المخرج السينمائي التونسي رشيد فرشيو: " الحلم الصيني " بوابة تعريف الخصائص الحضارية والثقافية التونسية لدى الشعب الصيني (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  13:40, April 18, 2014

يجري المخرج السينمائي التونسي رشيد فرشيو، ومجموعة من المستثمرين السينمائيين الصينيين استعدادات للبدء في إنتاج وتصوير أول فيلم سينمائي تونسي- صيني مشترك بعنوان "الحلم الصيني" في سبتمبر القادم.

وأفاد المخرج السينمائي رشيد فرشيو، في تصريح خصّ به " شبكة الشعب" يوم 16 ابريل الجاري، أن الصين أصبحت الوجهة التي تستقطب الأعمال الفنية بالنظر إلى التطور الكبير الذي سجلته الصناعة السينمائية في هذه البلاد حيث وفرت بنية تحتية سينمائية عملاقة تشمل إعادة تركيب مدن ومواقع ومعالم صينية بأكملها بما يوحي بميلاد "هوليوود جديدة".

وأكد رشيد فرشيو، أن فكرة الفلم ولدت قبل أربع سنوات عندما زار الصين مرة أخرى بعد سنين طويلة مضت، إذ انبهر بالثورة الصينية، وبالتجربة الصينية، وبالنجاح الذي حققته الصين، والتحول الكبير في المدن الصينية التي بات لا يستطيع أن يعرف أماكن و شوارع بكين وشانغهاى التي زارها سابقا، ما جعله يقرر نقل هذه المعجزة إلى بلده والعالم العربي من خلال فلم رومانسي إنتاج تونسي ـ صيني مشترك. وقال رشيد فرشيو، أن تأجيل تصوير الفلم إلى هذا العام بسبب الأحداث التي عرفتها تونس خلال السنوات الأخيرة. ويعتبر فيلم " الحلم الصيني" أول فيلم رومانسي لرشيد فرشيو، الذي تمس معظم أفلامه مجال السياسة،على حد تعبير المخرج.

وتحوم أحداث فيلم الذي يستغرق تسعين دقيقة قصة "علياء" فتاة تونسية فقدت حلمها في زيارة الصين مع فقدانها لوالدها الذي ذهب إلى الصين ولم يعد لسنين طويلة. وتسعى الفتاة التونسية إلى الخروج من ألم فقدان والدها بالاجتهاد وتحقيق ذاتها لتصبح مغنية مشهورة في تونس لكنها تمر بفترة فراغ عاطفي، وتتوالى الأحداث لتأخذ منعرجا رومانسيا اثر تعرضها لمحاولة اغتيال في حفل ساهر تحييه في المسرح الكبير بطلب من محبين كانت قد انقطعت عنهم منذ أكثر من سنة واكتشافها بأن والدها لم يمت مثلما قيل لها وإنما تحت حماية الحكومة الصينية بعد أن تعرض لتهديد بالقتل من عصابة سرقة الآثار دون ذنب سوى أنه خبير في الآثار يؤدي عمله بنزاهة وشعور بالمسؤولية. وتحت وطأة الصدمة وحلم اللقاء تقرر " علياء" أن تحمل عروستها الصينية التي أهداها لها والدها عند عودته من أول رحلة له للصين وعمرها لم يتجاوز الخامسة، لتنطلق في رحلة مع عون الأمن الصيني للبحث عن والدها وتحقيق حلمها في زيارة الصين أين تعترض رحلتهما للكثير من الوقائع المثيرة والمفاجآت.

وأفاد رشيد فرشيو أن تصوير" الحلم الصيني" سوف يكون بين تونس والصين لتدور الأحداث في أجواء مشتركة تعكس الخصوصية التونسية والصينية. وأكد أن أماكن التصوير في تونس اختيرت بعناية كبيرة، وان تونس تشتهر بالعديد من المدن الجميلة التي تزخر بالعديد من المعالم التاريخية والثقافية وتتنوع ما بين المعالم الطبيعة، والمعالم التراثية الأثرية، وسوف يكون الفلم فرصة للمشاهد السفر والتجوال في ربوع تونس ومختلف المدن لكل منها نكهة خاصة لما تحتويه من معالم أثرية وتاريخية تمتد جذورها إلى ما قبل 3000عاما، وأن تاريخ تونس ليس فقط تاريخ دولة عربية مسلمة تقع في قلب حوض البحر الأبيض المتوسط، بل جزء من تاريخ العديد من الحضارات التي تعاقبت عليها عبر التاريخ .

وأشار رشيد فرشيو إلى أن فيلم " الحلم الصيني" لم يحقق الحلم التونسي في الدخول إلى السوق السينمائي الصيني فقط، بل يحقق حلم السينما الإفريقية والعربية أيضا، فهو أول فلم من إنتاج عربي، إفريقي، تونسي ـ صيني مشترك.

يذكر أن رشيد فرشيو هو احد مؤسسي التلفزة التونسية الوطنية في الستينيات ورواد الإخراج التلفزي والسينمائي في تونس وهو منتج عديد الأفلام الطويلة على غرار" يسرى"(1971) و"أطفال القلق"(1974)و"خريف 86" (1990) و"كش ملك" (1993) و"الحادثة"2007 .