومة والنواب والوزراء وكافة المسؤولين السنة في لبنان بتحمل مسؤولياتهم في حماية طائفتهم المستهدفة في أدق مرحلة يمر بها لبنان . "

وكانت الاشتباكات بين الجيش اللبناني وانصار الشيخ الاسير قد اندلعت بعد ظهر يوم أمس (الأحد) وأعلنت قيادة الجيش عن "استشهاد ضابطين وأحد العسكريين وتضرر آليات العسكرية في هجوم لمجموعة مسلحة تابعة للشيخ احمد الاسير دون أي سبب على حاجز تابع للجيش اللبناني في محلة عبرا في صيدا." ويعتبر الأسير من المتعاطفين مع المعارضة السورية ومن أبرز منتقدي (حزب الله) ، وهو كان قد هدد مؤخرا بإخلاء شقق يقطنها أنصار (حزب الله) في محلة عبرا ذات الغالبية السنية.

وكانت صيدا قد شهدت يوم (الثلاثاء) الماضي اشتباكا بين مؤيدين للاسير ومناصرين ل(حزب الله) ادى الى سقوط قتيل و7 جرحى ، وقامت اثره قيادة الجيش بتوجيه انذارا لجميع المسلحين بوجوب الانسحاب الفوري من الشوارع محذرة من اطلاق النار عليهم والرد على مصادر اطلاق النار بالمثل.

/مصدر: شينخوا/