تقرير: حرارة الهجرة الاستثمارية عند الصينيين لم تبرد (2)

المهاجرون المستثمرون هم "المواهب"

هاجر عدد كبير من النخب والأغنياء الصينيين إلى الخارج فى السنوات الأخيرة،حيث تشير البيانات المتعلقة إلى انه فى عام 2007 قدم 270 مواطن صيني فقط الطلبات للهجرة الاستثمارية إلى الولايات المتحدة،وتمت الموافقة على 161 منهم.وزادت عدد متقدمي طلبات الهجرة عشرة أضعاف فى عام 2011،وتم الموافقة على أكثر من نصفهم.ووفقا للمسح،فان 40% من الأثرياء الصينيين الذين تتجاوز ثروتهم 100 مليون يوان يرغبون في الهجرة إلى الولايات المتحدة،و37% منهم يرغبون فى الهجرة إلى كندا،و14% منهم يرغبون فى الهجرة إلى سنغافورة،و11% منهم يرغبون فى الهجرة إلى أوروبا.ويظهر أحدث البيانات الصادرة عن مكتب خدمة الهجرة الأمريكية انه من بين المهاجرين المستثمرين إلى الولايات المتحدة فى هذا العام يمثل الصينيون ثلاثة أرباع.

تزايد تدفق النخب والأموال إلى الخارج مع تزايد عدد الأثرياء

قال تشين لينغ أستاذ فى معهد البحوث السكانية التابع لجامعة لياونينغ،ان الناس الذين يستطيعون الهجرة من المؤكد ان يكونوا المواهب ذوى القدرة العالية الذين يحتاج الدول الأجنبية إليهم والصين بحاجة إلى مثل هؤلاء الناس أيضا.ويمكن للصين كسب الأموال المستثمرة فى الخارج للعودة إليها،لكن المواهب من الصعب استردادهم.ان التطور السريع للاقتصاد الصيني فى السنوات الأخيرة قد جذب عدد من الطلاب المبعوثين للعودة إلى البلاد ويشكلون مجموعة كبيرة الحجم لتأسيس المشاريع.ويشكل اتجاها الدخول والخروج النشيطان الميزة الجديدة لتدفق المواهب فى الفترة الأخيرة.لكن من يغادر الصين معظمهم مواهب،بينها العائدون إليها مستوياتهم مختلفة.على الرغم من تزايد العدد المطلق للطلاب المبعوثين العائدين إلى الصين،إلا ان العدد النسبي لهم يشهد تخفيضا واضحا.

وفى الوقت نفسه،هناك بعض الخبراء يعتقدون ان النخب الصينيين سوف يكونوا في صفوف النخب فى الدول الأجنبية التى هاجروا إليها.إذا يدخل المزيد والمزيد من المهاجرين الصينيين فى الطبقة المتوسطة حتى العليا فى الوسط الاقتصادي والتكنولوجي فى الدول المختلفة،سيلعب دورا فى تعزيز التنمية الاقتصادية والسياسية فى الصين.

تحتاج التنمية الحالية فى الصين إلى المواهب،ويعتبر كيفية استبقاء المواهب امتحانا صعبا.فى هذا الصدد،قال تشين لينغ ان استبقاء الأموال يجب استبقاء الناس أولا،واستبقاء الناس يجب استبقاء القلوب أولا.فينبغى على الصين استبقاء قلوب الأثرياء أولا حتى استبقاء أجسادهم ثم ثرواتهم.ويجب على الصين مواصلة تحسين اقتصاد السوق حتى يجعل الحصول على الموارد أكثر إنصافا،والاستمرار فى الحفاظ على روح رجال الأعمال.فى الواقع ان الكثير ممن يرغبون فى الهجرة متناقضون جدا،حيث يعرفون ان الصين هي أسرع البلدان نموا في العالم،لكنهم يشعرون بعدم الأمان ويريدون تحقيق التطوير فى الموقع المتقدم من السلسلة الصناعية،فيحتاجون إلى الاستثمار فى القطاع المالي وقطاع الطاقة وغيرها من القطاعات التى ليست مفتوحة تماما.فيجب على الصين تحويل عدم عادلة إلى عادلة،وتحويل عدم آمن إلى أكثر أمانا.فضلا عن ذلك،فان الهجرة لا تعنى قطع العلاقة مع الوطن الأم،ولا يزال الكثير من المهجرين يحفظون على التعاملات التجارية مع الوطن الأم،الأمر الذى دفع تحسين البيئة اللينة المحلية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/