تعليق: المحادثات بشأن ملف إيران النووي لم تحرز اختراقا (2)

ووفقا لما جاء على موقع التلفزيون الإيراني، فإن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أعلن عن اتفاق تم بشأن القضية النووية الإيرانية، ويمكن التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع القادمة، لكن لا تزال أمام المفاوضات الكثير من الصعوبات تواجهها. وذكرت وسائل إعلام كثيرة أن جزء من هذا الاتفاق يتضمن تعليق إيران لبرنامجها النووية، من أجل السماح للمجتمع الدول التخفيف لجزء من العقوبات ضد إيران.

ويعتقد بعض المحللين أن فشل إيران والقوى العالمية الست في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي يرجع أساسا إلى ما عرضته فرنسا من سعر مرتفع، حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للإذاعة الفرنسية، انه يتوجب استيضاح الموقف الإيراني بشان "بناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في أراك"،وما سيؤول إليه مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ومسالة تخصيب اليورانيوم بوجه عام في إيران. وتعبر هذه النقطة من أكثر النقاط اختلافات بين أطراف المحادثات، حيث تعتبرها إيران "خط أحمر بالنسبة لها. وقال روحاني يوم 10 نوفمبر الحالي، أن بلاده لن تتخلى عن "حقوقها النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم". وبالتالي أن نرى بأنه لا يوجد سبب وجيه لحد الدول الغربية من مخاوفها بشأن برنامج النووي الإيراني من ناحية، وأن إيران تعتقد أن تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية لا يزال تحت المناقشة من ناحية أخرى.

و طالبت الولايات المتحدة بأن توقف إيران إنتاجها فوراً لليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ونقل المخزون إلى خارج البلاد، وإغلاق مفاعل فوردو، مقابل التعاون في بعض المشروعات النووية المدنية، وعدم فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي، لكن العقوبات التي تضغط على الاقتصاد الإيراني ستظل سارية حتى الوصول إلى اتفاق نهائي، مما جعل هناك خلاف في وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة. و حول ما صرح به جون كيري أن هناك إمكانية لاتفاق على مراحل، وخاصة المرحلة الأولى الذي يتطلب من إيران وقف أي تقدم في برنامجهم النووي خلال عدة أشهر، لكن مع الإبقاء على هيكل العقوبات قائما، وجد صعوبة في القبول من قبل إيران.

إن عدم الوصول إلى اتفاق في محادثات النووي الإيراني في جنيف هذه المرة لا يعني الفشل. وقال جون كيري بعد إنهاء المحادثات، أن الهدف من المحادثات جنيف تضييق هوة الخلاف وتحقيق تقدم في تقريب وجهات النظر. ووصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظافر اللقاء "بالاجتماع الجيد"، وقال إن هناك اتفاق ليس مخيبا للآمال، و إيران تأمل في أن تتمكن من التوصل لاتفاقية في الجولة القادمة.

وقال لى باو دونغ نائب وزير الخارجية الصيني أن المجتمع الدولي يولي أهمية كبيرة لجولة مفاوضات جديدة حول النووي الإيراني في جنيف، حيث ناقشت ست دول مع إيران لمدة ثلاث أيام بكل جدية قضية النووي الإيراني،وأظهرت جميع الأطراف الإرادة السياسية لحل المشكلة. لكن القضية النووية الإيرانية معقدة جدا، وقد استغرقت المفاوضات 10 سنوات، ومثل هذه القضية المعقدة لا يمكن أن تحل من خلال جلسة مفاوضات واحدة. وأضاف لي باو دونغ أن الصين ستواصل تعزيز محادثات السلام والسعي إلى حل مبكر للقضية النووية الإيرانية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/