تعليق:الاسباب وراء إغلاق أمريكا العديد من سفاراتها وقنصلياتها في 22 دولة (2)

الحكومة الامريكية ينبغي ان تغير سياستها الخارجية

في ظل الاضطراب الشديد التي تجتاح منطقة شرق اسيا وشمال أفريقيا، فإن توسع تنظيم "القاعدة "حالة الفوضى هو من اجل الحصول على فضاء اوسع للبقاء على قيد الحياة وليس الهدف استهداف عدوه اللدود الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية الاخرى. وفي النظر الى تزايد التهديدات الارهابية على المؤسسات الامريكية في الخارج في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مصر وتونس وليبيا والبحرين وغيرها من الدول الأخرى، وإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوساطة امريكية، يعتقد المحللون أن هناك اعتبارين رئيسيين، أولا، اظهار الدول المضطربة دعم موجة العداء للولايات المتحدة. ثانيا النتائج الاولية للوساطة الامريكية في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وعلقت صحيفة مصرية يوم 3 اغسطس الحالي أن الامريكيين في البلدان الاجنبية يواجهون خطر متزايد في ظل التدخل الامريكي المستمر في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، وارتفاع المشاعر المعادية لامريكا في الشرق الاوسط، وان غلق بعض السفارات والقنصليات قد تكون قادرة على الحد من الخسائر مؤقتا،ولكن ينبغي على الحكومة الامريكية ان تغير سياستها الخارجية.

تعليق:

يعتقد لي وي مدير مركز مكافحة الارهاب بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أنه في ظل الوضع الامني المتدهور في سوريا، مصر، ليبيا، تونس، اليمن، البحرين، ومواصلة توسيع مساحة تنظيم "القاعدة" في المنطقة، فإنه لا يمكن للولايات المتحدة القتال بشكل فعال. وهذا ايضا السبب وراء قلق امريكا بشان الهجمات الارهابية، والسبب الجوهري في غلق الولايات المتحدة لعدد من سفاراتها وقنصلياتها في الخارج.

إن تعرض قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي، ليبيا لهجوم في شهر سبتمبر 2012، خلق شعور القلق في نفس الامريكيين من تكرار هجمات مماثلة. وإن منع حدوث الهجمات الارهابية سهل، لكن اندلاع الاحتجاجات المعادية للولايات المتحدة و الهجمات الارهابية معا، سوف يكون صعب التعامل معها.وبالتالي فإن الولايات المتحدة تفضل اغلاق السفارات والقنصليات في بعض البلدان لاتخاذ الاحتياطات اللازمة الاكثر صرامة.

كما يوجد سبب عميق للتحرك الامريكي. فبالرغم من أن بن لادن قتل، إلا أن الولايات المتحدة لم تحقق انتصارا جذريا في مكافحتها على الارهاب العالمي، والهجمات الارهابية لا تزال متكررة في بعض البلدان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار لاستهداف الاهداف المشبوهة في محاربة الارهاب في العراق وافغانستان ،اسفر عن عدد كبير من الاصابات العرضية، مما تسبب في استياء السكان المحليين، وزيادة المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وتوسعت مساحة تربة الارهاب. وإن الولايات المتحدة ليس فقط لم تقضي على اساس الإرهاب، ولكن أيضا جلبت الكثير من الآثار الجانبية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/