تعليق: مصر على حافة الهاوية (2)

مطالبة الجيش مختلف الأحزاب بمعالجة الأزمة خلال 48 ساعة

يخشى الرئيس مرسي في الوقت الحالي تدخل الجيش. حيث صرح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي في الساعة الواحدة بتوقيت القاهرة خلال خطاب تلفزي بأن: "الجيش المصري يطالب مجددا بتحقيق مطالب الشعب المصري، ويمهل مختلف القوى السياسية 48 ساعة لمعالجة الأزمة الراهنة، واذا لم تتحقق مطالب الشعب في الوقت المحدد، فإن الجيش المصري سيقوم بوضع خارطة طريق، ويراقب تنفيذها." وبعد بث الخطاب، عبرت المعارضة "جبهة الإنقاذ الوطني" عن ترحيبها بموقف الجيش.

وذكر محللون بوسائل الإعلام الشرق أوسطية، أن المصريون قاموا خلال العام الماضي بمظاهرات مليونية، طالبوا فيها الجيش بالإبتعاد عن السياسة، وفي الوقت الحالي يتظاهرون من أجل ألايبقى الجيش متفرجا، والتدخل في السياسة في أسرع وقت ممكن. وإذا خسر الرئيس مرسي الدعم العسكري، فإن مسيرته السياسية ستؤول إلى النهاية، لذلك لجأ إلى الدفاع من خلال الهجوم، من خلال إعلانه عن إستفتاء شعبي يمكن أن يحفظ به كرسيه.

وقال المحلل السياسي حسين لمراسلنا، أن غالبية الشعب المصري لم تعد تدعم الإخوان المسلمين، لكن قياديي الإخوان لم يدركوا بعد هذه النقطة، ومازالوا غارقين في نشوة الفوز بالإنتخابات البرلمانية والرئاسية. من الصعب الآن توقع الطريقة التي ستنتهي بها هذه الأزمة، لكن هناك مايمكن تأكيده، وهو أن الطريقة التي إعتمدها الإخوان في وضع أتباعهم داخل أجهزة الدولة لم تعد تجدي نفعا، لذا فهم مطالبون الآن بأن يتقاسموا السلطة مع باقي القوى السياسية.

وقال مستشار زعيم الحزب السلفي حازم إسماعيل في حوار مع صحيفة الأهرام أن الرئيس مرسي يقبل نصائح إرشادات الإخوان فقط أثناء تسييره للدولة، حيث اعتبر الإخوان تسيير الدولة في منزلة تسيير جماعة الإخوان المسلمين نفسها. واذا كان الإخوان يجمعهم إيمان مشترك، فإن الدولة متعددة، لذا يجب الإنفتاح والتعاون والتنازل، وعدم صنع الصدام والمواجهة. كما رأى مستشار حازم إسماعيل أن القوى الإسلامية قد لا تكون في موقع أفضلية إذا ما أقيمت إنتخابات ثانية، لكن على المعارضة أيضا تغيير إستراتيجيتها، وتركيز المزيد من الإهتمام على العمل القاعدي وعدم الإكتفاء بالتغيير الفوقي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/