تعليق: مصر على حافة الهاوية

صحيفة الشعب اليومية - الصادرة يوم 2 يوليو عام 2013 - الصفحة رقم 21

أعلن 5 وزراء مصريين يوم 1 يوليو الجاري إستقالتهم، إستجابة لطلب المعارضة تنحي الرئيس مرسي. وفي نفس اليوم، طالبت المعرضة الرئيس مرسي التنحي، وإلا سيواجه المزيد من أمواج الإحتجاج. وأشارت بعض التقارير إلى أن مرسي قد يجبر على إجراء إستفتاء شعبي حول إجراء إنتخابات مبكرة، ومن المرجح أن يفوز مرسي بهذا الإستفتاء ويواصل الحكم بفضل القدرات التنظمية القوية لجماعة الإخوان المسلمين. في حين يرى بعض المحللين، أنه في صورة إجراء إنتخابات جديدة فإنه من المتوقع ألا تحصل القوى الإسلامية على أفضلية، كما أن المعارضة مطالبة بتغيير إستراتيجيتها وتركيز المزيد من الإهتمام على العمل القاعدي، وعدم الإكتفاء بالتغيير الفوقي.
　　　　　　　　　　
وانطلقت في 30 يونيو الماضي مظاهرات كبيرة في عدة أنحاء من العاصمة المصرية القاهرة ضد الرئيس مرسي، وقال الجيش المصري بأن المظاهرات رغم أنها غير مسبوقة، إلا أنها لم تحدث خسائر فادحة. في حين توقعت وسائل إعلام غربية أن تتحول مظاهرة 30 يونيو إلى "صدام مستمر وأنهار من الدماء". لكن وفقا لمراسلنا في القاهرة، فقد دارت المظاهرات في جو سلمي. في هذا السياق، أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة المصرية بأن مظاهرات 30 يونيو قد خلفت 8 ضحايا و613 جريحا. وكانت هذه الأرقام أقل بكثير من المتوقع.

وتعرض إحد مقرات الإخوان المسلمين شرقي القاهرة إلى الحرق في فجر 1 يوليو الجاري، في ذات الوقت تعرضت فروع مقرات الإخوان المسلمين في عدة محافظات مصرية إلى عمليات تخريب. وقالت وسائل إعلام مصرية، بأن الإخوان المسلمين أعربوا عن إستعدادهم لتكوين قوة مسلحة تتكفل بحماية الإخوان والرئيس. وإذا قام الإخوان بتأسيس قوة مسلحة خاصة بهم ، فإن ذلك سيعني مزيدا من التأزم والفوضى في الوضع المصري.

مختلف الأحزاب في حاجة إلى ايجاد نقطة "التنازل"

رأى المحلل السياسي المصري حسين في حوار مع صحيفتنا أن الوضع في 1 يوليو كان أفضل من اليوم الذي سبقه، لكن الناس قد افتقدوا الثقة في الإخوان المسلمين، وإذا لم يقم مرسي بتنازلات ملموسة فإن هذه الأزمة لن تنتهي بسهولة. وحتى الإقتراحات التي قدمها معاون مرسي بمافي ذلك إجراء حوار وطني وإنتخابات برلمانية لم تعد تلبي مطالب الجماهير.

وقام المتحدث بإسم الرئيس مرسي بخطاب تلفزي في 30 يونيو الماضي، قال فيه بأن مرسي قد إرتكب بعض الأخطاء خلال فترة حكمه، لكنه بصدد إصلاحها. وهو ماقرأته وسائل الإعلام الشرق أوسطية على كونه موقفا للتهدأة إتخذه مرسي تحدت الضغط الكبير الذي سلط عليه. لكن ذلك لايعني تنازلا من مرسي، لأنه أكد على أن "تنحي رئيس أنتخبه الشعب، يعد تدميرا للديمقراطية."

وأشارت صحيفة "الخبر" المصرية في 1 يوليو الجاري أن مصر أصبحت تقف على "حافة الهاوية" ، وإذا لم يتم إستعادة النظام والإستقرار في أسرع وقت ممكن، فإن الدولة قد تغرق في الفوضى. وقالت أن مختلف الأحزاب المصرية يجب أن تتوصل إلى "نقطة التنازل" المشتركة ونبذ الخلاف لتجاوز الأزمة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/