تعليق: كيف يؤثر التقارب الأمريكي – الإيراني علي منطقة الشرق الاوسط؟ (2)

الدول العربية قد تصبح الضحية الأكبر

من جهة ثانية، وتحت طاولة المفاوضات أصبح هناك المزيد من اللغط الجيوسياسي. فإلى جانب المعارضة الإسرائيلية للمحادثات النووية، أعربت المملكة العربية السعودية الحليف التقليدي للولايات المتحدة عن عدم رضاها، وهذا ما دفع السعودية إلى رفض المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الشهر الماضي. وقال رئيس جهاز المخابرات السعودي أن أمريكا أبدت موقفا مرنا مع إيران التي تعتبرها السعودية التهديد رقم 1 عليها، لذلك ستعمل السعودية مستقبلا على "ترك مسافة من الولايات المتحدة".

وأبدى مختلف أطراف المفاوضات حدا أقصى للتفاوض حيث قال الجانب الإيراني أن "نقل المواد خارج إيران يعد خطا أحمر".وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الروسية عن عضو في الوفد الإيراني "في أي حال" إيران لن تتنازل عن برنامج تخصيب اليورانيوم.

فهل يكون ذلك بهدف رفع سعر التفاوض؟ طبعا لايخفى على الجميع أن موضوع العقوبات الدولية هو الموضوع الأهم الذي يثير إهتمام الإيرانيين، وهذه الورقة التي تمسك بها أمريكا. حيث قال هالف ان إيران إذا لم تتخذ إجراءات "موثوقة وواقعية" فإن أمريكا لن تناقش تخفيف العقوبات.

اما الخلفية الأكثر تعقيدا فتكمن في أن الدول العربية قد تصبح الضحية الأكبر للمحادثات النووية الأمريكية الإيرانية. وقد نشرت "صحيفة نيويورك تايمز" مقالا للمحلل السياسي بقناة الجزيرة مروان بشارة أشار فيه إلى أن المحادثات قد تجعل إسرائيل تصبح الدولة النووية الوحيدة في المنطقة وهو ماسيؤثر على عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، في ذات الوقت ستحصل إيران على مكانة إقليمية بعد تقاربها مع أمريكا، وهذا قد يعزز الخلاف الطائفي بين السعودية وإيران ما قد يثير "صراعات طائفية في كامل المنطقة".

والآن، دفع إستمرار المفاوضات النووية أصبح الحد الأقصى للعالم العربي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/